الخميس، 23 أغسطس 2012

فنانات لبنانيات يحيين ليالي عيد الرياض

نالت مسرحية «سواليف حريم» النصيب الأكبر من الحضور النسائي في الرياض، فقد شهد المسرح في آخر أيام العرض حضوراً يتراوح بين 6000 و7000 سيدة.
اللافت أن ثلاثة أرباع هذا الرقم لم يكن قادماً لحضور المسرحية، بل لحضور الرقص الاستعراضي الذي يلي المسرحية، فعلى قرابة ثلاث ساعات، تنوعت الرقصات الاستعراضية ما بين الرقص الهندي والخليجي والدبكة السورية، إضافة إلى الفلكلور الجنوبي، كما قدمت الفنانة اللبنانية ماجي مطران عرضاً قلّدت فيه عدداً من المطربات، من بينهن أصالة نصري ونانسي عجرم وشمس.
إضافة إلى تقليد الفنان جورج وسوف، إلى ذلك اختتمت الحفلة بالمطربة جاكلين التي قدمت أربع أغانٍ مختلفة ضجّ على أثرها المسرح بالهتافات والرقص، ما أفقد المنظمات وموظفات أمانة منطقة الرياض السيطرة على الوضع.
من جهة أخرى، أكدت مجموعة من النساء استمتاعهن بالعرض، مشيرات إلى أنه كان متميزاً وغير مألوف بالنسبة للمجتمع السعودي، وقالت إحداهن: نتمنى أن تقام مثل هذه المسارح الاستعراضية بين الحين والآخر، فقد وجدنا فيها متنفساً كبيراً، وأشارت أخرى إلى الاهتمام الواضح الذي أظهرته العارضات، وحرصهن على تقديم ما يليق بالجمهور، قائلة: «كان العمل متقناً على أكمل وجه»، في حين استنكرت إحدى الحاضرات عدم وجود إعلانات تشير إلى هذا العرض، مبينة أنها علمت به من إحدى صديقاتها، مضيفة: تفاجأت بالأداء الراقي عند حضوري، فلم أكن أتوقع أن يقام مثل هذا المسرح في مدينة الرياض، وأكدت أخرى على أن وجود مثل هذه المسارح على مدار السنة يمكن أن يكون سبباً في تخفيف كثير من مشكلات الفتيات، بحيث يكون لهن متنفساً على خلاف الأسواق والمطاعم، مبينة أنه أكثر أماناً على الفتيات كونه خاصاً بهن وبعيداً كل البُعد عن محيط الرجال، داعية إلى أن تسعى الأمانة إلى تنظيم مثل هذه المسارح بشكل مستمر.

الاثنين، 23 يوليو 2012

وزير العدل : لا يوجد اختلاط في العمل

ناقش معالي وزير العدل ورئيس المجلس الأعلى للقضاء الدكتور محمد العيسى في الحلقة الثانية من حواره مع «عكاظ»مفهوم الاختلاط ،مبينا أن عدم قدرة البعض على الاعتراف بـ «جواز الاختلاط المباح» صنع الجدل.

وزير العدل الذي لخص باب سد الذرائع في ثلاث صور ،أبدى أسفه على بعض الآراء التي انتقدت مشاركة المرأة في الزيارة الأخيرة لأمريكا ضمن وفد رسمي لإيضاح الصورة الحقيقية للمرأة المسلمة في المملكة، مبينا أن زيارة الوفود لعدد من دول الغرب تهدف إلى تصحيح المفاهيم عن عدالتنا وللإفادة من جديد الإجراءات.. وإليكم نص الحوار:

• رأستم في الفترة الأخيرة وفدا لزيارة العديد من الدول ومنها أمريكا وبريطانيا وأسبانيا، ما الهدف من تلك الجولات ؟

ــ الهدف منها واضح هو إيصال مفاهيم عدالتنا للآخرين والرد على التساؤلات الحائرة لديهم مع إفادتنا من التجربة الإجرائية في عمل المحاكم لدى تلك الدول خاصة الإجراءات التقنية ونمذجة هندسة الإجراءات وهي علوم عصرية إجرائية يهمنا أن نطلع عليها وللحق وعبر منبر «عكاظ» الإعلامي اسمح لي أخي عبدالله أن أقول لك لقد اندهش أعضاء الوفد من أن كثيراً من إجراءات بعض تلك الدول كانت أقل منا بكثير، وهو ما جعل بعض مؤسساتها القضائية تمنح وزارة العدل الشهادات والميداليات التقديرية والتي لم تقرر منحها لنا إلا بعد اطلاعهم على ما لدينا كما أفصحوا عن ذلك، والخلاصة أن هذه الزيارات كانت لتصحيح المفاهيم عن عدالتنا ولتفويت الفرصة على المغرضين وللإفادة من جديد الإجراءات.

• أعتقد أنه حصل هناك انتقاد لوجود نساء ضمن بعض هذه الوفود؟

ــ كان هذا في الزيارة الأخيرة لأمريكا وأخواتنا كن يمثلن جهاتهن حيث تم ترشيحهن من قبل مجلس الشورى ووزارة التعليم العالي لإيضاح الصورة الحقيقية للمرأة المسلمة في المملكة العربية السعودية وأنها تتمتع بكامل حقوقها الشرعية وكانت الأخوات الفاضلات ضمن نطاق وفدهن الممثل لجهاتهن وكن على مستوى عال من الأدب الإسلامي الرفيع وبحجابهن الشرعي الكامل وبكل اعتزاز منهن وبدون حرج من أحد، ولم تسافر أي منهن إلا مع أخيها أو زوجها أو ابنها وهن أربع فقط من خيرة النساء ديناً وعلماً وعقلاً، وقدمن في نطاق وفدهن الذي مثلنه ما أدهش المؤسسات الأمريكية اللاتي قمن بزيارتها ضمن برنامج الزيارة وليس لأي جهة ضمن نطاقات الوفد أي علاقة بالجهة الأخرى والوفد شمل عدة جهات لكل منها الاستقلال الكامل والتمثيل الكامل والتعبير الكامل والحر البعيد تماماً عن تمثيل الجهة الأخرى حيث شملت نطاقات الوفد عدة جهات هي الداخلية والخارجية والتربية والتعليم والعدل وديوان المظالم ومجلس الشورى والتعليم العالي، والإعلام، وهيئة مكافحة الفساد، والغرف التجارية، وهيئة المدن الاقتصادية،وغيرها، وشمل الوفد وزراء ونواب وزراء وعدداً من أصحاب الفضيلة القضاة من وزارة العدل وديوان المظالم وبعض العلماء، وقد وجه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز ـ يحفظه الله ـ أن يكون الإشراف على الوفد من قبل وزارة العدل، ولقينا في أمريكا من بعض المراكز الإسلامية بطابعها الوسطي المعتدل الذي يسير على هدي السلف الصالح تقديراً وحفاوة بالغة بمجموعة الوفد أسهمت في توضيح الصورة الصحيحة عن مفاهيمنا العدلية بخاصة والإسلامية بعامة، وأوضحنا للجميع ماهية الوسطية والاعتدال الإسلامي في نصنا الشرعي وفهمنا الصحيح له على جادة أسلافنا وعلمائنا الأفاضل، وكانت الزيارة ذات شقين الشق الأول ضمن برنامج الوفد الكامل والثانية خاصة بوزارة العدل حيث كان هناك لقاءات وحوارات خاصة بالوزارة مرتب لها مسبقاً خارج نطاق البرنامج العام للوفد، والسبب في هذا أن ثمة لقاءات كانت مرتبة قبل هذه الزيارة وأجلت بسبب وفاة فقيد الجميع صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز رحمة الله عليه.

• يعني هذا أن هناك تصوراً خاطئاً حول الموضوع ؟

ــ نعم وقد أسفت والله كثيراً للوهم في هذا ولن أقول الكذب لأني أحسن الظن بالجميع، وهو أمر غير خفي يعلمه بكامل تفاصيله أكثر من مائة شخص كانوا ضمن مجموعة الوفود ولا أقول الوفد وفي هذا الوفد كما قلت مشايخ أفاضل من وزارة العدل ومن ديوان المظالم ومن غيرهم ومن بينهم علماء شرعيون وحفظة لكتاب الله تعالى، ورحم الله امرءاً قال خيراً فغنم أو أمسك فسلم، ولو سكت من لا يعلم لاستراح الناس.

• لكن لماذا لم تبينوا هذا ؟

ــ لسبب واحد يا أخ عبدالله هو أني لم أسأل مطلقاً من أي أحد سوى منك في هذه المقابلة العاجلة في هذا المجلس الأخوي، والتي أرجو أن تنقلها بنصها تماماً كما حدثتك بها دون اختصار.

• هناك يا دكتور محمد في التاريخ الإسلامي أن النبي صلى الله عليه وسلم سافر ومعه نساء وبايعه النساء.

ــ هذا صحيح بل كانت النسوة معه صلى الله عليه وسلم في غزواته والوفود القادمة عليه والمبايعة له، لكنه صلى الله عليه وسلم لا يصافحهن ولا يرضى أن يتبذلن ولا أن يسافرن بدون محرم، خذ على سبيل المثال فقط حتى لا نطيل في هذا الموضوع: الصحابية الجليلة أم عمارة المازنية نسيبة بنت كعب، وكلنا نعرف سيرتها كانت مع الوفد الذي بايع النبي صلى الله عليه وسلم في العقبة مع زوجها وابنيها وأختها، وشهدت بيعة الرضوان يوم الحديبية، كما شهدت مع زوجها وابنيها موقعة أحد، وكانوا من القلائل الذين ثبتوا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ودافعوا عنه دفاع الأبطال، وقد دعا لهم النبي صلى الله عليه وسلم، فهذا نبي الله صلى الله عليه وسلم أتقى الخلق لربه خرج ومعه نساء لكن بتلك الضوابط والقيم الرفيعة، قَالت عائشةُ ـ رضي الله عنها ـ صنع النَّبي صلى الله عليه وسلم شيئاً فرخص فيه فتنزه عنه قوم فَبلغ ذَلك النَّبِي صلى الله عليه وسلم فخطب فحمد اللَّه، ثم قال: «ما بالُ أَقوامٍ يَتنزهونَ عن الشيءِ أَصنعه، فَواللَّهِ إِنى لأَعلمهُم باللَّه وأَشدهم له خشيةً»، والحديث في الصحيح.

ولن نكون والله يا أخ عبدالله أتقى ولا أزكى ولا أكثر تحفظاً ورعاية للمحارم وسداً للذرائع من رسول الله صلى الله عليه وسلم، ونعلم أنه صلى الله عليه وسلم ترك أموراً مباحة في أصلها وذلك سداً للذريعة، ومن احتاط أكثر من حد الشرع فقد يتجرأ البعض عليه ويقول إنه بهذا تعقب على الشرع وأنه من الجناية العمدية عليه، وبالمناسبة فهذا مقصدي في سياق حديث سابق ذي صلة بمثل هذا الموضوع حيث أشرنا لموضوع التعقب والجناية العمدية، لكن اختزال النص في النشر بتر عدة سياقات في الموضوع، وقد نبهت على ذلك عدة مرات.

• لكن يا شيخ محمد البعض يتحدث عن سد الذرائع في هذا الموضوع ولا يناقش هذه النصوص، ويطيل في هذا ويغلق كل شيء تقريباً والذي لو تم الأخذ به في السابق لما تعلمت المرأة اليوم كمثال فقط، فكان البعض في السابق يمنعه سدا للذريعة فيقول لا تتعلم أكثر من حاجتها الأساسية ووظيفتها الأساسية في بيتها.

ــ يمكن اختصار باب سد الذرائع في ثلاث صور نقول فيها:

الأولى: إذا كانت الذريعة تفضي للمفسدة قطعاً ويدخل في ذلك غلبة الظن لأن غلبة الظن معمول بها في الشرع فهذه الذريعة تسد بالإجماع.

والثانية: إذا كانت الذريعة تفضي للمفسدة نادراً أو أن المادة لا تقصد بعموم لذات المفسدة ولا تطرد فيها كاتخاذ العنب والتمر خمراً فهذه تلغى بالإجماع وإلا لحرمنا بيعهما.

والثالثة: إذا كانت الذريعة تفضي للمفسدة فيما بينهما فيما يعبر عنه بالعموم النسبي أو الكثرة دون الشيوع والانتشار فضلاً عن الاطراد مع تقدير اختلاف الحال في هذا من زمان لزمان ومن مكان لآخر ومثل ذلك العوائد والنيات مثل بعض العطورات التي تتركز فيها مادة الكحول أكثر من غيرها ويكثر دون شيوع أو بمجرد عموم نسبي استخدامها للسكر فهذه اختلف العلماء فيها فالمالكية والحنابلة يسدونها والشافعية والحنفية يردون الأمر لاجتهاد الحاكم بحسب الأحوال، وفي خصوص هذا المثال فإن بعض العلماء لا يرونه لأنهم يحرمون الاستعمال هنا لشيء آخر وهو نجاسة الخمرة.

وترتيباً على هذا انظر أسفار الناس في الطائرات بل وفي مواسم الخيرات للحج والعمرة معهم في نفس الرحلات بل وفي حملات الحج والعمرة نساء معهن محارمهن لمقصد يتوخى الخير والأجر والثواب، يمشين مع الناس ويتحدثن بعمومٍ بأدب الإسلام وحشمته ووقاره، دون أن تمارس اختلاطاً محرماً مع غيرها وعندما نقول هذا فنحن لا نقصد مجرد الخلوة بل يوجد اختلاط محرم لا يشك في حرمته يخرج عن حد الخلوة، وقد بينت هذا في حديث سابق لي في أكثر من صحيفة، على أني لا أحبذ أن نصطلح على الاختلاط لندخله في ألفاظنا الفقهية وإن ورد في بعض العبارات الشرعية سياقاً لا مصطلحاً، مع حذرنا في ذات الوقت من مظاهره المحرمة، والدليل على هذا أنه لو قدر أنك سألت أياً من الفقهاء السابقين عن العينة والعرايا والمزابنة والمحاقلة والغيلة لأجابك عن كل منها دونما حاجة لمزيد إيضاح ولو سألته عن الاختلاط لما عرف مقصدك منه بل لذهب إلى معان أخرى في مسائل الزكاة وغيرها، هذا مع أن فقهاءنا تحدثوا عن اختلاط الرجال مع النساء في سياق بيان الحكم الشرعي، لا تقرير المصطلح، نقول هذا احتراماً لمصطلحات الفقه الإسلامي ولا يمكن أن ندخل فيها جديداً وهي ليست من النوازل العصرية التي لم تعهد عند من سلف، فكون علمائنا لم يصطلحوا عليها ويدخلوها في حد المصطلحات الفقهية مع قيام الدواعي فخطوهم ونهجهم أسلم وأهدى، ولا يمكن في نفس الوقت أن نترك الحكم عن هذا الموضوع بل نبين حكم الشرع فيه، وهذا وغيره مما يكثر السؤال عنه لابد من بيانه ولا يسوغ لنا السكوت عنه، مع تقدير وجهات النظر الأخرى أياً كانت ما دامت في دائرة الخلاف الذي له حظ من النظر.

• إذن ما هو المحك والشيء الغائب عنا في موضوع معركة الاختلاط ؟

ــ أعتقد أننا جميعاً نحرم مظاهر الاختلاط المحرم وأنا أؤكد على كلمة المحرم الذي لا يمكن أن تجيزه فطرة سليمة ،فضلاً عن أن يحتج أحد لذلك بنص، لكن المحك هو في عدم قدرة البعض أن يقول: إن هناك اختلاطا جائزا وإن هناك اختلاطا محرما، مع أنه هو نفسه يباشر الجائز في حياته اليومية بل ولا يستطيع العيش مع الناس مطلقاً بدون هذا الاختلاط وهو يعلم ذلك لكنه يكابر في الحكم أو أنه يخشى من التفصيل لشناعة لفظة الاختلاط عنده ولو كان في صورته الجائزة باتفاق، وهذا الاختلاط الجائز يُدخله صاحبنا في نطاق توصيفه لمفهوم الاختلاط وهو وجود المرأة في مشهد الرجل ثم هو بعد ذلك يقول الاختلاط بوجه عام محرم، فإذا خرج صاحبنا من تناقضه في لفظه وتناقضه في تصرفه وعمله اليومي، وقال هذا اختلاط جائز وهذا اختلاط محرم اتفقنا جميعاً ولم نختلف أبداً، لأننا كلنا لا نجيز ما يتحفظ عليه صاحبنا من جهة مباشرته له، ومن منا مثلاً يجيز اختلاط الغير في تغريبه النصراني أو تشريقه الوثني بجامع التوجه العلماني في كل لا أحد أبداً، انظر مثلاً الاختلاط في الأسواق وقد دعيت المرأة للشهادة على المبايعات بنص الكتاب الكريم ولولا أنها تختلط مثل هذا الاختلاط المباح لما استشهدت بل فيما سبق ذكرت أن من محققي أهل العلم فيما يتعلق بسفر النساء مع الرجال من أجاز سفرها للحج مع الرفقة الصالحة وإن لم يكن معها محرم فهل نقول إنها سافرت مع وفد الرجال وهذا منكر، هذه أمور مهمة يحصل فيها خلط كبير وما أحسن التسديد والمقاربة والنظر للأمور من جميع الزوايا حتى لا نسيء لأنفسنا ولديننا ولغيرنا أيضاً.

الأربعاء، 18 يوليو 2012

المعتقلون : ما بين طمأنة الدولة وتضايق الأهالي


الخبر:
أكدت هيئة حقوق الإنسان أنها قامت بزيارة السجون التابعة للمديرية العامة للمباحث وذلك في إطار متابعتها المستمرة لأوضاع السجناء والموقوفين في جميع القضايا ومراجعتها مع الجهات ذات العلاقة استناداً لما نص عليه تنظيم الهيئة, مؤكدة أنه لا صحة لما يثار من معلومات مغلوطة ومغرضة عن تعرض السجناء للأذى.

تعليق لجينيات: كثر الحديث  عن أحوال الموقوفين في السجون التابعة للمديرية العامة للمباحث, خاصة سجن الحاير, وسط ركام من الحقائق المختلطة بالشائعات, حول تعرض بعض الموقوفين للأذى .

وهذا الملف الشائك والملغم, يحتاج في معالجته إلى هدوء يضع الأمور في نصابها الصحيح, بما يحفظ على بلاد الحرمين الشريفين أمنها, ويكفل في ذات الوقت الحرية للأفراد, لاسيما حرية الحركة والتصرف.

ومن القواعد الهامة بين يدي هذا الملف, انه لا تناقض البتة بين حفظ أمن البلاد, الذي هو مطلب شرعي في المقام الأول, وبين حريات الأفراد, فهذا الأخير هو خير ضمان للأول, فكلما تمتع الأفراد بقدر من الحرية المسئولة أكبر كان حرصهم على بلدهم أكثر.

فالمواطن الذي يشعر أنه مقدر في بلد, وتحترم آرائه, في كافة الملفات التي تحتمل تعدد الآراء وتنوعها, لاشك أنه سيحمل خيرا كبيرا لهذا البلد, وسيكون الدرع الواقي له من كل سوء, وسيعطل آلة التطرف والإرهاب إلى أدنى مستوى.

وهذا بخلاف المواطن المهمش الذي يشعر بغربة وسط بلده وأهله, حين ننكر عليه كل رأي معارض, ونحصي عليه كل فعل مخالف, فيعيش في جو الكبت والحرمان في عصر فتحت فيه كل الآفاق, وارتفع فيه سقف الحرية, فيغدو ناقما على وطنه, فتلتقطه عناصر الظلام وتعد منه منحرفا مجرما يسوم أهله وبلده وعشيرته من نار الحرمان التي سبق وأن ذاق مرارتها.

إننا حينما نراجع في تراثنا الشرعي الذي نعتز به ونفتخر, سنجد كيف أن الحرية غالية, لكل ذي كبد رطبة, فقد دخلت امرأة النار في هرة حبستها, لا هي أطعمتها, ولا هي تركتها تأكل من خشاش الأرض.

إننا في حاجة ملحة إلى المكاشفة والمصارحة التي تعلي من مصلحة الوطن,والبلد, فيما يخص قضية الموقوفين في سجون المباحث وغيرها, ونعالجها معالجة حاسمة, قطعا لدابر الفتنة,وقطعا للطريق أمام المندسين الذين يتربصون بالمملكة وأمنها الدوائر.

 ولتكن خارطة طريق, تفكك الأزمة,وتبشر بحل قريب يهدئ النفوس الحائرة,ويطمئن القلوب المتخوفة , تتغايا مصلحة الوطن وحرية الأفراد معا..

وإننا من واقع المسئولية  نقترح أن يكون أول بند في خارطة الطريق, تشكيل لجنة من الهيئات المعنية, أمنية وعدلية وحقوقية, تراجع بدقة ملف الموقوفين, وتطلق سراح غير المدانين في قضايا, أو تحيلهم للمحاكمة العادلة لتقول كلمتها الفصل.

ثم, في خارطة الطريق, نؤكد في بندها الثاني, على الجرائم التي ترتكب في حق الدولة , ولتكن العقوبات الرادعة لنقطع دابر الفتنة والشر, ونبين حدود الحرية المسئولة ونطاقها , بما يتناسب والمتغيرات الحادثة من حولنا, ليهلك من هلك عن بينة ويحي من حي عن بينة.

وأيضا في خارطة الطريق, كبند ثالث, تجريم لكل اعتداء بغير وجه حق على المعتقلين, حتى وإن ثبتت إدانتهم, فلا تعسف في استخدام النظام,ولا تهاون كذلك في تطبيقه, ومن ثم يشعر الجميع باطمئنان إلى سريان روح العدالة في كافة مفاصل الدولة,وعندها نقضي على الشائعات في مهدها ونقبرها في أفواه مطلقيها..

فيا كل مسئول عن هذا الملف الخطير..رفقا بالمعتقلين وأسرهم, ولتكن العدالة سبيلكم لتحقيق أمن البلاد وحفظ حريات أبناءه.

أطلقوهم أو حاكموهم..

وزارة التربية تقحم القيادات النسائية بالاختلاط

شاركت وزارة التربية والتعليم في الجناح السعودي المشارك في معرض مؤتمر الموهبة 2012 في دبي وقد زجّت هذه الوزارة بالنساء في هذه المشاركة للعرض واستقبال الرجال  في مقر الجناح بالمعرض السعودي المشارك وهم وكيل وزارة التربية والتعليم السعودية د. هيا العواد ومدير عام الموهوبين بالوزارة د. عبدالله بن عبدالعزيز العفيص ومدير عام الموهوبات بالوزارة الاستاذة سعاد البراهيم ومشرف عام الموهوبين الاستاذ سالم بن عواض الغامدي والاستاذة فاطمة صالح المقبل مشرف عام الموهوبات بالوزارة .

الاثنين، 16 يوليو 2012

أميرة : أمراء ومتنفذون سبب كارثة الأسهم

قالت الأميرة السعودية ريما بنت طلال بن عبد العزيز، إن المستفيد من 'كارثة الأسهم' في العام 2006 التي وضعت مئات الآلاف من العوائل في المملكة تحت طائلة الدين، هم مجموعة من الأمراء والمسؤولين السعوديين النافذين.
وقالت الأميرة ريما، شقيقة الملياردير السعودي الأمير الوليد بن طلال، على حسابها على موقع التواصل الاجتماعي (تويتر)، إن 'المستفيد الأكبر في حينها الأمير خالد بن سلطان (نائب وزير الدفاع حالياً) ومحمد بن فهد (أمير المنطقة الشرقية) وعبد العزيز بن فهد (وزير الدولة عضو مجلس الوزراء) و( المليارديرة) لبنى العليان (من كبار سيدات الأعمال في المملكة)، ومعن الصانع (رجل أعمال سعودي)'.
وأشارت الى ظهور 'أنباء حينها من موظفين في تداول (سوق الأوراق السعودية) تفيد بأن محافظ كبرى تابعة لمتنفذين في الدولة صرفوا أسهمهم'، كاشفة عن أنه 'صدرت أوامر من جماز السحيمي (رئيس هيئة سوق الأسهم السعودي السابق) بعد إفشاء تلك الأنباء، ولم يقم السحيمي بإيقافهم ومعاقبتهم بل تستّر عليهم حتى وقعت الكارثة'.
يذكر أن 'كارثة الأسهم' أو ما يعرف محلياً أيضاَ بـ'انتكاسة 25 شباط/فبراير'، هي حادثة خسر فيها متداولو الأسهم في السعودية مليارات الريالات، فقدتها 3 ملايين محفظة يمتلكها السعوديون.
وحدثت حينما وصل مؤشر سوق الأسهم السعودية خلال شباط/فبراير العام 2006 وتحديداً يوم 25، عند نقطة 20634.86 وهي النقطة الأعلى المسجلة في سوق الأسهم منذ تأسيسها.
وقالت الأميرة ريما إن 'أوامر عُليا أجبرت الوليد بن طلال والراجحي للخروج على قناة 'العربية' التي تبث من دبي، لتهدئة السوق وهو ما لم يحدث، وساهم ذلك في تصريف كبار ملاك الأسهم أسهمهم على المواطنين والخروج، وجعل الخسارة يتحملها المواطن السعودي'.
وأوضحت أن 'الوليد بن طلال كان قد حذّر من الأسهم حين وصلت إلى 17 ألف نقطة وقال إنها فقاعة، لكن عندما ارتفع السوق إلى 20 ألفا ثم نزل إلى 17 ألفا أُجبر على الخروج للتهدئة'.
يشار الى استمرار انخفاض سوق الأسهم السعودية وتزايد الخسائر وسط غياب تدخل حكومي، وكان آخر ذلك خسائر شركة 'كيان' اليوم رغم بدء التشغيل التجاري منذ تشرين الأول/أكتوبر الماضي، ومطالبة الكثير من المواطنين بتدخل الدولة لإنقاذ سوق الأسهم والحيلولة دون تفاقم نسبة إفلاس السعوديين.
وكان صحافي سعودي انتقد أخيراً الأوضاع المعيشية في بلاده، وأشار إلى وجود 60' من السعوديين تحت خط الفقر، معتبراً أنه لا يصح ان يحصل موظف سعودي على راتب شهري قدره 1500 ريال، بينما دخل البلاد السنوي 1500 مليار ريال.
وكان مجلس الشورى السعودي أعلن أخيراً أن 22' من سكان المملكة هم من الفقراء، وذلك بناء على إحصائيات التقرير السنوي لوزارة الشؤون الاجتماعية السعودية، الذي تحدث عن وجود 3 ملايين سعودي تحت خط الفقر.

الخميس، 12 يوليو 2012

وزير العمل يدير عجلة الاختلاط

حتى لا يُعيد (عادل فقيه) جزيرة العرب إلى الجاهلية الأولى !


بسم الله الرحمن الرحيم

إن الخير والشر لا يُصبح عليه الناس بعدما كانوا على غيره بلا تدرجات يبدأونها، فللّه سُنة كونية في بناء المعاني كما له سُنة في بناء المباني، فلكل بناء لَبِنات وللبنات باني وللبناء عجلةٌ زمنية تدور به حتى يكتمل البناء، فالأمّة لا تَكفر حتى تعصي ثم تفجر ثم تكفر، فقوم لوطٍ لم يفعلوا فاحشتهم إلا وقد وقع فيهم السفور ثم الاختلاط ثم زنا النساء ثم لواط النساء ثم لواط الرجال، وقوم نوح لم تنشق لهم الأرض عن الأصنام فعبدوها وإنما صوّروا ثم عظّموا ثم تبركوا ثم عبدوا.
لهذا سمّى الله طريق الشيطان خطوات فقال: {ولا تتبعوا خطوات الشيطان إنه لكم عدو مبين} يتدرّج ويؤنّس بالبدايات حتى لا يستوحش الإنسان من شناعة النهايات، أما الله فيأمر بالإسراع إليه فقال: {وسارعوا إلى مغفرة من ربكم} وقال موسى: {وعجلت إليك ربي لترضى} لأنه لا وحشة ولا خوف من نهايات الحق.
لقد كانت البشرية على فطرة صحيحة منذ خلق الله آدم وحواء، وقد قال الله لآدم محذّراً: {يا آدم إن هذا عدوٌ لك ولزوجك فلا يخرجنكما من الجنة فتشقى إن لك أن لا تجوع فيها ولا تعرى}
ذكر الله العُري والجوع بعد التحذير من إبليس وذلك أن أعظم غايات إبليس تتحقق بالتخويف من الفقر، قال تعالى: {الشيطان يعدكم الفقر} فيخوّف الإنسانَ من الفقر والجوع وضيق الرزق والبطالة، فإذا استحكم في نفس الإنسان الرهبة من ضيق المادة والوجل من اضطراب الاقتصاد والبطالة سوّل له التخلّص من ذلك بوسائل كالتعري والسفور والاختلاط، ولذا ذكر تعالى بعد تخويف إبليس من الفقر أمْرَه بالفاحشة فقال: {الشيطان يعدكم الفقر ويأمركم بالفحشاء} فربط الأمر بالفواحش بالتخويف من الفقر، فأوامره يُسللها إلى الإنسان تحت تخويف الفقر لينشغل عقله بالغاية فيستسهل الوسيلة، فتأتي هذه الوسائل على نفسٍ مهزومة وَجِلة ضعيفة تقبل بالوسائل مهما بلغت للسلامة من الغاية (الفقر) والعقل إذا خاف من شيء استسهل سبل السلامة منه وإن كان يستصعب تلك السبل وحدها منفردةً من قبل، بل قد يسوّغها وربما شرّعها، فيجعل إبليس تلك السبل وسائل لرغد العيش وطيب الكسب، وليخرج الناس من الفقر وضيق المادة، وتلك الوسائل بالنسبة إليه غايات، وهذا ما تسلكه الحضارة المادية اليوم بدفع عجلة نمو الماديات والتجارات بإبراز مفاتن المرأة وتسويقها في كل سلعةٍ بالدعاية الإعلامية وجعلها موظفة استقبال للرجال، بل حتى صوتها يُستغل للتسويق المادي عبر الاتصالات، بل واشتهرت المراقص في بلدان العرب بل وتجارة البغاء ترويجاً للتجارة وتنشيطاً لاقتصاد البلدان، ولهذا تجد كثيراً من يربط علاج البطالة وكسب الرزق باختلاط المرأة وسفورها تضييقاً للحلال وتوسيعاً للحرام وهذه تسويلات إبليس التي حذر الله منها آدم وحواء أول مرّة، ثم حذّر بني آدم كلهم من تكرار إبليس لتلك المكائد والحيل فقال تعالى: {يابني آدم لا يفتننكم الشيطان كما أخرج أبويكم من الجنة ينزع عنهما لباسهما ليريهما سوآتهما} ثم قال بعد ذلك مبيناً أن تلك الوسائل يتدرّج بها الناس حتى تصبح قناعات راسخة مع تقادم الزمن: {وإذا فعلوا فاحشة قالوا وجدنا عليها آباءنا والله أمرنا بها} فتحوّل لديهم التعري والسفور والاختلاط بعد استدامته، من وسيلة إلى ثقافة موروثة بل إلى عقيدةٍ راسخة أمر الله بها!
والله تعالى ينفي ذلك التخويف الإبليسي من الفقر الذي يبني عليه إبليس وسائله المحرّمة، فبعدما ذكر تخويف إبليس ووعده لهم بالفقر قال: {والله يعدكم مغفرة منه وفضلاً}.

ثم إنه يجب أن يُعلم:
أن لكل بلاء خطوات ولكل خطوات غايات، فلم تكن تعرف جزيرة العرب الوثنية، حتى جاء عمرو بن لحي الخزاعي وكان والياً على البيت الحرام فسافر إلى الشام فرأى وثنيتها، ورأى فيها تغييراً وتجديداً وأرادها بمكة، فكان ابن لُحيّ أول من قنن الشرك بمكة ثم ما حَولها، فأتى بالأصنام لتعبد بعد التوحيد الذي كانت عليه العرب، ولا بد لتغيير العقائد والأفكار من حَمَلة يتحملون أوزار أهلها ويبوؤن بإثم الأمة.
بدأت الوثنية تتسلل إلى العرب في أقطارها فعبدت الأوس والخزرج والأزد (مناة) وعبد أهل الطائف وقريش (اللات) (والعزى) وحتى يُسبِغوا عليها تشريعاً إلهياً اشتقوا لها أسماء من أسماء الله فاللات من الله والعزّى من العزيز.
تدرجوا فيها بدايةً من استنكارٍ ووحشةٍ من ذلك المعبود الدخيل، فصرفوا لها التعظيم ثم العبادة تدرجاً حتى تعصبوا لها، وتحولت من معبود عند الملمات إلى مطلبٍ عند الحاجات، إلى تعلِّق لا تخلو النفس منه حتى بلغ بهم الحال كما صح في البخاري عن أبي رجاء العطاردي قال: كنا نعبد الحجر في الجاهلية فإذا وجدنا حجراً هو أخير منه ألقيناه وأخذنا الآخر فإذا لم نجد حجراً جمعنا جُثوة من تراب ثم جئنا بالشاة فحلبناها عليه ثم طفنا به.
فعمرو بن لحي لم يأمرهم بحلب الشاة على التراب ليُصنع الوثن، ولكن هكذا العقول كالعجلة تدور بالعقائد وتبدأ بها من حيث انتهت وتنتهي بها على غير ما بدأت!
ولذا تعصبت قريش على دخيل جاهليتها فقاتلوا محمداً صلى الله عليه وسلم على ذلك وطردوه وآذوه، فرأوا منه دخيلاً على ملّتهم، مبتدعاً لعقيدة وفكرٍ جديد لا يُعرف من قبل.
ولم يكن عمرو بن لحي دعاهم إلى هذه النهايات ولكنه سنّ سُنتها فتحمل وزرها، فكانت عاقبته كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (رأيت جهنم يحطم بعضها بعضا ورأيت عمرو بن لحي يجر قصبه في النار وهو أول من غيّر ملة إبراهيم وسيب السوائب وبَحَرَ البَحيرة وحمى الحَامي).
وهكذا تبدأ المِلل والأفكار وتنتهي، تبدأ بوجل وتنتهي بعقيدة ثم تعصب، وكما تكون العقائد تكون الأفكار والأخلاق، فقد كانت البشرية تتقلب من علم من الله إلى جاهلية البشر، وقد مرت البشرية بجاهليات متعددة كلما انحرفت بعث الله نبياً يُقيم اعوجاجها، كما قال تعالى في الحديث القدسي: (خلقت عبادي حنفاء فاجتالتهم الشياطين) وفي الصحيح عن أبي هريرة مرفوعاً: (كانت بنو إسرائيل تسوسهم أنبياؤهم كلما هلك نبي خلفه نبي)
هكذا تجري عجلة الانحراف وهكذا تجري عجلة التصحيح.
لا تمر تجارة البغاء إلا بمقدماته الاختلاط والسفور والخلوة، فالبغاء آخر عتبات فواحش الأخلاق بعد اللواط، وقد مرت الإنسانية بجاهلية كثيرة صغرى وكبرى، فإن جاءت جاهلية تبعتها نبوة تمحوها، ومن تلك الجاهليات ما قال تعالى فيه: {ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى} وكانت نحواً من ألف سنة وقيل هي بين نوح وإدريس، وكان من صور تبرج تلك الجاهلية مقام النساء مع الرجال كمقام الرجال مع الرجال وهو الاختلاط، قال مجاهد بن جبر -وهو إمام المفسرين من التابعين-: المرأة بين الرجال ذلك تبرج الجاهلية الأولى.
لم تعرف جزيرة العرب الاختلاط الدائم في التعليم والعمل ولا القول بجوازه منذ رسالة محمد صلى الله عليه وسلم، حتى زماننا حيث دُعي إلى تسهيل الاختلاط بعض المتفقهة فأجابوا ليكون ذلك عتبة لتشريعه ثم العمل به.
وقد بدأ وزير العمل الأستاذ (عادل فقيه) يُدير عجلة فرض الاختلاط وتقنينه في هذه البلاد، وله في ذلك مسالك وتأويلات فكرية وغير فكرية، والتأويلات الفكرية لا تنتهي دوماً إلى حقٍ، فما أُقرت في الأرض عقيدة وفكرة خاطئة إلا تحت ستار التأويل العقلي، فجرى الوزير عادل فقيه في تقنين الاختلاط متدرجاً للإيناس، ومتذرعاً بمحاربة الفقر والبطالة، ومضيقاً لسعة حلال الله إلى خطوات الحرام: {الشيطان يعدكم الفقر ويأمركم بالفحشاء}، وشجّع على ذلك تراخي كثير من المنتسبين إلى العلم عن الإنكار، حتى ظهرت منكرات الأسواق والشركات بصورة لا تعرفها هذه البلاد بعد نبيها فعملت المرأة مع الرجال في محل ومكتب واحد متعطرة وربما سافرة لساعات طوال من الليل والنهار، وربما تباهي بعض الناس في ذلك في وسائل الإعلام مجاهرة وتطبيعاً.
وما زال الوزير يطوي بساط العفّة الذي جاء الإسلام ببسطه، وكلّما طوى من العفة شبراً ظهر تحته بساط الجاهلية، وما زال يطوي بيدٍ وينشر بأُخرى، ويسير على تلك الخطوات ولا بد لتلك الخطوات من وقفة جادة توقفها رغبةً أو رهبةً بحكم الله، وهي أمانة الله التي أخذها الله على أهل العلم والأمر وميثاقه الذي أوجب عليهم الوفاء به، وأُجْمِل ما يجب قوله هنا فيما يلي:

أولاً: أن مما لا يُختلف فيه أن الله أباح عمل المرأة وتكسبها تجارة وحرفة عند حاجتها في الأحوال التي لا تُعرّضها لحرام كالاختلاط المقنن مع الرجال، وأن الله لم يدع أمراً من أمور الحلال والحرام إلا بينه، والحلال واسع والحرام ضيّق، ولا يضيق الحلال إلا في الأذهان المنشغلة بالحرام حتى يتعلّق قلبها به، لأن النفوس إذا ضاقت أذهانها بشيء ضاقت به أرضها، وقد جعل الله الحلال ما في الأرض كلها وجعل الحرام خطوات منها {يا أيها الناس كلوا مما في الأرض حلالاً طيباً ولا تتبعوا خطوات الشيطان إنه لكم عدو مبين، إنما يأمركم بالسوء والفحشاء}.
ثانياً: أن الاختلاط الدائم في التعليم والعمل مما حرمه الله، واتفق العلماء على تحريمه في المذاهب الفقهية كلها ولا يعرف القول بالتحليل إلا بعد أزمنة الاستعمار تطويعاً للشريعة لتتفق مع الحال المفروضة، ففي الصحيحين عن عقبة بن عامر قال النبي صلى الله عليه وسلم: (إياكم والدخول على النساء) وصح في البخاري عن عطاء: لم يكن -يعني النساء- يُخالطن الرجال كانت عائشة تطوف حجرة من الرجال لا تخالطهم.
وكان عمر يضرب من يراه من الرجال بين النساء، وقد بينت ذلك بأدلته وتعليلاته وأقوال الفقهاء في رسالة بعنوان: (الاختلاط .. تحرير وتقرير وتعقيب). <لتحميل الرسالة اضغط هنا>
ثالثاً: إن السكوت عما يفعله الأستاذ عادل فقيه ويُلزم به التجار على العمل المختلط شراكة في الإثم وتضييع لأعظم أمانة، والله لا يعذر الساكت العالم إذا علم أن لكلامه أثراً في تغيير الشر، فما ضلت اليهود والنصارى إلا بأن رأوا أفعال الأخطاء فسكتوا ثم أُخذ السكوت منهم تجسيراً لتنامي الشر وتشجيعاً للقائمين عليه، ولذا قال الله عنهم: {ومن الذين هادوا سماعون للكذب سماعون لقومٍ آخرين لم يأتوك يحرفون الكلم من بعد مواضعه} فجعل الله سكوتهم موجباً للذم وجعله تحريفاً بالرضا، فالصمت إقرار.
رابعاً: إن الله لم يوجب على المرأة التكسب كفايةً لها إلا أنه لم يمنعها منه، لأن القوامة على الرجل تجب عليه بلا منّة، قال الله لآدم: {فلا يخرجنكما من الجنة فتشقى} جعل الخروج لهما جميعاً وأما الشقاء فلآدم وحده، لأنه في الجنة مكفول الرزق بلا عمل، وفي الدنيا يشقى هو وحده بكسبه، ولا تشقى هيَ به.
وكثيرٌ من يقيس نسب البطالة الغربية ومعالجاتهم لها وينزلها على مجتمعات الإسلام، وذلك فساد في الأصل تبعه فساد في الفرع والنتيجة، فما بطالتهم كبطالتنا لأن قوامتهم ليست كقوامتنا.

وأما الواجب على الدولة ووزارة العمل تجاه بطالة النساء ففي ثلاثة أمور:
الأمر الأول: تعالِج التفريطَ في معنى القوامة الذي يُضيعه الرجال ويهملونه آباءً وأزواجاً وإخواناً، وتنشر الوعي فيه ومحاسبة الولي القادر المفرّط، والواقع اليوم عكس ذلك فيُرى إضعاف القوامة ودعوة النساء إلى المساواة بكسب الرزق والعمل.
الأمر الثاني: سدّ بطالة النساء بالإنفاق عليهن من المال العام بمرتبات معلومة قال تعالى: {والذين في أموالهم حق معلوم للسائل والمحروم} والمحروم هو من لا كسب له من العاطلين، قالت عائشة: المحروم المحارف الذي لا يتيسر له مكسبه.
وقوله {حق معلوم} يعني: مؤقّت دائم كالمرتبات.
الأمر الثالث: إيجاد سبل مباحة للعمل، فتعمل المرأة المحتاجة وغير المحتاجة بعيداً عن مظاهر الحرام، في متاجر خاصّة بهنّ لا يُشاركهنّ الرجال، وسبل الحلال أوسع من سبل الحرام.

خامساً: على ولاة الأمر إظهار الغيرة على المحارم، والتهديد للمنتهكين لها، كيف والولاة تُرفع إليهم نسب التحرّش والفواحش بنسب عالية من الجهات الرسمية، فقد كان هذا نهج النبي صلى الله عليه وسلم، فقد صح في مسلم وأحمد من حديث أبي سعيدٍ أن النبي قام خطيباً لما جُلد ماعز بالزنا فقال: (أوكلما انطلقنا غزاةً في سبيل الله تخلف رجلٌ في عيالنا له نبيب كنبيب التيس يمنح إحداهن الكُثبة من اللبن، والله لا أقدر على أحدٍ منهم إلا جعلته نكالاً).
هذا في قضية واحدة قام ورهّب الناس، فكيف بالفاحشة إذا اشتهرت واستفاضت وكثر داعيها.
سادساً: إن الاحتجاج على صحة الأفعال بكثرة فاعليها خطأ كمن يقول: (أكثر الناس والدول والمجتمعات تفعل وتقول) فتلك حجة منفصلة عن الحقائق لأن الحقّ يُعرف بذاته لا بفاعليه مكاناً وزماناً وكثرةً وقلةً، وهذه الحجة هي أعظم الحجج الباطلة التي يواجه فيها الناسُ الأنبياء، ولذا كثيراً ما يذكر الله أفعال الأكثرية بالذم في القرآن.
وقد يكون الحقّ في أفراد معدودين وقد جاء في الخبر الصحيح قال إبراهيم عليه السلام لزوجته: (يا سارة ليس على وجه الأرض مؤمن غيري وغيرك).
وفي الخبر الآخر عن حال النبي صلى الله عليه وسلم: (والله ما على ظهر الأرض أحد يعبد الله على هذا الدين إلا هؤلاء الثلاثة) يعني محمداً وعلياً وخديجةً.
وقد يكون في واحدٍ كما قالت أسماء بنت أبي بكرٍ: سمعت زيد بن عمرو في الجاهلية وهو مسند ظهره إلى الكعبة وهو يقول: يا معشر قريش لا والذي لا إله إلا هو ما أصبح اليوم على ظهر الأرض على دين إبراهيم غيري.
والحق يُعرف بنفسه لا بغيره.
سابعاً: كثيراً ما يُقرر بعض الناس الخطأ وتطمئن نفسه به، لأن مقصده حسن، وهذه الطمأنينة النفسية لا عبرة بها لأنها قد تعتري أشد الناس ضلالاً، والنوايا الحسنة لا تقلب الحقائق المُشاهدَة لتكون الأفعال موافقة لنية الفاعل، فقد يفعل الخير بنيّة الشر، ويفعل الشر بنية الخير، والإرادة شيء والمُراد شيء آخر، ولذا قال ابن مسعود رضي الله عنه لمبتدعةٍ أرادوا خيراً: (كم من مُريدٍ للخير لم يجده).
وقال الله قبلُ: {الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعاً}.
ثامناً: إن إنكار المنكر العام الظاهر واجب، فلا يستحكم شرٌّ في الأمة إلا بمنكرٍ وفاعلٍ له وساكت عنه.
ولذا فالواجب على العلماء والعقلاء إيقاف خطوات تقنين الاختلاط في المجتمع، فإن لله سنّة كونية أن دفع الفساد قبل نزوله أهون من رفعه إذا نزل، والمنحرف تسهل إعادته من أول الطريق وتشق من نهايته، لأنه حديث عهد بفطرة صحيحة، والواجب تدارك الفطرة قبل تبديلها.
والله هو المعين وحده، به الهداية ومنه السداد.


قيده/ عبدالعزيز الطريفي
الخميس 22-8-1433 هـ

أرقام مضللة لدخل المواطن تعصف بالطبقة الوسطى


حذر محللون اقتصاديون من اعتماد الأرقام والإحصائيات التي تظهرها الدراسات الاقتصادية لعدد من المؤسسات الدولية كالبنك والصندوق الدوليين أو حتى مراكز الأبحاث العربية، حول متوسط دخل الفرد السعوديين كمرجعية موثقة ودقيقة.

وقال المحللون وفقا  لصحيفة الاقتصادية إن تلك الأرقام ''مضللة''، وغير دقيقة ولا تعكس الواقع الحقيقي للملاءة المالية للأفراد، مشيرين إلى أنها في الغالب تسعى لإقناع المسؤولين وتضر بمصلحة المواطنين.

وأبانوا أن الطبقة المتوسطة في السعودية تنكمش تدريجيا، وهو مؤشر خطير وبحاجة إلى معالجة عاجلة قبل أن تفاقم الأزمة وتصل إلى نقطة اللاعودة، كما أن تلك المؤشرات تعتمد على نسبة الناتج الإجمالي للبلد إلى عدد السكان، فتظهر نموا مطردا دون أن ينعكس ذلك على واقع دخل الأفراد.

المحلل الاقتصادي فضل البوعينين يؤكد أن المؤشرات الاقتصادية في الغالب لا تعكس الواقع، لذا من الخطأ التركيز على دخل الفرد وكأنه من المؤشرات، التي تعكس ملاءة الفرد ودخله الحقيقي؛ فزيادة دخل الفرد بحسب المؤشرات والبيانات العالمية المعلنة لا تعني أن هناك تغيرا قد طرأ على الدخل الحقيقي للأفراد في السعودية، ولكنه يعكس الصورة العامة لحجم الناتج الإجمالي والحصة التي يفترض أن يحصل عليها الفرد، وفق معادلة الدخل الافتراضية. ووصف المحلل الاقتصادي مؤشرات ''دخل الفرد'' بالمؤشرات المُضللة التي تسعى لإقناع المسؤولين وتضر بمصالح المواطنين، الذين لم يلاحظوا نموا حقيقيا في مداخيلهم باستثناء بعض الزيادات الطفيفة، التي يقابلها نمو وتضخم في الأسعار.

وعزا البوعينين ارتفاع معدل دخل الفرد في أرقام مؤسسات الأبحاث إلى ارتفاع أسعار النفط خلال النصف الأول من العام الحالي، معتقداً أن ذلك هو المتغير الأهم في المعادلة، معتبراً إياها مؤشرات تعكس ارتفاع الدخل الحكومي أكثر من كونها ارتفاعاً حقيقياً لدخل الفرد. وأضاف قائلاً: أعتقد أن الدخل الحقيقي للأفراد لم يطرأ عليه أي تغيير، كما أن الظروف المعيشية لم تتحسن برغم زيادة حجم الناتج الإجمالي، وزيادة الدخل الحكومي، بل إن غلاء المعيشة تسبب في تقليص قدرات المواطنين، وهذا أمر ينبغي التركيز عليه، بدلا من الاحتفاء ببيانات ''دخل الفرد'' المضللة، ومن هنا يجب أن نميز بين البيانات الاقتصادية المرتبطة بدخل الفرد وبين الدخل الحقيقي الذي يحصل عليه.

 

وأكد البوعينين أن قوة الاقتصاد يجب أن تنعكس إيجابا على معيشة المواطنين، وهذا أمر ينبغي التركيز عليه، وأضاف ''الفريق الاقتصادي برغم الوفرة المالية وتضخم الاحتياطيات النقدية لم ينجح حتى اليوم في رفع مستوى معيشة الفرد السعودي، كما ينبغي، من خلال خلق فرص وظيفية، وتنويع قطاعات الإنتاج، بل استمر في عمله التقليدي، الذي يكون أقرب إلى الإدارة المالية منه إلى التنمية الاقتصادية المستدامة التي نبحث عنها منذ الخطة الخمسية الأولى.

 

واعتبر المحلل الاقتصادي أن هذا أمر لا يمكن القبول به مع الميزانيات الضخمة والإرادة الحكومية لتحسين المستوى المعيشي للمواطنين، وما زلنا في حاجة ماسة إلى إدارة حقيقية للاقتصاد والإدارة الاقتصادية الناجحة هي التي تستطيع توسيع حجم دائرة الطبقة الوسطى في المجتمع، وبالتالي تقليص حجم الطبقة الفقيرة، وما يحدث لدينا الآن هو العكس. وأوضح أنه إذا ما أردنا تحليل البيانات الاقتصادية فيجب أن نحللها على أرض الواقع بعيدا عن فذلكة البيانات، التي يستغلها بعض الاقتصاديين للتأكيد على نجاحهم في عملهم، في الوقت الذي لا تعدو أن تكون تلك البيانات انعكاسا مباشرا لارتفاع أسعار النفط وحجم الصادرات.

معتبراً أن المواطنين يولون جل اهتمامهم للمسائل المتعلقة بالتضخم، والبطالة، وحجم تملك المساكن، وتنويع مصادر الدخل، وتنوع قطاعات الإنتاج من المؤشرات، التي نريد أن نركز عليها أكثر لمعرفة قوة الاقتصاد وانعكاسات الدخل المباشرة على المواطنين.

محمد العنقري محلل اقتصادي اتفق من جانبه مع كثير مما قاله البوعينين، وأضاف ''أرقام وإحصائيات دراسات متوسط الدخل للأفراد تعتمد على تقسيم الناتج المحلي على عدد السكان مشدداً على ضرورة فهم هذه الأرقام بشكل أدق كونها توضح معدلات النمو في الاقتصاد الوطني وليست بالضرورة انعكاسا للوضع الاقتصادي للأفراد''.

 

وأبان العنقري أن حجم الطبقة المتوسطة في المملكة يجب أن يتسع تبعا لارتفاع الناتج المحلي الإجمالي وتنامي إيرادات الدولة، في حال تم تنفيذ برامج الخطط الخمسية بشكل ناجح، ما يساهم وبشكل رئيسي في تقليص دائرة الطبقات الدنيا.

 

وأضاف المحلل المالي قائلاً: إن الدولة تقوم بتوزيع الدخل من خلال قطاعات التعليم والصحة وغيرها ليصل للمواطن بطريقة محددة، فعلى سبيل المثال يكلف الطالب الجامعي الدولة مائة ألف ريال سنوياً ما بين مكافآت وتشغيل الجامعات وأعضاء هيئة التدريس، إضافة إلى خدمات الرعاية الصحية واستفادة المواطن من دعم قطاع الطاقة.

وأشار العنقري إلى أن الوصول لهذه الأرقام، التي خرجت بها تلك الدراسات يجب أن يتناول إنتاجية الفرد في مجتمعه، فارتفاع إنتاجية الفرد في القطاع الخاص ينعكس وبشكل إيجابي على تحسين مستوى الدخل، ويحقق ثباتاً واستقراراً لمستواه المعيشي، فالزيادة في الراتب يجب أن تكون مقرونة بزيادة الإنتاج، وبالتالي يزيد الإنفاق، ما يسهم في تحسين دورة وعجلة الإنتاج.

من ناحيته، قال الدكتور عبد الرحمن السلطان إن متوسطات الدخل في الدول الإنتاجية في العالم لا تعد دقيقة، ولا يتم الاعتماد عليها كثيرا، فما بالك تلك الأرقام، التي تنتجها الدول الريعية كالسعودية مثلا، فمن المؤكد أنها ليست فقط غير دقيقة، بل هي مضللة.

وأضاف ''طريقة حساب متوسط دخل الفرد بالاعتماد على دخل الدولة ليس منطقيا وغير مبرر، خصوصا في الدول التي تعتمد في مداخيلها على النفط أو سلعة محددة. فالناتج الإجمالي في المملكة معظمه يأتي من النفط، وليس هو الناتج الحقيقي للفرد السعودي''. وبين السلطان أنه ليس هناك أي مبرر لقيام بعض المؤسسات الدولية لأرقام حول متوسط دخل الفرد السعودي بالاعتماد على أرقام إيرادات الدولة، مشيرا إلى أنه ولحسابه بطريقة صحيحة يجب تجنيب تلك المداخيل وتقسم الإنتاج الحقيقي على عدد السكان.

وقال السلطان إن مثل تلك الأرقام يجب أن تتم من خلال الاستطلاعات، التي تقوم بها أجهزة الإحصاء في الدولة، عبر استطلاع عينات واسعة من المجتمع على أرض الواقع، وبالمحصلة سيكون هذا أقرب للدقة، ويمكن بناء دراسات عليه أو حتى قرارات.


المصدر : الاقتصادية