الأحد، 1 أبريل 2012

كيف يقيد حضور النساء للملاعب بالضوابط الشرعية

تواصل - الرياض
أكد الدكتور محمد بن سليمان البراك، أستاذ الدراسات العليا في كلية الدعوة وأصول الدين بجامعة أم القرى في مكة المكرمة، في بيان حصلت (تواصل) على نسخة منه؛ أن ما صرح به الشيخان صالح السدلان وحاتم العوني عبر الإعلام من جواز مشاركة المرأة في الأولمبياد وجواز دخولها إلى الملاعب لمشاهدة المباريات، مخالفٌ لما أفتى به كبار العلماء الذين شهدت الأمة لهم بالعلم والفضل والورع، والذين أفتوا بحرمة المسابقات الرياضة بأنواعها استنادا إلى الأدلة الشرعية والقواعد المعتبرة، مضيفا "كيلا يأتي من يحرف الموضوع عن مساره ويزعم أني أقول بمنع المرأة مطلقا من ممارسة الرياضة، أقول: المرأة لها الحق في ممارسة الرياضة المناسبة لها التي لا تختلط فيها بالرجال ولا يرونها ولا تتنافى مع ما يجب عليها من الحشمة والعفاف".
واستدل الشيخ البراك في ردِّه على ما قال به الشيخان صالح السدلان وحاتم العوني ببعض الفتاوى الصادرة عن كبار العلماء فقال "قال الشيخ محمد بن إبراهيم رحمه الله: من تأمل حالة أهل الألعاب الرياضية اليوم وسير ما هم عليه وجدهم يعملون من الأعمال المنكرة ما يقتضي النهي عنها، علاوة على ما في طبيعة هذه الألعاب من التحزبات وإثارة الفتن والأحقاد والضغائن بين الغالب والمغلوب.. ومن ذلك ما يتعرض له اللاعبون من كشف عوراتهم المحرمة، وعورة الرجل من السرة إلى الركبة، ولهذا تجد لباسهم إلى منتصف الفخذ، وبعضهم أقل من ذلك، ومعلوم أن الفخذ من العورة".
وتابع أستاذ الدراسات العليا في كلية الدعوة وأصول الدين بجامعة أم القرى في مكة المكرمة سرد الفتاوى قائلا "وفي سؤال للجنة الدائمة نصه ما يلي: ما حكم مشاهدة المباراة الرياضية المتمثلة في مباراة كأس العالم وغيره؟ فأجابت اللجنة: مباريات كرة القدم التي على مال أو نحوه من جوائز حرام؛ لكون ذلك قمارا؛ لأنه لا يجوز أخذ السبق وهو العوض إلا فيما أذن فيه الشرع، وهو المسابقة على الخيل والإبل والرماية، وعلى هذا فحضور المباريات حرام.. ومشاهدتها كذلك، لمن علم أنها على عوض؛ لأن في حضوره لها إقرارا لها.. أما إذا كانت المباراة على غير عوض ولم تشغل عما أوجب الله من الصلاة وغيرها، ولم تشتمل على محظور: ككشف العورات، أو اختلاط النساء بالرجال، أو وجود آلات لهو - فلا حرج فيها ولا في مشاهدتها. وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.. وقال الشيخ محمد بن عثيمين: لا يجوز مشاهدة اللاعبين وهم بهذه الحالة من الكشف عن أفخاذهم".
وأضاف الشيخ البراك "هذه الفتاوى غيض من فيض فتاوى كثيرة لعلماء أجلاء كلهم قالوا بتحريم مشاهدة هذه المباريات، فضلا عن المشاركة فيها، وهذا في مجرد المشاهدة للرجال، فكيف بالنساء اللاتي قال الله لنبيه صلى الله عليه وسلم أن يبلغهن قوله: (وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ويحفظن فروجهن).. قال شيخ الإسلام ابن تيمية: وقد ذهب كثير من العلماء إلى أنه لا يجوز للمرأة أن تنظر إلى الأجانب من الرجال بشهوة ولا بغير شهوة أصلا.. وقد سئل الشيخ عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين عن حكم مشاهدة المباريات بالنسبة للمرأة بقصد التسلية والتشجيع فأجاب: لا يجوز للنساء مشاهدة المباريات، حيث إن اللاعبين رجال متجردون غالبا عن اللباس الساتر.. وقد يبدو بعض الفخذ، وقد تتمثل العورة وراء اللباس، وذلك فتنة للنساء".
وتابع يقوله "من العجائب والعجائب جمة أن يقيد الشيخان إجازتهما لحضور النساء للملاعب بالتقيد بالضوابط الشرعية، وهذا والله مما يستغرب صدور مثله ممن له اطلاع على الواقع وما تؤول إليه الأمور في كثير من الحالات التي تبدأ بمخالفة أمر يسير من أمور الشرع ولكنها خطوة من خطوات الشيطان نهايتها أمور منكرة لا تخطر على بال من أجازها، ويكون دور المفتي مجرد فتح الباب لفساد عظيم وانحراف خطير.. لكن الشيخ السدلان هداه الله ورده إلى الصواب تجاوز إلى ما هو أبعد من ذلك، حيث أجاز للمرأة المشاركة في المسابقات الرياضية، وهي فتوى فيما أعلم لم يسبق إليها وما أفتى بها أحد من أهل العلم قبله، وغاية ما قاله العلماء وأفتوا به جواز ممارستها للرياضة المناسبة لها بعيدا عن الرجال".

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق