الأحد، 8 أبريل 2012

دفن البحر جريمة بيئية

إنهم يدفنون البحر!


مدن ساحلية في الوطن العربي، تغيب عنها بالسنوات وتعود وتجد البحر في مكانه وكانه ينتظرك.. ذات المقاهي التي اعتدت أن تشرب قهوتك فيها هي في مكانها لم تتزحزح شبرا واحدا.. صفاء لا حدود له.. نظرات لا تصطدم بشيء.. لا يحدها شيء كالأحلام!وعلى الرغم من الفساد المستشري في بعض تلك الدول إلا أن أحدا لا يجرؤ مهما كان على الاعتداء على البحر.. البحر ملك للناس كلهم.. البحر ثروة قومية يشترك الجميع في ملكيتها.. ملك للفقراء قبل الأغنياء..وفي بلادي، ما زلت أعتقد أن البحر ملك لي كمواطن أرتاده متى أردت.. ليس لأحد حق فيه.. لا أحد يستطيع الحيلولة بيننا.ولذلك تبرز قضية دفن البحر كجريمة كبرى ليس بحق المواطن.. بل بحق البيئة.. يكفي أن نعلم أبعاد الضرر الذي يصيب الشعب المرجانية التي تؤمن دورة الحياة البحرية والتنوع الأحيائي، ولذلك يفترض هذا الصباح أن يكون جميع مسؤولي الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة موجودين في كورنيش الدمام للوقوف على الجريمة البشعة التي ترتكب بحق البيئة ـ والتي أشار إليها الزميل طارق إبراهيم يوم أمس ـ هناك كائنات بحرية وحياة تشكلت على مدى آلاف السنين.. كيف يتم دفنها والقضاء عليها بـ"جرة قلم"؟ أليس من مهام الرئاسة الحفاظ على الحياة الفطرية في البر والبحر؟ـ أما كيفية الجرأة على دفن البحر فهذه مسؤولية بقية أجهزة الدولة.. يجب أن يكشف للناس تفاصيل هذا المشروع، وكيفية التصريح له.نحن لسنا في بقالة يمتلكها وافد متخلف على أحد الطرق المهجورة.. نحن في دولة.. أخبرونا عن طريقة استثمار خمسة وثلاثين مليون متر مربع من كورنيش الدمام دون خوف من أحد؟نريد أن نعرف لأننا لسنا في حارة "كل من إيدو إلو"..يا أمان الخائفين. 

صالح الشيحي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق