الأحد، 1 أبريل 2012

من يوقف قطاع الطرق ولصوص الليل

إلى من يهمه الأمر

حين يحرِّم رجال الدين الانتحار ويُجرِّم رجال الدولة المظاهرات دون النظر في سبب المشكلة فهذا يعني أنهم يقولون لنا بالفم المليان: موتوا بغيضكم (ولكن بِبُطأ!!!) ، في نظري أنَّ كِلا الظاهرتين سلبيتين وكِلا الموقفين (أيضاً) سيئين ، فيجب على رجال الدين حين الحديث عن الانتحار أن يدعوا المسئولين إلى أن يخافوا الله في شعبٍ بريء ومسالم وصل به الغثيان إلى حد الانتحار ، ويجب على رجال الدولة (أيضاً) قبل تجريم المُظاهرات أن يُحاسِبوا المسئولين الذين أوصلوا الناس إلى هذه الدرجة من القهر والاحتقان حتى تجمعوا في الطرقات بحثاً عن الإنصاف!!! ، ليس من المنطق التحامل على الضعفاء والمظلومين بحجة أمن البلد وسكينة المجتمع!!! بل إن المنطق هو التحامل على الظالمين وقُطاع الطرق ولصوص الليل ، هكذا يدفع الله الفتن عن البلدان وهكذا تهدأ النفوس ويزيد في القلوب حب الأوطان ، وحين تثور الأمواج وتغرق السفن فلن نسمع لِصفارات الإنذار صوتاً ولن نرى لِزوارق الإنقاذ أثراً ، بل ولن يلتفت الناس إلى القُبطان وسيغرقُ الجميع من حيث يُريدون النجاة !!!.
أتعجَّب بازدراء من الكُتاب والمسئولين والتُجار الذين يُشككون في قُدرات المواطن السعودي بحجة قلة التأهيل ونقص المعرِفة وضعف اللغة وغيرها من الخُزعبلات العقيمة التي لن تزيدنا إلا غضباً واحتِقاناً ، وإذا كان المواطن السعودي (رغم شهاداته) غير مؤهل فإنَّ لنا أن نتساءل : هل التأهيل والوظائف المُحترمة مختص بالنخبة وأصحاب الحظوة الذين ولدوا وفي أفواههم ملاعق من ذهب ثم درسوا في مدارس أجنبية ، ثم تمتعوا بفصول الصيف في أوروبا (لكثرة أموالهم) وتعرفوا حينها على كبار المسئولين في المنتجعات الفاخرة ؟؟؟!!! ولذلك كانوا هم المواطنون الأكثر تأهيلاً والأوفر حظاً؟؟؟!!!(للأسف الشديد الواقع يؤكد ذلك).
أرفض بكل ثقة أي فتوى أو مشورة من رجُلٍ تفوح منه رائحة النعمة لأنه لا يعرف حقيقة مُعاناتي ولن يتخيل حجم ألمي .
أقول لكل المسئولين المتشدِّقين بكلمات رنانة حين تكون مصلحة المواطن على المحك مثل استراتيجيات واضحة – ضوابط دقيقة – مستوى معرفي ـــ قياس وقدرات – خطط مدروسة – نزاهة وشفافية ـــ مهنية عالية – لجان متخصصة ) ، كفاكم استخفافاً بعقولنا وكفاكم تحقيقاُ لمكاسبكم الشخصية على حسابنا فقد أزكمتْ روائحُكم الكريهة أنوفَنا وتحدثَتْ عن خبائثكم حتى الدواب !!! .
كاتب صحفي (معقد نفسياً) كتب مقالاً بعنوان : "حياة الناس أولاً.." طالب فيه وزير الصحة باستقدام الأطباء والممرضين من الأردن (تحديداً!!!) على حساب المواطن السعودي الغير مؤهل!!! ، سؤال : (إيش معنى الأردن يا ضلالي؟؟؟!!! ).
في مقابلة تلفزيونية على قناة المرقاب تحدث صاحب صحيفة الوكاد الالكترونية محمد بن ناصر الأسمري عن حَمَلة الشهادات العليا المعطَّلين،،، (وهو لا يحمل شهادة عًليا!!!) فقال كلاماً ضحكت منه حتى البِغال!!! فقلت: (من تكلم في غير فنه أتى بالعجائب!!!) .
لو كنت مكان وزير الشئون البلدية لما اعترضت على قانون فرض الضرائب على الأراضي البيضاء ولنأيتُ بنفسي عن الشبهات ، (إيش) قصدك يا حسن؟؟؟ ما قصدي شيء بس (المفروض تجي من غيره!!!).
لو كنت عالِماً أو رجُل دين لرفضت أن يمتطيني أحد ولمَا غرَّدتُ في سِرب الطواويس .
لو كنت مكان الدولة لحققت تطلعات الشعب فوراً قبل أن يكون هناك انتحار جماعي!!!.
لو كنت مكان المسئولين لما شعرت بالفخر وأنا أستقبل في مكتبي مواطناً مُتضرراً!!! ، ولسارعت إلى المظلومين في بيوتهم مُقدِّماً لهم أرق اعتذارٍ وأجمل مواساة قبل أن تنزل علي صاعقة من السماء ، (خاص : بمن يعرِفون عواقب الظُلم).
أخيراً : إنَّ تجاهل الحقائق والإصرار على انتقاص الحقوق والتعامل بأنصاف الحلول لن يحقق سوى مزيدٍ من الاحتقان ومزيدٍ من الخلل الأمني ومزيدٍ من الانتحار .

د. حسن العجمي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق