الخميس، 14 يونيو 2012

العلامة البراك يرد خبر جائزة رئيس الهيئة

السؤال
فضيلة الشيخ الوالد عبد الرحمن بن ناصر البراك أمد الله في عمره على الخير: يعلم صاحب الفضيلة أن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر منوط بكل مسلم، ونحن بحمد الله إذا دخلنا الأسواق لحاجاتنا ورأينا منكرا من تبرج امرأة ومعاكسة بعض الشباب للنساء ونحو ذلك فإننا نكر وننصح بالتي هي أحسن، ولكن فوجئنا بتصريح رئيس الهيئات في الصحف، ومنها جريدة الجزيرة ييوم الثلاثاء 22 رجب 1433هـ العدد (14502) حيث يقول ما نصه: "من رأى متعاونا يتدخل في عمل الهيئات فليبلغنا وله جائزة"أهـ. ومعنى ذلك أننا متى أنكرنا المنكر فقد يبلغ عنا أحد المغرضين من أصحاب المنكرات وغيرهم، وقد نسجن ونعرض للتحقيق، والسؤال:
هل تسقط عنا فريضة الإنكار مطلقا، خوفا على أنفسنا، وحماية لأعراضنا وسمعتنا، وهل يعذرنا ربنا بذلك؟
وما هي نصيحتكم للمسؤولين، ولمعالي رئيس الهيئات خصوصا، نفع الله الأمة بعلمكم، ولا حرمنا الله وجودكم.
الجواب
الحمد لله؛ الأمر كما ذكر السائل، وهو أن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر مشروع لكل أحد في الكتاب والسنة، حسب الاستطاعة، كما قال صلى الله عليه وسلم: (من رأى منكم منكرا فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه) الحديث، ولا ريب أن من الإنكار باليد ما يختص بولاة الأمر؛ كإقامة الحدود، والقبض على المجاهرين بالمنكرات، ونحو ذلك، فهذا من شأن الجهات المختصة الرسمية، وأما الإنكار باللسان فإنه لا يعرف المنع منه إلا في البلدان التي يستولي عليها ملاحدة أو علمانيون يحاربون الإسلام، وهذه البلاد ـ المملكة العربية السعودية ـ ولله الحمد ـ ولاتها يشجعون على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ولا يقولون: إن وجود الهيئة يوجب ألا يتكلم أحد بنصيحة عامة أو خاصة مع فرد أو جماعة، ولا أظن رئيس الهيئات ـ وفقه الله ـ يريد المنع مما ذكرتَ أيها الأخ، لكن الإجمال في المقال يتسبب عنه اللبس والإشكال، فلعل الرئيس يشرح ما يريد تحديدا بهذا التصريح، لكن من المؤسف أن ُيجعل المتعاونون مع الهيئة ـ ولو خطأ ـ من جنس أصحاب المخدرات الذين ترصد للمبلغين عنهم جوائز ومكافآت، فمثل هذا مجلبة لشماتة الشامتين، وسخرية الساخرين، وأخيرا أقول لك يا أخي السائل: مر بالمعروف وانه عن المنكر، ولا تخف، ولن يمسك أحد بسوء، نسأل الله للجميع التوفيق، وأن يطهر البلاد من مظاهر الفساد، ويعزها بالإسلام، فإنه مناط العز على الدوام. والله أعلم.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق