ناقش معالي وزير العدل ورئيس المجلس الأعلى للقضاء الدكتور محمد العيسى في الحلقة الثانية من حواره مع «عكاظ»مفهوم الاختلاط ،مبينا أن عدم قدرة البعض على الاعتراف بـ «جواز الاختلاط المباح» صنع الجدل.
الاثنين، 23 يوليو 2012
الأربعاء، 18 يوليو 2012
المعتقلون : ما بين طمأنة الدولة وتضايق الأهالي
الخبر:
أكدت هيئة حقوق الإنسان أنها قامت بزيارة السجون التابعة للمديرية العامة للمباحث وذلك في إطار متابعتها المستمرة لأوضاع السجناء والموقوفين في جميع القضايا ومراجعتها مع الجهات ذات العلاقة استناداً لما نص عليه تنظيم الهيئة, مؤكدة أنه لا صحة لما يثار من معلومات مغلوطة ومغرضة عن تعرض السجناء للأذى.
تعليق لجينيات: كثر الحديث عن أحوال الموقوفين في السجون التابعة للمديرية العامة للمباحث, خاصة سجن الحاير, وسط ركام من الحقائق المختلطة بالشائعات, حول تعرض بعض الموقوفين للأذى .
وهذا الملف الشائك والملغم, يحتاج في معالجته إلى هدوء يضع الأمور في نصابها الصحيح, بما يحفظ على بلاد الحرمين الشريفين أمنها, ويكفل في ذات الوقت الحرية للأفراد, لاسيما حرية الحركة والتصرف.
ومن القواعد الهامة بين يدي هذا الملف, انه لا تناقض البتة بين حفظ أمن البلاد, الذي هو مطلب شرعي في المقام الأول, وبين حريات الأفراد, فهذا الأخير هو خير ضمان للأول, فكلما تمتع الأفراد بقدر من الحرية المسئولة أكبر كان حرصهم على بلدهم أكثر.
فالمواطن الذي يشعر أنه مقدر في بلد, وتحترم آرائه, في كافة الملفات التي تحتمل تعدد الآراء وتنوعها, لاشك أنه سيحمل خيرا كبيرا لهذا البلد, وسيكون الدرع الواقي له من كل سوء, وسيعطل آلة التطرف والإرهاب إلى أدنى مستوى.
وهذا بخلاف المواطن المهمش الذي يشعر بغربة وسط بلده وأهله, حين ننكر عليه كل رأي معارض, ونحصي عليه كل فعل مخالف, فيعيش في جو الكبت والحرمان في عصر فتحت فيه كل الآفاق, وارتفع فيه سقف الحرية, فيغدو ناقما على وطنه, فتلتقطه عناصر الظلام وتعد منه منحرفا مجرما يسوم أهله وبلده وعشيرته من نار الحرمان التي سبق وأن ذاق مرارتها.
إننا حينما نراجع في تراثنا الشرعي الذي نعتز به ونفتخر, سنجد كيف أن الحرية غالية, لكل ذي كبد رطبة, فقد دخلت امرأة النار في هرة حبستها, لا هي أطعمتها, ولا هي تركتها تأكل من خشاش الأرض.
إننا في حاجة ملحة إلى المكاشفة والمصارحة التي تعلي من مصلحة الوطن,والبلد, فيما يخص قضية الموقوفين في سجون المباحث وغيرها, ونعالجها معالجة حاسمة, قطعا لدابر الفتنة,وقطعا للطريق أمام المندسين الذين يتربصون بالمملكة وأمنها الدوائر.
ولتكن خارطة طريق, تفكك الأزمة,وتبشر بحل قريب يهدئ النفوس الحائرة,ويطمئن القلوب المتخوفة , تتغايا مصلحة الوطن وحرية الأفراد معا..
وإننا من واقع المسئولية نقترح أن يكون أول بند في خارطة الطريق, تشكيل لجنة من الهيئات المعنية, أمنية وعدلية وحقوقية, تراجع بدقة ملف الموقوفين, وتطلق سراح غير المدانين في قضايا, أو تحيلهم للمحاكمة العادلة لتقول كلمتها الفصل.
ثم, في خارطة الطريق, نؤكد في بندها الثاني, على الجرائم التي ترتكب في حق الدولة , ولتكن العقوبات الرادعة لنقطع دابر الفتنة والشر, ونبين حدود الحرية المسئولة ونطاقها , بما يتناسب والمتغيرات الحادثة من حولنا, ليهلك من هلك عن بينة ويحي من حي عن بينة.
وأيضا في خارطة الطريق, كبند ثالث, تجريم لكل اعتداء بغير وجه حق على المعتقلين, حتى وإن ثبتت إدانتهم, فلا تعسف في استخدام النظام,ولا تهاون كذلك في تطبيقه, ومن ثم يشعر الجميع باطمئنان إلى سريان روح العدالة في كافة مفاصل الدولة,وعندها نقضي على الشائعات في مهدها ونقبرها في أفواه مطلقيها..
فيا كل مسئول عن هذا الملف الخطير..رفقا بالمعتقلين وأسرهم, ولتكن العدالة سبيلكم لتحقيق أمن البلاد وحفظ حريات أبناءه.
أطلقوهم أو حاكموهم..
وزارة التربية تقحم القيادات النسائية بالاختلاط
شاركت وزارة التربية والتعليم في الجناح السعودي المشارك في معرض مؤتمر الموهبة 2012 في دبي وقد زجّت هذه الوزارة بالنساء في هذه المشاركة للعرض واستقبال الرجال في مقر الجناح بالمعرض السعودي المشارك وهم وكيل وزارة التربية والتعليم السعودية د. هيا العواد ومدير عام الموهوبين بالوزارة د. عبدالله بن عبدالعزيز العفيص ومدير عام الموهوبات بالوزارة الاستاذة سعاد البراهيم ومشرف عام الموهوبين الاستاذ سالم بن عواض الغامدي والاستاذة فاطمة صالح المقبل مشرف عام الموهوبات بالوزارة .
الاثنين، 16 يوليو 2012
أميرة : أمراء ومتنفذون سبب كارثة الأسهم
قالت الأميرة السعودية ريما بنت طلال بن عبد العزيز، إن المستفيد من 'كارثة الأسهم' في العام 2006 التي وضعت مئات الآلاف من العوائل في المملكة تحت طائلة الدين، هم مجموعة من الأمراء والمسؤولين السعوديين النافذين.
وقالت الأميرة ريما، شقيقة الملياردير السعودي الأمير الوليد بن طلال، على حسابها على موقع التواصل الاجتماعي (تويتر)، إن 'المستفيد الأكبر في حينها الأمير خالد بن سلطان (نائب وزير الدفاع حالياً) ومحمد بن فهد (أمير المنطقة الشرقية) وعبد العزيز بن فهد (وزير الدولة عضو مجلس الوزراء) و( المليارديرة) لبنى العليان (من كبار سيدات الأعمال في المملكة)، ومعن الصانع (رجل أعمال سعودي)'.
وأشارت الى ظهور 'أنباء حينها من موظفين في تداول (سوق الأوراق السعودية) تفيد بأن محافظ كبرى تابعة لمتنفذين في الدولة صرفوا أسهمهم'، كاشفة عن أنه 'صدرت أوامر من جماز السحيمي (رئيس هيئة سوق الأسهم السعودي السابق) بعد إفشاء تلك الأنباء، ولم يقم السحيمي بإيقافهم ومعاقبتهم بل تستّر عليهم حتى وقعت الكارثة'.
يذكر أن 'كارثة الأسهم' أو ما يعرف محلياً أيضاَ بـ'انتكاسة 25 شباط/فبراير'، هي حادثة خسر فيها متداولو الأسهم في السعودية مليارات الريالات، فقدتها 3 ملايين محفظة يمتلكها السعوديون.
وحدثت حينما وصل مؤشر سوق الأسهم السعودية خلال شباط/فبراير العام 2006 وتحديداً يوم 25، عند نقطة 20634.86 وهي النقطة الأعلى المسجلة في سوق الأسهم منذ تأسيسها.
وقالت الأميرة ريما إن 'أوامر عُليا أجبرت الوليد بن طلال والراجحي للخروج على قناة 'العربية' التي تبث من دبي، لتهدئة السوق وهو ما لم يحدث، وساهم ذلك في تصريف كبار ملاك الأسهم أسهمهم على المواطنين والخروج، وجعل الخسارة يتحملها المواطن السعودي'.
وأوضحت أن 'الوليد بن طلال كان قد حذّر من الأسهم حين وصلت إلى 17 ألف نقطة وقال إنها فقاعة، لكن عندما ارتفع السوق إلى 20 ألفا ثم نزل إلى 17 ألفا أُجبر على الخروج للتهدئة'.
يشار الى استمرار انخفاض سوق الأسهم السعودية وتزايد الخسائر وسط غياب تدخل حكومي، وكان آخر ذلك خسائر شركة 'كيان' اليوم رغم بدء التشغيل التجاري منذ تشرين الأول/أكتوبر الماضي، ومطالبة الكثير من المواطنين بتدخل الدولة لإنقاذ سوق الأسهم والحيلولة دون تفاقم نسبة إفلاس السعوديين.
وكان صحافي سعودي انتقد أخيراً الأوضاع المعيشية في بلاده، وأشار إلى وجود 60' من السعوديين تحت خط الفقر، معتبراً أنه لا يصح ان يحصل موظف سعودي على راتب شهري قدره 1500 ريال، بينما دخل البلاد السنوي 1500 مليار ريال.
وكان مجلس الشورى السعودي أعلن أخيراً أن 22' من سكان المملكة هم من الفقراء، وذلك بناء على إحصائيات التقرير السنوي لوزارة الشؤون الاجتماعية السعودية، الذي تحدث عن وجود 3 ملايين سعودي تحت خط الفقر.
وقالت الأميرة ريما، شقيقة الملياردير السعودي الأمير الوليد بن طلال، على حسابها على موقع التواصل الاجتماعي (تويتر)، إن 'المستفيد الأكبر في حينها الأمير خالد بن سلطان (نائب وزير الدفاع حالياً) ومحمد بن فهد (أمير المنطقة الشرقية) وعبد العزيز بن فهد (وزير الدولة عضو مجلس الوزراء) و( المليارديرة) لبنى العليان (من كبار سيدات الأعمال في المملكة)، ومعن الصانع (رجل أعمال سعودي)'.
وأشارت الى ظهور 'أنباء حينها من موظفين في تداول (سوق الأوراق السعودية) تفيد بأن محافظ كبرى تابعة لمتنفذين في الدولة صرفوا أسهمهم'، كاشفة عن أنه 'صدرت أوامر من جماز السحيمي (رئيس هيئة سوق الأسهم السعودي السابق) بعد إفشاء تلك الأنباء، ولم يقم السحيمي بإيقافهم ومعاقبتهم بل تستّر عليهم حتى وقعت الكارثة'.
يذكر أن 'كارثة الأسهم' أو ما يعرف محلياً أيضاَ بـ'انتكاسة 25 شباط/فبراير'، هي حادثة خسر فيها متداولو الأسهم في السعودية مليارات الريالات، فقدتها 3 ملايين محفظة يمتلكها السعوديون.
وحدثت حينما وصل مؤشر سوق الأسهم السعودية خلال شباط/فبراير العام 2006 وتحديداً يوم 25، عند نقطة 20634.86 وهي النقطة الأعلى المسجلة في سوق الأسهم منذ تأسيسها.
وقالت الأميرة ريما إن 'أوامر عُليا أجبرت الوليد بن طلال والراجحي للخروج على قناة 'العربية' التي تبث من دبي، لتهدئة السوق وهو ما لم يحدث، وساهم ذلك في تصريف كبار ملاك الأسهم أسهمهم على المواطنين والخروج، وجعل الخسارة يتحملها المواطن السعودي'.
وأوضحت أن 'الوليد بن طلال كان قد حذّر من الأسهم حين وصلت إلى 17 ألف نقطة وقال إنها فقاعة، لكن عندما ارتفع السوق إلى 20 ألفا ثم نزل إلى 17 ألفا أُجبر على الخروج للتهدئة'.
يشار الى استمرار انخفاض سوق الأسهم السعودية وتزايد الخسائر وسط غياب تدخل حكومي، وكان آخر ذلك خسائر شركة 'كيان' اليوم رغم بدء التشغيل التجاري منذ تشرين الأول/أكتوبر الماضي، ومطالبة الكثير من المواطنين بتدخل الدولة لإنقاذ سوق الأسهم والحيلولة دون تفاقم نسبة إفلاس السعوديين.
وكان صحافي سعودي انتقد أخيراً الأوضاع المعيشية في بلاده، وأشار إلى وجود 60' من السعوديين تحت خط الفقر، معتبراً أنه لا يصح ان يحصل موظف سعودي على راتب شهري قدره 1500 ريال، بينما دخل البلاد السنوي 1500 مليار ريال.
وكان مجلس الشورى السعودي أعلن أخيراً أن 22' من سكان المملكة هم من الفقراء، وذلك بناء على إحصائيات التقرير السنوي لوزارة الشؤون الاجتماعية السعودية، الذي تحدث عن وجود 3 ملايين سعودي تحت خط الفقر.
الخميس، 12 يوليو 2012
وزير العمل يدير عجلة الاختلاط
حتى لا يُعيد (عادل فقيه) جزيرة العرب إلى الجاهلية الأولى !
بسم الله الرحمن الرحيم
إن الخير والشر لا يُصبح عليه الناس بعدما كانوا على غيره بلا تدرجات يبدأونها، فللّه سُنة كونية في بناء المعاني كما له سُنة في بناء المباني، فلكل بناء لَبِنات وللبنات باني وللبناء عجلةٌ زمنية تدور به حتى يكتمل البناء، فالأمّة لا تَكفر حتى تعصي ثم تفجر ثم تكفر، فقوم لوطٍ لم يفعلوا فاحشتهم إلا وقد وقع فيهم السفور ثم الاختلاط ثم زنا النساء ثم لواط النساء ثم لواط الرجال، وقوم نوح لم تنشق لهم الأرض عن الأصنام فعبدوها وإنما صوّروا ثم عظّموا ثم تبركوا ثم عبدوا.
لهذا سمّى الله طريق الشيطان خطوات فقال: {ولا تتبعوا خطوات الشيطان إنه لكم عدو مبين} يتدرّج ويؤنّس بالبدايات حتى لا يستوحش الإنسان من شناعة النهايات، أما الله فيأمر بالإسراع إليه فقال: {وسارعوا إلى مغفرة من ربكم} وقال موسى: {وعجلت إليك ربي لترضى} لأنه لا وحشة ولا خوف من نهايات الحق.
لقد كانت البشرية على فطرة صحيحة منذ خلق الله آدم وحواء، وقد قال الله لآدم محذّراً: {يا آدم إن هذا عدوٌ لك ولزوجك فلا يخرجنكما من الجنة فتشقى إن لك أن لا تجوع فيها ولا تعرى}
ذكر الله العُري والجوع بعد التحذير من إبليس وذلك أن أعظم غايات إبليس تتحقق بالتخويف من الفقر، قال تعالى: {الشيطان يعدكم الفقر} فيخوّف الإنسانَ من الفقر والجوع وضيق الرزق والبطالة، فإذا استحكم في نفس الإنسان الرهبة من ضيق المادة والوجل من اضطراب الاقتصاد والبطالة سوّل له التخلّص من ذلك بوسائل كالتعري والسفور والاختلاط، ولذا ذكر تعالى بعد تخويف إبليس من الفقر أمْرَه بالفاحشة فقال: {الشيطان يعدكم الفقر ويأمركم بالفحشاء} فربط الأمر بالفواحش بالتخويف من الفقر، فأوامره يُسللها إلى الإنسان تحت تخويف الفقر لينشغل عقله بالغاية فيستسهل الوسيلة، فتأتي هذه الوسائل على نفسٍ مهزومة وَجِلة ضعيفة تقبل بالوسائل مهما بلغت للسلامة من الغاية (الفقر) والعقل إذا خاف من شيء استسهل سبل السلامة منه وإن كان يستصعب تلك السبل وحدها منفردةً من قبل، بل قد يسوّغها وربما شرّعها، فيجعل إبليس تلك السبل وسائل لرغد العيش وطيب الكسب، وليخرج الناس من الفقر وضيق المادة، وتلك الوسائل بالنسبة إليه غايات، وهذا ما تسلكه الحضارة المادية اليوم بدفع عجلة نمو الماديات والتجارات بإبراز مفاتن المرأة وتسويقها في كل سلعةٍ بالدعاية الإعلامية وجعلها موظفة استقبال للرجال، بل حتى صوتها يُستغل للتسويق المادي عبر الاتصالات، بل واشتهرت المراقص في بلدان العرب بل وتجارة البغاء ترويجاً للتجارة وتنشيطاً لاقتصاد البلدان، ولهذا تجد كثيراً من يربط علاج البطالة وكسب الرزق باختلاط المرأة وسفورها تضييقاً للحلال وتوسيعاً للحرام وهذه تسويلات إبليس التي حذر الله منها آدم وحواء أول مرّة، ثم حذّر بني آدم كلهم من تكرار إبليس لتلك المكائد والحيل فقال تعالى: {يابني آدم لا يفتننكم الشيطان كما أخرج أبويكم من الجنة ينزع عنهما لباسهما ليريهما سوآتهما} ثم قال بعد ذلك مبيناً أن تلك الوسائل يتدرّج بها الناس حتى تصبح قناعات راسخة مع تقادم الزمن: {وإذا فعلوا فاحشة قالوا وجدنا عليها آباءنا والله أمرنا بها} فتحوّل لديهم التعري والسفور والاختلاط بعد استدامته، من وسيلة إلى ثقافة موروثة بل إلى عقيدةٍ راسخة أمر الله بها!
والله تعالى ينفي ذلك التخويف الإبليسي من الفقر الذي يبني عليه إبليس وسائله المحرّمة، فبعدما ذكر تخويف إبليس ووعده لهم بالفقر قال: {والله يعدكم مغفرة منه وفضلاً}.
ثم إنه يجب أن يُعلم:
أن لكل بلاء خطوات ولكل خطوات غايات، فلم تكن تعرف جزيرة العرب الوثنية، حتى جاء عمرو بن لحي الخزاعي وكان والياً على البيت الحرام فسافر إلى الشام فرأى وثنيتها، ورأى فيها تغييراً وتجديداً وأرادها بمكة، فكان ابن لُحيّ أول من قنن الشرك بمكة ثم ما حَولها، فأتى بالأصنام لتعبد بعد التوحيد الذي كانت عليه العرب، ولا بد لتغيير العقائد والأفكار من حَمَلة يتحملون أوزار أهلها ويبوؤن بإثم الأمة.
بدأت الوثنية تتسلل إلى العرب في أقطارها فعبدت الأوس والخزرج والأزد (مناة) وعبد أهل الطائف وقريش (اللات) (والعزى) وحتى يُسبِغوا عليها تشريعاً إلهياً اشتقوا لها أسماء من أسماء الله فاللات من الله والعزّى من العزيز.
تدرجوا فيها بدايةً من استنكارٍ ووحشةٍ من ذلك المعبود الدخيل، فصرفوا لها التعظيم ثم العبادة تدرجاً حتى تعصبوا لها، وتحولت من معبود عند الملمات إلى مطلبٍ عند الحاجات، إلى تعلِّق لا تخلو النفس منه حتى بلغ بهم الحال كما صح في البخاري عن أبي رجاء العطاردي قال: كنا نعبد الحجر في الجاهلية فإذا وجدنا حجراً هو أخير منه ألقيناه وأخذنا الآخر فإذا لم نجد حجراً جمعنا جُثوة من تراب ثم جئنا بالشاة فحلبناها عليه ثم طفنا به.
فعمرو بن لحي لم يأمرهم بحلب الشاة على التراب ليُصنع الوثن، ولكن هكذا العقول كالعجلة تدور بالعقائد وتبدأ بها من حيث انتهت وتنتهي بها على غير ما بدأت!
ولذا تعصبت قريش على دخيل جاهليتها فقاتلوا محمداً صلى الله عليه وسلم على ذلك وطردوه وآذوه، فرأوا منه دخيلاً على ملّتهم، مبتدعاً لعقيدة وفكرٍ جديد لا يُعرف من قبل.
ولم يكن عمرو بن لحي دعاهم إلى هذه النهايات ولكنه سنّ سُنتها فتحمل وزرها، فكانت عاقبته كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (رأيت جهنم يحطم بعضها بعضا ورأيت عمرو بن لحي يجر قصبه في النار وهو أول من غيّر ملة إبراهيم وسيب السوائب وبَحَرَ البَحيرة وحمى الحَامي).
وهكذا تبدأ المِلل والأفكار وتنتهي، تبدأ بوجل وتنتهي بعقيدة ثم تعصب، وكما تكون العقائد تكون الأفكار والأخلاق، فقد كانت البشرية تتقلب من علم من الله إلى جاهلية البشر، وقد مرت البشرية بجاهليات متعددة كلما انحرفت بعث الله نبياً يُقيم اعوجاجها، كما قال تعالى في الحديث القدسي: (خلقت عبادي حنفاء فاجتالتهم الشياطين) وفي الصحيح عن أبي هريرة مرفوعاً: (كانت بنو إسرائيل تسوسهم أنبياؤهم كلما هلك نبي خلفه نبي)
هكذا تجري عجلة الانحراف وهكذا تجري عجلة التصحيح.
لا تمر تجارة البغاء إلا بمقدماته الاختلاط والسفور والخلوة، فالبغاء آخر عتبات فواحش الأخلاق بعد اللواط، وقد مرت الإنسانية بجاهلية كثيرة صغرى وكبرى، فإن جاءت جاهلية تبعتها نبوة تمحوها، ومن تلك الجاهليات ما قال تعالى فيه: {ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى} وكانت نحواً من ألف سنة وقيل هي بين نوح وإدريس، وكان من صور تبرج تلك الجاهلية مقام النساء مع الرجال كمقام الرجال مع الرجال وهو الاختلاط، قال مجاهد بن جبر -وهو إمام المفسرين من التابعين-: المرأة بين الرجال ذلك تبرج الجاهلية الأولى.
لم تعرف جزيرة العرب الاختلاط الدائم في التعليم والعمل ولا القول بجوازه منذ رسالة محمد صلى الله عليه وسلم، حتى زماننا حيث دُعي إلى تسهيل الاختلاط بعض المتفقهة فأجابوا ليكون ذلك عتبة لتشريعه ثم العمل به.
وقد بدأ وزير العمل الأستاذ (عادل فقيه) يُدير عجلة فرض الاختلاط وتقنينه في هذه البلاد، وله في ذلك مسالك وتأويلات فكرية وغير فكرية، والتأويلات الفكرية لا تنتهي دوماً إلى حقٍ، فما أُقرت في الأرض عقيدة وفكرة خاطئة إلا تحت ستار التأويل العقلي، فجرى الوزير عادل فقيه في تقنين الاختلاط متدرجاً للإيناس، ومتذرعاً بمحاربة الفقر والبطالة، ومضيقاً لسعة حلال الله إلى خطوات الحرام: {الشيطان يعدكم الفقر ويأمركم بالفحشاء}، وشجّع على ذلك تراخي كثير من المنتسبين إلى العلم عن الإنكار، حتى ظهرت منكرات الأسواق والشركات بصورة لا تعرفها هذه البلاد بعد نبيها فعملت المرأة مع الرجال في محل ومكتب واحد متعطرة وربما سافرة لساعات طوال من الليل والنهار، وربما تباهي بعض الناس في ذلك في وسائل الإعلام مجاهرة وتطبيعاً.
وما زال الوزير يطوي بساط العفّة الذي جاء الإسلام ببسطه، وكلّما طوى من العفة شبراً ظهر تحته بساط الجاهلية، وما زال يطوي بيدٍ وينشر بأُخرى، ويسير على تلك الخطوات ولا بد لتلك الخطوات من وقفة جادة توقفها رغبةً أو رهبةً بحكم الله، وهي أمانة الله التي أخذها الله على أهل العلم والأمر وميثاقه الذي أوجب عليهم الوفاء به، وأُجْمِل ما يجب قوله هنا فيما يلي:
أولاً: أن مما لا يُختلف فيه أن الله أباح عمل المرأة وتكسبها تجارة وحرفة عند حاجتها في الأحوال التي لا تُعرّضها لحرام كالاختلاط المقنن مع الرجال، وأن الله لم يدع أمراً من أمور الحلال والحرام إلا بينه، والحلال واسع والحرام ضيّق، ولا يضيق الحلال إلا في الأذهان المنشغلة بالحرام حتى يتعلّق قلبها به، لأن النفوس إذا ضاقت أذهانها بشيء ضاقت به أرضها، وقد جعل الله الحلال ما في الأرض كلها وجعل الحرام خطوات منها {يا أيها الناس كلوا مما في الأرض حلالاً طيباً ولا تتبعوا خطوات الشيطان إنه لكم عدو مبين، إنما يأمركم بالسوء والفحشاء}.
ثانياً: أن الاختلاط الدائم في التعليم والعمل مما حرمه الله، واتفق العلماء على تحريمه في المذاهب الفقهية كلها ولا يعرف القول بالتحليل إلا بعد أزمنة الاستعمار تطويعاً للشريعة لتتفق مع الحال المفروضة، ففي الصحيحين عن عقبة بن عامر قال النبي صلى الله عليه وسلم: (إياكم والدخول على النساء) وصح في البخاري عن عطاء: لم يكن -يعني النساء- يُخالطن الرجال كانت عائشة تطوف حجرة من الرجال لا تخالطهم.
وكان عمر يضرب من يراه من الرجال بين النساء، وقد بينت ذلك بأدلته وتعليلاته وأقوال الفقهاء في رسالة بعنوان: (الاختلاط .. تحرير وتقرير وتعقيب). <لتحميل الرسالة اضغط هنا>
ثالثاً: إن السكوت عما يفعله الأستاذ عادل فقيه ويُلزم به التجار على العمل المختلط شراكة في الإثم وتضييع لأعظم أمانة، والله لا يعذر الساكت العالم إذا علم أن لكلامه أثراً في تغيير الشر، فما ضلت اليهود والنصارى إلا بأن رأوا أفعال الأخطاء فسكتوا ثم أُخذ السكوت منهم تجسيراً لتنامي الشر وتشجيعاً للقائمين عليه، ولذا قال الله عنهم: {ومن الذين هادوا سماعون للكذب سماعون لقومٍ آخرين لم يأتوك يحرفون الكلم من بعد مواضعه} فجعل الله سكوتهم موجباً للذم وجعله تحريفاً بالرضا، فالصمت إقرار.
رابعاً: إن الله لم يوجب على المرأة التكسب كفايةً لها إلا أنه لم يمنعها منه، لأن القوامة على الرجل تجب عليه بلا منّة، قال الله لآدم: {فلا يخرجنكما من الجنة فتشقى} جعل الخروج لهما جميعاً وأما الشقاء فلآدم وحده، لأنه في الجنة مكفول الرزق بلا عمل، وفي الدنيا يشقى هو وحده بكسبه، ولا تشقى هيَ به.
وكثيرٌ من يقيس نسب البطالة الغربية ومعالجاتهم لها وينزلها على مجتمعات الإسلام، وذلك فساد في الأصل تبعه فساد في الفرع والنتيجة، فما بطالتهم كبطالتنا لأن قوامتهم ليست كقوامتنا.
وأما الواجب على الدولة ووزارة العمل تجاه بطالة النساء ففي ثلاثة أمور:
الأمر الأول: تعالِج التفريطَ في معنى القوامة الذي يُضيعه الرجال ويهملونه آباءً وأزواجاً وإخواناً، وتنشر الوعي فيه ومحاسبة الولي القادر المفرّط، والواقع اليوم عكس ذلك فيُرى إضعاف القوامة ودعوة النساء إلى المساواة بكسب الرزق والعمل.
الأمر الثاني: سدّ بطالة النساء بالإنفاق عليهن من المال العام بمرتبات معلومة قال تعالى: {والذين في أموالهم حق معلوم للسائل والمحروم} والمحروم هو من لا كسب له من العاطلين، قالت عائشة: المحروم المحارف الذي لا يتيسر له مكسبه.
وقوله {حق معلوم} يعني: مؤقّت دائم كالمرتبات.
الأمر الثالث: إيجاد سبل مباحة للعمل، فتعمل المرأة المحتاجة وغير المحتاجة بعيداً عن مظاهر الحرام، في متاجر خاصّة بهنّ لا يُشاركهنّ الرجال، وسبل الحلال أوسع من سبل الحرام.
خامساً: على ولاة الأمر إظهار الغيرة على المحارم، والتهديد للمنتهكين لها، كيف والولاة تُرفع إليهم نسب التحرّش والفواحش بنسب عالية من الجهات الرسمية، فقد كان هذا نهج النبي صلى الله عليه وسلم، فقد صح في مسلم وأحمد من حديث أبي سعيدٍ أن النبي قام خطيباً لما جُلد ماعز بالزنا فقال: (أوكلما انطلقنا غزاةً في سبيل الله تخلف رجلٌ في عيالنا له نبيب كنبيب التيس يمنح إحداهن الكُثبة من اللبن، والله لا أقدر على أحدٍ منهم إلا جعلته نكالاً).
هذا في قضية واحدة قام ورهّب الناس، فكيف بالفاحشة إذا اشتهرت واستفاضت وكثر داعيها.
سادساً: إن الاحتجاج على صحة الأفعال بكثرة فاعليها خطأ كمن يقول: (أكثر الناس والدول والمجتمعات تفعل وتقول) فتلك حجة منفصلة عن الحقائق لأن الحقّ يُعرف بذاته لا بفاعليه مكاناً وزماناً وكثرةً وقلةً، وهذه الحجة هي أعظم الحجج الباطلة التي يواجه فيها الناسُ الأنبياء، ولذا كثيراً ما يذكر الله أفعال الأكثرية بالذم في القرآن.
وقد يكون الحقّ في أفراد معدودين وقد جاء في الخبر الصحيح قال إبراهيم عليه السلام لزوجته: (يا سارة ليس على وجه الأرض مؤمن غيري وغيرك).
وفي الخبر الآخر عن حال النبي صلى الله عليه وسلم: (والله ما على ظهر الأرض أحد يعبد الله على هذا الدين إلا هؤلاء الثلاثة) يعني محمداً وعلياً وخديجةً.
وقد يكون في واحدٍ كما قالت أسماء بنت أبي بكرٍ: سمعت زيد بن عمرو في الجاهلية وهو مسند ظهره إلى الكعبة وهو يقول: يا معشر قريش لا والذي لا إله إلا هو ما أصبح اليوم على ظهر الأرض على دين إبراهيم غيري.
والحق يُعرف بنفسه لا بغيره.
سابعاً: كثيراً ما يُقرر بعض الناس الخطأ وتطمئن نفسه به، لأن مقصده حسن، وهذه الطمأنينة النفسية لا عبرة بها لأنها قد تعتري أشد الناس ضلالاً، والنوايا الحسنة لا تقلب الحقائق المُشاهدَة لتكون الأفعال موافقة لنية الفاعل، فقد يفعل الخير بنيّة الشر، ويفعل الشر بنية الخير، والإرادة شيء والمُراد شيء آخر، ولذا قال ابن مسعود رضي الله عنه لمبتدعةٍ أرادوا خيراً: (كم من مُريدٍ للخير لم يجده).
وقال الله قبلُ: {الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعاً}.
ثامناً: إن إنكار المنكر العام الظاهر واجب، فلا يستحكم شرٌّ في الأمة إلا بمنكرٍ وفاعلٍ له وساكت عنه.
ولذا فالواجب على العلماء والعقلاء إيقاف خطوات تقنين الاختلاط في المجتمع، فإن لله سنّة كونية أن دفع الفساد قبل نزوله أهون من رفعه إذا نزل، والمنحرف تسهل إعادته من أول الطريق وتشق من نهايته، لأنه حديث عهد بفطرة صحيحة، والواجب تدارك الفطرة قبل تبديلها.
والله هو المعين وحده، به الهداية ومنه السداد.
قيده/ عبدالعزيز الطريفي
الخميس 22-8-1433 هـ
بسم الله الرحمن الرحيم
إن الخير والشر لا يُصبح عليه الناس بعدما كانوا على غيره بلا تدرجات يبدأونها، فللّه سُنة كونية في بناء المعاني كما له سُنة في بناء المباني، فلكل بناء لَبِنات وللبنات باني وللبناء عجلةٌ زمنية تدور به حتى يكتمل البناء، فالأمّة لا تَكفر حتى تعصي ثم تفجر ثم تكفر، فقوم لوطٍ لم يفعلوا فاحشتهم إلا وقد وقع فيهم السفور ثم الاختلاط ثم زنا النساء ثم لواط النساء ثم لواط الرجال، وقوم نوح لم تنشق لهم الأرض عن الأصنام فعبدوها وإنما صوّروا ثم عظّموا ثم تبركوا ثم عبدوا.
لهذا سمّى الله طريق الشيطان خطوات فقال: {ولا تتبعوا خطوات الشيطان إنه لكم عدو مبين} يتدرّج ويؤنّس بالبدايات حتى لا يستوحش الإنسان من شناعة النهايات، أما الله فيأمر بالإسراع إليه فقال: {وسارعوا إلى مغفرة من ربكم} وقال موسى: {وعجلت إليك ربي لترضى} لأنه لا وحشة ولا خوف من نهايات الحق.
لقد كانت البشرية على فطرة صحيحة منذ خلق الله آدم وحواء، وقد قال الله لآدم محذّراً: {يا آدم إن هذا عدوٌ لك ولزوجك فلا يخرجنكما من الجنة فتشقى إن لك أن لا تجوع فيها ولا تعرى}
ذكر الله العُري والجوع بعد التحذير من إبليس وذلك أن أعظم غايات إبليس تتحقق بالتخويف من الفقر، قال تعالى: {الشيطان يعدكم الفقر} فيخوّف الإنسانَ من الفقر والجوع وضيق الرزق والبطالة، فإذا استحكم في نفس الإنسان الرهبة من ضيق المادة والوجل من اضطراب الاقتصاد والبطالة سوّل له التخلّص من ذلك بوسائل كالتعري والسفور والاختلاط، ولذا ذكر تعالى بعد تخويف إبليس من الفقر أمْرَه بالفاحشة فقال: {الشيطان يعدكم الفقر ويأمركم بالفحشاء} فربط الأمر بالفواحش بالتخويف من الفقر، فأوامره يُسللها إلى الإنسان تحت تخويف الفقر لينشغل عقله بالغاية فيستسهل الوسيلة، فتأتي هذه الوسائل على نفسٍ مهزومة وَجِلة ضعيفة تقبل بالوسائل مهما بلغت للسلامة من الغاية (الفقر) والعقل إذا خاف من شيء استسهل سبل السلامة منه وإن كان يستصعب تلك السبل وحدها منفردةً من قبل، بل قد يسوّغها وربما شرّعها، فيجعل إبليس تلك السبل وسائل لرغد العيش وطيب الكسب، وليخرج الناس من الفقر وضيق المادة، وتلك الوسائل بالنسبة إليه غايات، وهذا ما تسلكه الحضارة المادية اليوم بدفع عجلة نمو الماديات والتجارات بإبراز مفاتن المرأة وتسويقها في كل سلعةٍ بالدعاية الإعلامية وجعلها موظفة استقبال للرجال، بل حتى صوتها يُستغل للتسويق المادي عبر الاتصالات، بل واشتهرت المراقص في بلدان العرب بل وتجارة البغاء ترويجاً للتجارة وتنشيطاً لاقتصاد البلدان، ولهذا تجد كثيراً من يربط علاج البطالة وكسب الرزق باختلاط المرأة وسفورها تضييقاً للحلال وتوسيعاً للحرام وهذه تسويلات إبليس التي حذر الله منها آدم وحواء أول مرّة، ثم حذّر بني آدم كلهم من تكرار إبليس لتلك المكائد والحيل فقال تعالى: {يابني آدم لا يفتننكم الشيطان كما أخرج أبويكم من الجنة ينزع عنهما لباسهما ليريهما سوآتهما} ثم قال بعد ذلك مبيناً أن تلك الوسائل يتدرّج بها الناس حتى تصبح قناعات راسخة مع تقادم الزمن: {وإذا فعلوا فاحشة قالوا وجدنا عليها آباءنا والله أمرنا بها} فتحوّل لديهم التعري والسفور والاختلاط بعد استدامته، من وسيلة إلى ثقافة موروثة بل إلى عقيدةٍ راسخة أمر الله بها!
والله تعالى ينفي ذلك التخويف الإبليسي من الفقر الذي يبني عليه إبليس وسائله المحرّمة، فبعدما ذكر تخويف إبليس ووعده لهم بالفقر قال: {والله يعدكم مغفرة منه وفضلاً}.
ثم إنه يجب أن يُعلم:
أن لكل بلاء خطوات ولكل خطوات غايات، فلم تكن تعرف جزيرة العرب الوثنية، حتى جاء عمرو بن لحي الخزاعي وكان والياً على البيت الحرام فسافر إلى الشام فرأى وثنيتها، ورأى فيها تغييراً وتجديداً وأرادها بمكة، فكان ابن لُحيّ أول من قنن الشرك بمكة ثم ما حَولها، فأتى بالأصنام لتعبد بعد التوحيد الذي كانت عليه العرب، ولا بد لتغيير العقائد والأفكار من حَمَلة يتحملون أوزار أهلها ويبوؤن بإثم الأمة.
بدأت الوثنية تتسلل إلى العرب في أقطارها فعبدت الأوس والخزرج والأزد (مناة) وعبد أهل الطائف وقريش (اللات) (والعزى) وحتى يُسبِغوا عليها تشريعاً إلهياً اشتقوا لها أسماء من أسماء الله فاللات من الله والعزّى من العزيز.
تدرجوا فيها بدايةً من استنكارٍ ووحشةٍ من ذلك المعبود الدخيل، فصرفوا لها التعظيم ثم العبادة تدرجاً حتى تعصبوا لها، وتحولت من معبود عند الملمات إلى مطلبٍ عند الحاجات، إلى تعلِّق لا تخلو النفس منه حتى بلغ بهم الحال كما صح في البخاري عن أبي رجاء العطاردي قال: كنا نعبد الحجر في الجاهلية فإذا وجدنا حجراً هو أخير منه ألقيناه وأخذنا الآخر فإذا لم نجد حجراً جمعنا جُثوة من تراب ثم جئنا بالشاة فحلبناها عليه ثم طفنا به.
فعمرو بن لحي لم يأمرهم بحلب الشاة على التراب ليُصنع الوثن، ولكن هكذا العقول كالعجلة تدور بالعقائد وتبدأ بها من حيث انتهت وتنتهي بها على غير ما بدأت!
ولذا تعصبت قريش على دخيل جاهليتها فقاتلوا محمداً صلى الله عليه وسلم على ذلك وطردوه وآذوه، فرأوا منه دخيلاً على ملّتهم، مبتدعاً لعقيدة وفكرٍ جديد لا يُعرف من قبل.
ولم يكن عمرو بن لحي دعاهم إلى هذه النهايات ولكنه سنّ سُنتها فتحمل وزرها، فكانت عاقبته كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (رأيت جهنم يحطم بعضها بعضا ورأيت عمرو بن لحي يجر قصبه في النار وهو أول من غيّر ملة إبراهيم وسيب السوائب وبَحَرَ البَحيرة وحمى الحَامي).
وهكذا تبدأ المِلل والأفكار وتنتهي، تبدأ بوجل وتنتهي بعقيدة ثم تعصب، وكما تكون العقائد تكون الأفكار والأخلاق، فقد كانت البشرية تتقلب من علم من الله إلى جاهلية البشر، وقد مرت البشرية بجاهليات متعددة كلما انحرفت بعث الله نبياً يُقيم اعوجاجها، كما قال تعالى في الحديث القدسي: (خلقت عبادي حنفاء فاجتالتهم الشياطين) وفي الصحيح عن أبي هريرة مرفوعاً: (كانت بنو إسرائيل تسوسهم أنبياؤهم كلما هلك نبي خلفه نبي)
هكذا تجري عجلة الانحراف وهكذا تجري عجلة التصحيح.
لا تمر تجارة البغاء إلا بمقدماته الاختلاط والسفور والخلوة، فالبغاء آخر عتبات فواحش الأخلاق بعد اللواط، وقد مرت الإنسانية بجاهلية كثيرة صغرى وكبرى، فإن جاءت جاهلية تبعتها نبوة تمحوها، ومن تلك الجاهليات ما قال تعالى فيه: {ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى} وكانت نحواً من ألف سنة وقيل هي بين نوح وإدريس، وكان من صور تبرج تلك الجاهلية مقام النساء مع الرجال كمقام الرجال مع الرجال وهو الاختلاط، قال مجاهد بن جبر -وهو إمام المفسرين من التابعين-: المرأة بين الرجال ذلك تبرج الجاهلية الأولى.
لم تعرف جزيرة العرب الاختلاط الدائم في التعليم والعمل ولا القول بجوازه منذ رسالة محمد صلى الله عليه وسلم، حتى زماننا حيث دُعي إلى تسهيل الاختلاط بعض المتفقهة فأجابوا ليكون ذلك عتبة لتشريعه ثم العمل به.
وقد بدأ وزير العمل الأستاذ (عادل فقيه) يُدير عجلة فرض الاختلاط وتقنينه في هذه البلاد، وله في ذلك مسالك وتأويلات فكرية وغير فكرية، والتأويلات الفكرية لا تنتهي دوماً إلى حقٍ، فما أُقرت في الأرض عقيدة وفكرة خاطئة إلا تحت ستار التأويل العقلي، فجرى الوزير عادل فقيه في تقنين الاختلاط متدرجاً للإيناس، ومتذرعاً بمحاربة الفقر والبطالة، ومضيقاً لسعة حلال الله إلى خطوات الحرام: {الشيطان يعدكم الفقر ويأمركم بالفحشاء}، وشجّع على ذلك تراخي كثير من المنتسبين إلى العلم عن الإنكار، حتى ظهرت منكرات الأسواق والشركات بصورة لا تعرفها هذه البلاد بعد نبيها فعملت المرأة مع الرجال في محل ومكتب واحد متعطرة وربما سافرة لساعات طوال من الليل والنهار، وربما تباهي بعض الناس في ذلك في وسائل الإعلام مجاهرة وتطبيعاً.
وما زال الوزير يطوي بساط العفّة الذي جاء الإسلام ببسطه، وكلّما طوى من العفة شبراً ظهر تحته بساط الجاهلية، وما زال يطوي بيدٍ وينشر بأُخرى، ويسير على تلك الخطوات ولا بد لتلك الخطوات من وقفة جادة توقفها رغبةً أو رهبةً بحكم الله، وهي أمانة الله التي أخذها الله على أهل العلم والأمر وميثاقه الذي أوجب عليهم الوفاء به، وأُجْمِل ما يجب قوله هنا فيما يلي:
أولاً: أن مما لا يُختلف فيه أن الله أباح عمل المرأة وتكسبها تجارة وحرفة عند حاجتها في الأحوال التي لا تُعرّضها لحرام كالاختلاط المقنن مع الرجال، وأن الله لم يدع أمراً من أمور الحلال والحرام إلا بينه، والحلال واسع والحرام ضيّق، ولا يضيق الحلال إلا في الأذهان المنشغلة بالحرام حتى يتعلّق قلبها به، لأن النفوس إذا ضاقت أذهانها بشيء ضاقت به أرضها، وقد جعل الله الحلال ما في الأرض كلها وجعل الحرام خطوات منها {يا أيها الناس كلوا مما في الأرض حلالاً طيباً ولا تتبعوا خطوات الشيطان إنه لكم عدو مبين، إنما يأمركم بالسوء والفحشاء}.
ثانياً: أن الاختلاط الدائم في التعليم والعمل مما حرمه الله، واتفق العلماء على تحريمه في المذاهب الفقهية كلها ولا يعرف القول بالتحليل إلا بعد أزمنة الاستعمار تطويعاً للشريعة لتتفق مع الحال المفروضة، ففي الصحيحين عن عقبة بن عامر قال النبي صلى الله عليه وسلم: (إياكم والدخول على النساء) وصح في البخاري عن عطاء: لم يكن -يعني النساء- يُخالطن الرجال كانت عائشة تطوف حجرة من الرجال لا تخالطهم.
وكان عمر يضرب من يراه من الرجال بين النساء، وقد بينت ذلك بأدلته وتعليلاته وأقوال الفقهاء في رسالة بعنوان: (الاختلاط .. تحرير وتقرير وتعقيب). <لتحميل الرسالة اضغط هنا>
ثالثاً: إن السكوت عما يفعله الأستاذ عادل فقيه ويُلزم به التجار على العمل المختلط شراكة في الإثم وتضييع لأعظم أمانة، والله لا يعذر الساكت العالم إذا علم أن لكلامه أثراً في تغيير الشر، فما ضلت اليهود والنصارى إلا بأن رأوا أفعال الأخطاء فسكتوا ثم أُخذ السكوت منهم تجسيراً لتنامي الشر وتشجيعاً للقائمين عليه، ولذا قال الله عنهم: {ومن الذين هادوا سماعون للكذب سماعون لقومٍ آخرين لم يأتوك يحرفون الكلم من بعد مواضعه} فجعل الله سكوتهم موجباً للذم وجعله تحريفاً بالرضا، فالصمت إقرار.
رابعاً: إن الله لم يوجب على المرأة التكسب كفايةً لها إلا أنه لم يمنعها منه، لأن القوامة على الرجل تجب عليه بلا منّة، قال الله لآدم: {فلا يخرجنكما من الجنة فتشقى} جعل الخروج لهما جميعاً وأما الشقاء فلآدم وحده، لأنه في الجنة مكفول الرزق بلا عمل، وفي الدنيا يشقى هو وحده بكسبه، ولا تشقى هيَ به.
وكثيرٌ من يقيس نسب البطالة الغربية ومعالجاتهم لها وينزلها على مجتمعات الإسلام، وذلك فساد في الأصل تبعه فساد في الفرع والنتيجة، فما بطالتهم كبطالتنا لأن قوامتهم ليست كقوامتنا.
وأما الواجب على الدولة ووزارة العمل تجاه بطالة النساء ففي ثلاثة أمور:
الأمر الأول: تعالِج التفريطَ في معنى القوامة الذي يُضيعه الرجال ويهملونه آباءً وأزواجاً وإخواناً، وتنشر الوعي فيه ومحاسبة الولي القادر المفرّط، والواقع اليوم عكس ذلك فيُرى إضعاف القوامة ودعوة النساء إلى المساواة بكسب الرزق والعمل.
الأمر الثاني: سدّ بطالة النساء بالإنفاق عليهن من المال العام بمرتبات معلومة قال تعالى: {والذين في أموالهم حق معلوم للسائل والمحروم} والمحروم هو من لا كسب له من العاطلين، قالت عائشة: المحروم المحارف الذي لا يتيسر له مكسبه.
وقوله {حق معلوم} يعني: مؤقّت دائم كالمرتبات.
الأمر الثالث: إيجاد سبل مباحة للعمل، فتعمل المرأة المحتاجة وغير المحتاجة بعيداً عن مظاهر الحرام، في متاجر خاصّة بهنّ لا يُشاركهنّ الرجال، وسبل الحلال أوسع من سبل الحرام.
خامساً: على ولاة الأمر إظهار الغيرة على المحارم، والتهديد للمنتهكين لها، كيف والولاة تُرفع إليهم نسب التحرّش والفواحش بنسب عالية من الجهات الرسمية، فقد كان هذا نهج النبي صلى الله عليه وسلم، فقد صح في مسلم وأحمد من حديث أبي سعيدٍ أن النبي قام خطيباً لما جُلد ماعز بالزنا فقال: (أوكلما انطلقنا غزاةً في سبيل الله تخلف رجلٌ في عيالنا له نبيب كنبيب التيس يمنح إحداهن الكُثبة من اللبن، والله لا أقدر على أحدٍ منهم إلا جعلته نكالاً).
هذا في قضية واحدة قام ورهّب الناس، فكيف بالفاحشة إذا اشتهرت واستفاضت وكثر داعيها.
سادساً: إن الاحتجاج على صحة الأفعال بكثرة فاعليها خطأ كمن يقول: (أكثر الناس والدول والمجتمعات تفعل وتقول) فتلك حجة منفصلة عن الحقائق لأن الحقّ يُعرف بذاته لا بفاعليه مكاناً وزماناً وكثرةً وقلةً، وهذه الحجة هي أعظم الحجج الباطلة التي يواجه فيها الناسُ الأنبياء، ولذا كثيراً ما يذكر الله أفعال الأكثرية بالذم في القرآن.
وقد يكون الحقّ في أفراد معدودين وقد جاء في الخبر الصحيح قال إبراهيم عليه السلام لزوجته: (يا سارة ليس على وجه الأرض مؤمن غيري وغيرك).
وفي الخبر الآخر عن حال النبي صلى الله عليه وسلم: (والله ما على ظهر الأرض أحد يعبد الله على هذا الدين إلا هؤلاء الثلاثة) يعني محمداً وعلياً وخديجةً.
وقد يكون في واحدٍ كما قالت أسماء بنت أبي بكرٍ: سمعت زيد بن عمرو في الجاهلية وهو مسند ظهره إلى الكعبة وهو يقول: يا معشر قريش لا والذي لا إله إلا هو ما أصبح اليوم على ظهر الأرض على دين إبراهيم غيري.
والحق يُعرف بنفسه لا بغيره.
سابعاً: كثيراً ما يُقرر بعض الناس الخطأ وتطمئن نفسه به، لأن مقصده حسن، وهذه الطمأنينة النفسية لا عبرة بها لأنها قد تعتري أشد الناس ضلالاً، والنوايا الحسنة لا تقلب الحقائق المُشاهدَة لتكون الأفعال موافقة لنية الفاعل، فقد يفعل الخير بنيّة الشر، ويفعل الشر بنية الخير، والإرادة شيء والمُراد شيء آخر، ولذا قال ابن مسعود رضي الله عنه لمبتدعةٍ أرادوا خيراً: (كم من مُريدٍ للخير لم يجده).
وقال الله قبلُ: {الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعاً}.
ثامناً: إن إنكار المنكر العام الظاهر واجب، فلا يستحكم شرٌّ في الأمة إلا بمنكرٍ وفاعلٍ له وساكت عنه.
ولذا فالواجب على العلماء والعقلاء إيقاف خطوات تقنين الاختلاط في المجتمع، فإن لله سنّة كونية أن دفع الفساد قبل نزوله أهون من رفعه إذا نزل، والمنحرف تسهل إعادته من أول الطريق وتشق من نهايته، لأنه حديث عهد بفطرة صحيحة، والواجب تدارك الفطرة قبل تبديلها.
والله هو المعين وحده، به الهداية ومنه السداد.
قيده/ عبدالعزيز الطريفي
الخميس 22-8-1433 هـ
أرقام مضللة لدخل المواطن تعصف بالطبقة الوسطى
حذر محللون اقتصاديون من اعتماد الأرقام والإحصائيات التي تظهرها الدراسات الاقتصادية لعدد من المؤسسات الدولية كالبنك والصندوق الدوليين أو حتى مراكز الأبحاث العربية، حول متوسط دخل الفرد السعوديين كمرجعية موثقة ودقيقة.
وقال المحللون وفقا لصحيفة الاقتصادية إن تلك الأرقام ''مضللة''، وغير دقيقة ولا تعكس الواقع الحقيقي للملاءة المالية للأفراد، مشيرين إلى أنها في الغالب تسعى لإقناع المسؤولين وتضر بمصلحة المواطنين.
وأبانوا أن الطبقة المتوسطة في السعودية تنكمش تدريجيا، وهو مؤشر خطير وبحاجة إلى معالجة عاجلة قبل أن تفاقم الأزمة وتصل إلى نقطة اللاعودة، كما أن تلك المؤشرات تعتمد على نسبة الناتج الإجمالي للبلد إلى عدد السكان، فتظهر نموا مطردا دون أن ينعكس ذلك على واقع دخل الأفراد.
المحلل الاقتصادي فضل البوعينين يؤكد أن المؤشرات الاقتصادية في الغالب لا تعكس الواقع، لذا من الخطأ التركيز على دخل الفرد وكأنه من المؤشرات، التي تعكس ملاءة الفرد ودخله الحقيقي؛ فزيادة دخل الفرد بحسب المؤشرات والبيانات العالمية المعلنة لا تعني أن هناك تغيرا قد طرأ على الدخل الحقيقي للأفراد في السعودية، ولكنه يعكس الصورة العامة لحجم الناتج الإجمالي والحصة التي يفترض أن يحصل عليها الفرد، وفق معادلة الدخل الافتراضية. ووصف المحلل الاقتصادي مؤشرات ''دخل الفرد'' بالمؤشرات المُضللة التي تسعى لإقناع المسؤولين وتضر بمصالح المواطنين، الذين لم يلاحظوا نموا حقيقيا في مداخيلهم باستثناء بعض الزيادات الطفيفة، التي يقابلها نمو وتضخم في الأسعار.
وعزا البوعينين ارتفاع معدل دخل الفرد في أرقام مؤسسات الأبحاث إلى ارتفاع أسعار النفط خلال النصف الأول من العام الحالي، معتقداً أن ذلك هو المتغير الأهم في المعادلة، معتبراً إياها مؤشرات تعكس ارتفاع الدخل الحكومي أكثر من كونها ارتفاعاً حقيقياً لدخل الفرد. وأضاف قائلاً: أعتقد أن الدخل الحقيقي للأفراد لم يطرأ عليه أي تغيير، كما أن الظروف المعيشية لم تتحسن برغم زيادة حجم الناتج الإجمالي، وزيادة الدخل الحكومي، بل إن غلاء المعيشة تسبب في تقليص قدرات المواطنين، وهذا أمر ينبغي التركيز عليه، بدلا من الاحتفاء ببيانات ''دخل الفرد'' المضللة، ومن هنا يجب أن نميز بين البيانات الاقتصادية المرتبطة بدخل الفرد وبين الدخل الحقيقي الذي يحصل عليه.
وأكد البوعينين أن قوة الاقتصاد يجب أن تنعكس إيجابا على معيشة المواطنين، وهذا أمر ينبغي التركيز عليه، وأضاف ''الفريق الاقتصادي برغم الوفرة المالية وتضخم الاحتياطيات النقدية لم ينجح حتى اليوم في رفع مستوى معيشة الفرد السعودي، كما ينبغي، من خلال خلق فرص وظيفية، وتنويع قطاعات الإنتاج، بل استمر في عمله التقليدي، الذي يكون أقرب إلى الإدارة المالية منه إلى التنمية الاقتصادية المستدامة التي نبحث عنها منذ الخطة الخمسية الأولى.
واعتبر المحلل الاقتصادي أن هذا أمر لا يمكن القبول به مع الميزانيات الضخمة والإرادة الحكومية لتحسين المستوى المعيشي للمواطنين، وما زلنا في حاجة ماسة إلى إدارة حقيقية للاقتصاد والإدارة الاقتصادية الناجحة هي التي تستطيع توسيع حجم دائرة الطبقة الوسطى في المجتمع، وبالتالي تقليص حجم الطبقة الفقيرة، وما يحدث لدينا الآن هو العكس. وأوضح أنه إذا ما أردنا تحليل البيانات الاقتصادية فيجب أن نحللها على أرض الواقع بعيدا عن فذلكة البيانات، التي يستغلها بعض الاقتصاديين للتأكيد على نجاحهم في عملهم، في الوقت الذي لا تعدو أن تكون تلك البيانات انعكاسا مباشرا لارتفاع أسعار النفط وحجم الصادرات.
معتبراً أن المواطنين يولون جل اهتمامهم للمسائل المتعلقة بالتضخم، والبطالة، وحجم تملك المساكن، وتنويع مصادر الدخل، وتنوع قطاعات الإنتاج من المؤشرات، التي نريد أن نركز عليها أكثر لمعرفة قوة الاقتصاد وانعكاسات الدخل المباشرة على المواطنين.
محمد العنقري محلل اقتصادي اتفق من جانبه مع كثير مما قاله البوعينين، وأضاف ''أرقام وإحصائيات دراسات متوسط الدخل للأفراد تعتمد على تقسيم الناتج المحلي على عدد السكان مشدداً على ضرورة فهم هذه الأرقام بشكل أدق كونها توضح معدلات النمو في الاقتصاد الوطني وليست بالضرورة انعكاسا للوضع الاقتصادي للأفراد''.
وأبان العنقري أن حجم الطبقة المتوسطة في المملكة يجب أن يتسع تبعا لارتفاع الناتج المحلي الإجمالي وتنامي إيرادات الدولة، في حال تم تنفيذ برامج الخطط الخمسية بشكل ناجح، ما يساهم وبشكل رئيسي في تقليص دائرة الطبقات الدنيا.
وأضاف المحلل المالي قائلاً: إن الدولة تقوم بتوزيع الدخل من خلال قطاعات التعليم والصحة وغيرها ليصل للمواطن بطريقة محددة، فعلى سبيل المثال يكلف الطالب الجامعي الدولة مائة ألف ريال سنوياً ما بين مكافآت وتشغيل الجامعات وأعضاء هيئة التدريس، إضافة إلى خدمات الرعاية الصحية واستفادة المواطن من دعم قطاع الطاقة.
وأشار العنقري إلى أن الوصول لهذه الأرقام، التي خرجت بها تلك الدراسات يجب أن يتناول إنتاجية الفرد في مجتمعه، فارتفاع إنتاجية الفرد في القطاع الخاص ينعكس وبشكل إيجابي على تحسين مستوى الدخل، ويحقق ثباتاً واستقراراً لمستواه المعيشي، فالزيادة في الراتب يجب أن تكون مقرونة بزيادة الإنتاج، وبالتالي يزيد الإنفاق، ما يسهم في تحسين دورة وعجلة الإنتاج.
من ناحيته، قال الدكتور عبد الرحمن السلطان إن متوسطات الدخل في الدول الإنتاجية في العالم لا تعد دقيقة، ولا يتم الاعتماد عليها كثيرا، فما بالك تلك الأرقام، التي تنتجها الدول الريعية كالسعودية مثلا، فمن المؤكد أنها ليست فقط غير دقيقة، بل هي مضللة.
وأضاف ''طريقة حساب متوسط دخل الفرد بالاعتماد على دخل الدولة ليس منطقيا وغير مبرر، خصوصا في الدول التي تعتمد في مداخيلها على النفط أو سلعة محددة. فالناتج الإجمالي في المملكة معظمه يأتي من النفط، وليس هو الناتج الحقيقي للفرد السعودي''. وبين السلطان أنه ليس هناك أي مبرر لقيام بعض المؤسسات الدولية لأرقام حول متوسط دخل الفرد السعودي بالاعتماد على أرقام إيرادات الدولة، مشيرا إلى أنه ولحسابه بطريقة صحيحة يجب تجنيب تلك المداخيل وتقسم الإنتاج الحقيقي على عدد السكان.
وقال السلطان إن مثل تلك الأرقام يجب أن تتم من خلال الاستطلاعات، التي تقوم بها أجهزة الإحصاء في الدولة، عبر استطلاع عينات واسعة من المجتمع على أرض الواقع، وبالمحصلة سيكون هذا أقرب للدقة، ويمكن بناء دراسات عليه أو حتى قرارات.
المصدر : الاقتصادية
محمد العنقري محلل اقتصادي اتفق من جانبه مع كثير مما قاله البوعينين، وأضاف ''أرقام وإحصائيات دراسات متوسط الدخل للأفراد تعتمد على تقسيم الناتج المحلي على عدد السكان مشدداً على ضرورة فهم هذه الأرقام بشكل أدق كونها توضح معدلات النمو في الاقتصاد الوطني وليست بالضرورة انعكاسا للوضع الاقتصادي للأفراد''.
وأبان العنقري أن حجم الطبقة المتوسطة في المملكة يجب أن يتسع تبعا لارتفاع الناتج المحلي الإجمالي وتنامي إيرادات الدولة، في حال تم تنفيذ برامج الخطط الخمسية بشكل ناجح، ما يساهم وبشكل رئيسي في تقليص دائرة الطبقات الدنيا.
وأضاف المحلل المالي قائلاً: إن الدولة تقوم بتوزيع الدخل من خلال قطاعات التعليم والصحة وغيرها ليصل للمواطن بطريقة محددة، فعلى سبيل المثال يكلف الطالب الجامعي الدولة مائة ألف ريال سنوياً ما بين مكافآت وتشغيل الجامعات وأعضاء هيئة التدريس، إضافة إلى خدمات الرعاية الصحية واستفادة المواطن من دعم قطاع الطاقة.
وأشار العنقري إلى أن الوصول لهذه الأرقام، التي خرجت بها تلك الدراسات يجب أن يتناول إنتاجية الفرد في مجتمعه، فارتفاع إنتاجية الفرد في القطاع الخاص ينعكس وبشكل إيجابي على تحسين مستوى الدخل، ويحقق ثباتاً واستقراراً لمستواه المعيشي، فالزيادة في الراتب يجب أن تكون مقرونة بزيادة الإنتاج، وبالتالي يزيد الإنفاق، ما يسهم في تحسين دورة وعجلة الإنتاج.
من ناحيته، قال الدكتور عبد الرحمن السلطان إن متوسطات الدخل في الدول الإنتاجية في العالم لا تعد دقيقة، ولا يتم الاعتماد عليها كثيرا، فما بالك تلك الأرقام، التي تنتجها الدول الريعية كالسعودية مثلا، فمن المؤكد أنها ليست فقط غير دقيقة، بل هي مضللة.
وأضاف ''طريقة حساب متوسط دخل الفرد بالاعتماد على دخل الدولة ليس منطقيا وغير مبرر، خصوصا في الدول التي تعتمد في مداخيلها على النفط أو سلعة محددة. فالناتج الإجمالي في المملكة معظمه يأتي من النفط، وليس هو الناتج الحقيقي للفرد السعودي''. وبين السلطان أنه ليس هناك أي مبرر لقيام بعض المؤسسات الدولية لأرقام حول متوسط دخل الفرد السعودي بالاعتماد على أرقام إيرادات الدولة، مشيرا إلى أنه ولحسابه بطريقة صحيحة يجب تجنيب تلك المداخيل وتقسم الإنتاج الحقيقي على عدد السكان.
وقال السلطان إن مثل تلك الأرقام يجب أن تتم من خلال الاستطلاعات، التي تقوم بها أجهزة الإحصاء في الدولة، عبر استطلاع عينات واسعة من المجتمع على أرض الواقع، وبالمحصلة سيكون هذا أقرب للدقة، ويمكن بناء دراسات عليه أو حتى قرارات.
المصدر : الاقتصادية
سعوديتان في أولمبياد لندن
قالت اللجنة الأولمبية الدولية اليوم الخميس إن السعودية وافقت على إرسال رياضيتين للمشاركة في أولمبياد لندن 2012 بعد أن كان تمثيل المملكة في هذا المحفل الرياضي مقتصر على الرجال فقط.
المصدر : رويترز
وستشارك السعوديتان وجدان علي سراج شهرخاني في منافسات الجودو لوزن فوق 78 كيلوجراما، فيما ستنافس سارة عطار في مسابقة 800 متر عدوا.
وقال جاك روج رئيس اللجنة الاولمبية الدولية في بيان "هذه أنباء ايجابية للغاية وسيسعدنا الترحيب بهاتين الرياضيتين في لندن في غضون أسابيع قليلة.. عملت اللجنة الاولمبية الدولية عن كثب مع اللجنة الاولمبية السعودية ويسعدني أن الحوار قد أثمر". ويعني هذا القرار أن كل الدول المشاركة في اولمبياد لندن ما بين 27 يوليو و12 أغسطس ستشارك برياضيين من الجنسين بعد تأكيد قطر وبروناي في وقت سابق إرسال رياضيات إلى الاولمبياد الصيفي.
المصدر : رويترز
الثلاثاء، 10 يوليو 2012
الأميرة طالبة اللجوء تتهم التويجري بالتدخل في السفارات
أكدت الأميرة السعودية، سارة بنت طلال بن عبد العزيز آل سعود، لـ«الأخبار» الأنباء التي تحدث عنها المغرد السعودي «مجتهد» منذ نهاية الشهر الماضي عن تقدمها بطلب لجوء سياسي إلى المملكة البريطانية المتحدة. وقالت سارة، في اتصال هاتفي مع «الأخبار»، إن تقدمها بالطلب جاء بعد سلسلة مضايقات تعرضت لها من أفراد في العائلة المالكة، فضلاً عن الفساد المستشري داخل أجهزة المملكة.
وأوضحت أن السفارة السعودية في العاصمة البريطانية رفضت تجديد جواز سفرها «لأسباب أجهلها»، متحدثةً عن «تصرفات سيئة تحصل داخل مراكز القرار في المملكة السعودية تسيء إلى المملكة ودورها وتاريخها». وحمّلت أسباب طلبها اللجوء السياسي إلى بريطانيا لرئيس الديوان الملكي خالد التويجري، «الذي فتح على حسابه الخاص ويتصرف بطريقة لا يعرفها الديوان ويعطي أوامره وفق حسابات خاصة به، وأصبح مايسترو في مساعدة الآخرين في التعدي على القضاء (السعودي) والتدخل في عمل سفارات المملكة».
وطالبت بردّ اعتبارها المعنوي، مشيرةً إلى أنّ «على المملكة تفسير أسباب عدم تجديد جواز سفري، رغم كل ما قدمته من أوراق ومستندات ثبوتية وقانونية». وأوضحت سارة بنت طلال أنه «في 15 أيار الماضي، أرسلت رسالة إلى الملك (السعودي) وولي عهده أشرح لهما الوضع المتأزم، وأهمية تدخلهما السريع للحدّ من الحسابات الخاصة في عمل السفارات ومؤسسات الدولة».
واستغربت سارة بنت طلال «كيف يسمح لمسؤولين كبار في المملكة السعودية استخدام المرافق الحيوية لمصالحهم الشخصية». واتهمت بعض الوجوه البارزة في المملكة بأنها «تحاول تشويه سمعتي واختلاق أسباب سياسية بعدما ارتفع صوتي مطالبة بوقف الفساد ومحاسبة المخالفين للقوانين المرعية الإجراء»، لافتةً إلى أن مسؤولين كباراً ودبلوماسيين وقضاة شرعيين في السعودية «يشوهون سمعتي وبأني مرتبطة مع إيران وحزب الله وأنفذ أجندة المعارضة السعودية والقول إنني أعمل وفق تعليمات دول وجهات ليست على علاقة طيبة مع المملكة السعودية». ونفت سارة بنت طلال بن عبد العزيز صحة هذه الاتهامات، مؤكدةً أنها «سياسية، وتهدف إلى حرف الأنظار عن أسباب مطالباتي المتكررة بوضع حد للفساد الإداري في المملكة».
وأضافت: «من حقي الدفاع عن نفسي ومواجهة الفساد الإداري في بعض مرافق الدولة»، مشيرةً إلى أن الأسباب المذكورة أعلاه وغيرها من الأسباب الأخرى «هي التي اضطرتني إلى طلب اللجوء السياسي في بريطانيا».
لكن ذلك لم يمنعها من التشديد على «ارتباط وثيق» مع عمها الملك السعودي، بقولها: «أحترمه كثيراً، كما احترم الشعب السعودي الكريم، وطلبي للجوء السياسي لا يغير من احترامي لهما».
الجدير ذكره، أن سارة بنت طلال بن عبد العزيز، خاضت معركة قضائية ضد شقيقها الأمير تركي في لبنان ومصر وسويسرا، إضافة إلى معركة قضائية ضد قاضي العائلة المالكة، أحمد العريني. وقد روى المغرد السعودي «مجتهد» على حسابه على موقع «تويتر» الكثير من التفاصيل التي دفعت سارة بنت طلال إلى طلبها اللجوء، من بينها تفاصيل ما تعرضت له منذ خروجها من المملكة في عام 2007، ومحاولة تجفيف مصادر أموالها من قبل والدها بالتعاون مع خالد التويجري، قبل أن يفشل هذا المخطط في أعقاب وفاة والدة سارة وتركها إرثاً لها. هذا الإرث كان وفقاً للتفاصيل سبباً في تفاقم الأزمة، وخصوصاً بعدما عمد قاضي العائلة أحمد العريني إلى تزوير صك يفيد بتنازلها عن نصيبها في الإرث، وهو ما أدى إلى رفع دعوى عليه في مصر ولبنان.
وبينما نجح تدخل الديوان الملكي في إقفال ملف القضية في مصر، لا تزال الدعوى منظورة أمام القضاء اللبناني. وفي السياق، كشف «مجتهد» عن تعرض القاضي المكلف القضية لمحاولة رشوة قبل أن تقود كافة المحاولات اليائسة إلى عرض شيك على بياض على سارة بنت طلال عبر محاميها «شرط سحب القضية». لكن الأخيرة رفضت. أما السبب، فلفت «مجتهد» إلى أن «سارة استفسرت عن العرض، هل هو من الملك شخصياً أم من التويجري، وتبين أنه من التويجري، فركبتها نعرة آل سعود، وقالت لو أعطاني التويجري ملياراً فلن أقبل». ولفت «مجتهد» إلى أن خبر تقديم سارة للجوء أربك الأسرة الحاكمة. ووفقاً لـ«مجتهد»، فإن «رد الفعل الأولي من جهات عليا كان بتكليف السفارة تشويه سمعتها، وقلب القصة عليها وبذل كل جهد لإقناع السلطات البريطانية برفض الطلب من أساسه».
كذلك ذكر المغرد السعودي أنه «صدر تكليف من الملك بالتحقيق مع الجهات المعنية التي قامت بتضليله، وقدمت تقديراً خاطئاً بأن تهديد سارة بطلب اللجوء غير جاد».
الاثنين، 9 يوليو 2012
اميرة تطلب اللجوء في بريطانيا
ركزت الصحيفة البريطانية"ديلي تيلغراف" في عناوينها الرئيسية على قضية طلب الأميرة السعودية سارة بنت طلال بن عبد العزيز اللجوء السياسي في المملكة المتحدة، والمخاطر المترتبة على حياتها في حال عادت إلى المملكة العربية السعودية.
المصدر : CNN
وأشارت الصحيفة إلى أن الأميرة سارة تعتبر من أجمل الأميرات في السعودية، وحفيدة مؤسس المملكة الملك عبد العزيز، وحفيدة أقوى وأقرب أبناءه طلال بن عبد العزيز.
وبينت الصحيفة أن قضية بمثل هذا الحجم صادرة عن أحد أقرب الأفراد في الترتيب الملكي السعودي سيحرج العائلة المالكة السعودية بنحو قد يؤدي إلى توترات في العلاقات الدبلوماسية مع المملكة المتحدة.
وبينت الصحيفة أن الأميرة التي تبلغ من العمر 38 عاما، تقبع حاليا في أحد فنادق الخمس نجوم في العاصمة لندن ومعها أبناءها الأربع وكلبين، وتخضع لحراسة شركة خاصة بعد التهديدات التي زعمت بها أن مسؤولون سعوديون هددوا باختطافها وإعادتها إلى المملكة.
المصدر : CNN
الاشتراك في:
الرسائل (Atom)