الجمعة، 27 أبريل 2012

أرض الأمير عبد الرحمن وبيان الرشودي

 أرض سبع وسبعين مليون متر التي استولى عليها الأمير عبدالرحمن

اليوم سأتحدث إليكم عن قضية مهمة تهمكم عشت معها سنين وهي قضية الأراضي التي استولى عليها الأمير عبدالرحمن بن عبدالعزيز وهي قضية عجيبة غريبة ، هذه الأراضي في جنوبي جدة مساحتها قليلة فقط سبعة وسبعون مليون متر وزيادة ومن جملة ما استولى عليه قطعة أرض لمواطنين مساحتها عشرون ألف متر مربع اشتروها بموجب صك شرعي بمبلغ عشرة ملايين وخمسمائة ألف ريال جاءوا ليتصرفوا في ملكهم فوجدوا وكيل الأمير فيها ومعه شيول يتصرف في الأرض فقال لهم : أي واحد يقرب للأرض أدفنه فيها بهذا الشيول .
وكلوني للمرافعة أمام المحكمة لاستعادتها من الأمير عبد الرحمن ، ذهبت إلى المحكمة العامة في الرياض وأخذت موعدا من المحكمة وأرسلته إلى مكتب الأمير فلم يحضر ولم يرسل وكيله لحضور الجلسة وكذلك الموعد الثاني والثالث لم يحضرأحد من قبله إلى المحكمة ، في الجلسة الرابعة لم يحضرفحدد القاضي موعدا خامسا وبعث ورقة الموعد مع موظف من مكتبي وأرسل معه جنديا من المحكمة ليتثبت من استلام مكتب الأمير للموعد ، ذهبا بورقة الموعد إلى مكتب الأمير وسلماها لمكتبه وقد بلغني أن الأمير عبد الرحمن عندما جاء إلى مكتبه وأخبروه بأن جنديا جاء بالموعد من المحكمة استشاط غضبا وقال لو رأيتهما لدعستهما بالسيارة ثم كتب للقاضي خطابا صب فيه غضبه على القاضي قائلا أنت ترسل جنديا إلى مكتبي (استعلاء منه على القاضي) . وفي الجلسة الخامسة لم يحضرالأمير ولا وكيله وكان القاضي قد درس القضية فحكم لصالح موكلي بأرضه وأعطى المدعى عليه الأمير حق الإجابة على الحكم .
لما بلغ الأمير أن القاضي حكم لموكلي بأرضه عند ذلك أرسل وكيله في الجلسة السادسة ، وكان الأمير عندما استولى على تلك الأراضي الشاسعة المساحة وهي أراض مملوكة تشمل أرضا كبيرة اشترتها الدولة من ابراهيم أبالخيل بمبلغ ثلاثمائة مليون ريال لبنائها مساكن لذوي الدخل المحدود وذلك عام 1394هجري ، كما شملت أرضا كبيرة أخرى كانت معدة لإسكان منسوبي الحرس الوطني وكلها استولى علها هذا الأمير مع قطع أراض كثيرة أخرى مملوكة لمواطنين مثل موكلي استولى على هذه الأراضي كلها بذريعة أوراق صورية لا اساس لها جاء بها إلى قاض في محكمة جدة اسمه حسن بنجر - يُذكر أنه أعطي سيارة كدلك جديدة - المهم أن هذا القاضي أخرج له صكا كحجة استحكام لم يطبق عليها شيئا من شروط إخراج حجج الاستحكام وليس في هذا الصك ذكر أطوال ولا مقدار المساحة وإنما اعتمد فضيلته على قول وكيل سموه يحد الأرض شمالا كذا وجنوبا كذا وهكذا أخرج فضلته هذا الصك بعد أن قال في آخره وعلى سموه إحياء الأرض ، قدم وكيل سموه هذا الذي اسموه صكا وليس فيه من معنى الصك إلا اسمه وبعدما قرأه القاضي سألني: هل أرض موكلك في داخل حدود هذا الصك ؟ فقلت للقاضي : وهل هذا صك ؟ فأجابني فضيلته قائلا : أن المسؤولية تقع على من أخرجه ، قلت : وهل ترك وكيل سموه أرضا لم يدخلها في جوف هذا الذي يسمى صكا وهو ليس فيه من معنى الصك شيء ! لم يلتفت لما قلت وقلب الحكم فورا لصالح سموه وصار موكلي ضحية بين أميرين فالذي باع عليه الأرض أمير والذي استولى على الأرض أمير كبير !
اعترضت على الحكم وطلبت رفعه إلى محكمة التمييز فأشار لي القاضي وهمس في أذني قائلا : من عقلك تحاول تستردها من أمير كبير هذا مستحيل ! وقد صدق ، رفع الحكم مع لائحة اعتراض مني وضعت فيها النقاط على الحروف وكان الصك السابق الذي أعطاه قاضي محكمة جدة حسن بنجر - صاحب الكدلك - لسموه رفع في وقته إلى محكمة التمييز وكان لسموه - بالطبع- في هذه المحكمة أصحاب أبلغوه بأن صك حسن بنجر لا حظ له من معنى الصك إلا اسمه واقترحواعليه أولا: أن توضح فيه الأطوال والمساحة. ثانيا : أن يتقدم إلى المقام السامي ويطلب الأرض منحة له (لا أدري كيف يطلب من المقام السامي أن يمنح سموه أملاك مواطنين وأخرى مشتراة بالمبلغ مخصصة لإسكان الفقراء من المواطنين) المهم تقدم للمقام السامي وبقدرة قادر تمنح لسموه أملاك مواطنين وفقراء . بالنسبة لتوضيح الأطوال والمساحة في هذا الصك كأنه قيل لسموه إن طلبت هذا من المحكمة رأسا فسيرجع صكك إلى المربع الأول تطبق عليه الشروط الشرعية والنظامية فذهب إلى وزير العدل في ذلك الوقت ابراهيم آلشيخ الذي كتب للمحكمة رسميا يعمدها تعميدا أن تضيف إلى الصك الأطوال والمساحة ولكن بعد أن منحه سموه من هذه الأرض ثمانية آلاف مترمربع ولقد شاهدتها مهمشا بهاعلى ظهرهذا الصك ، فاعتمدت المحكمة أمر معالي الوزير وأضافت الأطوال والمساحة الكلية إلى الصك ذلك بعد ست سنوات من صدوره من المحكمة ثم صادقت عليه محكمة التمييزالموقرة
تقدمت إلى المقام السامي بطلب الإذن بأحالة القضية إلى الهيأة الدائمة بمجلس القضاء الأعلى ثم أحيلت القضية إلى تلك الهيأة فأخذت تدرسها من أساسها بجد واتضح لها أن البلاء في الأساس الذي بني عليه صك الاستحكام الذي أخرجه القاضي حسن بنجر لسموه ، كتبت الهيأة الدائمة بمجلس القضاء الأعلى إلى محكمة جدة تطب رفع المف إليها ، فأجابت بأن الملف أحيل ألى وزارة الداخلية تلبية لطبها ، فكتبت الهيأة إلى وزارة الداخلية بطلب الملف فأجابت وزارة الداخلية بأن الملف أحيل إلى مكتب سمو الأميرعبد الرحمن بن عبد العزيز تلبية لطلبه ، هكذا العدالة لدينا (لأن لنا خصوصية !!! ) . الآن بقيت الهيأة الدائمة حائرة وبقيت القضية لديها أكثر من شهرين جامدة ، فقلت لهم لماذا لا تكتبون إلى المقام اسامي وتشرحون له ماحصل و تطلبون منه أن يصدرأمرا للأميرعبدالرحمن بأن يحيل الملف الذي طلبتموه إليكم لتتمكنوا من دراسة القضية فما كان من الهيأة إلا أن كتبت للمقام السامي وأرفقت أوراق القضية بكاملها مع خطابها ورفعتها إلى المقام السامي فحفظت هناك وماتت وهكذا تقتضي العدالة لدينا ما دام الأمر يتعلق بسمو الأمير الكبير . هكذا ضاعت أملاك وحقوق مواطنين كثيرين مراعاة لمكانة سموه.
هذه معلومات موثقة ومحفوظة لدي القضية وتابعتها لم تنته بعد حيث تقدمت إلى المقام السامي بشكوى شرحت فيها تفاصيل ما حصل فلم أتلق إجابة فكتبت أخرى ثم ثالثة ولكن بدون جدوى فكتبت شكوى إلى إمارة منطقة الرياض فقالت القضية لدى المقام السامي ثم تقدمت بشكوى إلى ولي العهد -لعل وعسى- ولكن كلها بدون جدوى بقيت القضية نائمة عدة سنين فقال موكلي الآن (نبي قفتنا بلا عنب) أي نريد نسترد فلوسنا من البائع وكان قد مضى أكثر من عشرين عاما ولو كانت العشرة ملايين التي دفعها موكلي للبائع في أرض إخرى وبقيت لمدة عقدين لأصبحت مائة مليون ريال المهم أن البائع على موكلي أيضا أمير ، رفعت دعوى أمام المحكمة في الرياض على هذا الأمير بطلب إعادة ثمن الأرض التي باعها لأنه لم يستطع تسليمها لموكلي وكانت هذه الدعوى عند قاض عادل فبعدعدة جلسات حكم القاضي لنا على الأمير بإعادة الثمن لموكلي وصدق من محكمة التمييز ، صدرالحكم وصدق من التمييز ولكنه على أمير ومن يلزم الأمير بدفع المبلغ المحكوم به عليه شرعا ؟؟ بقي المبلغ هذا عشر سنين في ذمة الأمير ولم يدفعه ! تدرون من دفع المبلغ بعد عشر سنين من الحكم به على الأمير ؟ دفعته وزارة المالية عن طريق إمارة الرياض ، وذلك بعد ثلاثين سنة حيث كان شراء موكلي لتلك الأرضي حيث كان شراء موكلي لتلك الارض عام 1397هـ ولم تدفع له الامارة الثمن الذي دفعه للبائع الا في عام 1427 هـ فتصور مدى الظلم والضرر المادي الذي دفعه موكلي للبائع وبقي لديه 30 سنة تصور لو كان هذاالمبلغ في ارض اخرى وبقيت30 سنة كم كانت تتضاعف قيمتها وهكذا بقية المواطنين الاخرين .

هذه المقالة هي تجميع لتغريدات الشيخ عن قصة موكله في صفحته على تويتر

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق