السبت، 12 مايو 2012

حصة آل الشيخ ماذا تريد ؟

الحمد لله ربّ العالمين، والعاقبة للمتقين، ولا عدوان إلا على الظالمين..
أيها الإخوة والأخوات:
   تداولت المواقع تغريدة حصة آل الشيخ التي فيها من الوقاحة، والجرأة على جناب الباري العظيم مالا يتردد عارف بالشرع في اعتباره مروقا وردةً، وكفرا بواحا عندنا من الله ورسوله فيه برهان؛ إضافةً إلى ما تحمله هذه التغريدة المشؤومة من دلالة على تشبع صاحبتها بأمراض الشبهة والشهوة، وهلاكها في حب الغناء، وتعشق قلبها المريض له.
   وتغريدتها التي تقول فيها عن صوتها المعشوق صوت محمد عبده: [ماتدري لما تباشر به أذنك هل أنت تسمع الله أم الله يطربك، أم أن الله يحير عجزك بنغم أوتار أو وتر تنغم] انتهى كلامها، ولست أدري هل سيأتي من سيتكلف لها التأويل، أو يسترحم لها ويطلب لها الحنان كما طلبه لكشغري، ممن رأى آثار طلبه في كثرة الجرأة وتزايد الزنادقة ؟! ربما
أما هي؛ فقد تأولت لنفسها، بإرادة حذف المضاف، ولكن المشكلة في قصور أفهامنا عن مواكبة عبقريتها وإدراك سر خطابها ,وبناء على تأويل الكاتبة فلا يوجد في الدنيا كفر ولا كافر، إذ كلٌ سيدعي إضمار محذوف؛ فمن سب الله صراحة سيتأول لنفسه بأنه أراد عدو الله وهلم جرا..
 وعلى هذا فسيضيع الدين وتعطل الحدود، وتهتك سدود الشريعة.
أما قرأت حصة التي لم تخجل من إعلان تعشقها وهيامها في صوت هذا الرجل سيرة الفتى الصالح والشاب الشهيد العالم الفقيه المحدث التقي الطاهر سليمان بن عبدالله بن محمد بن عبدالوهاب صاحب الكتاب الحافل تيسير العزيز الحميد، الذي ما رأت الدنيا مثله، والذي كان يقول: أنا أعرف برجال الحديث مني بأهل الدرعية على كثرة رجال الحديث، وقلة رجال الدرعية، الذي استشهد وهو ابن ثلاث وثلاثين سنة، حيث أخذه الباشا إبراهيم بعد احتلاله للدرعية، وقيده، وأمر القيان أن تعزف على رأسه، وتصوب إليه البنادق، وتثور بمقربة من رأسه، وهو رحمه الله يقرأ القرآن، ويكبر ويهلل ويتشهد ويرفع صوته لئلا يسمع أصوات المعازف، فلما رأوا ذلك منه رشقوه بالبارود حتى مات وهو يذكر الله ويقرأ القرآن، وذلك لتعشقه للعلم والقرآن وذكر الله، فختم له به؛ لم يتأول رحمه الله ويشاركهم طربهم ويتأسف لهم، ولو فعل كغيره لأطلقوه وأكرموه، أو على الأقل أسروه ورحلوه، لكنه اختار عزة المؤمن وإباء الإيمان.
ألا تعرفين هذه السير لأجدادك وأعمامك؟! ألا تتأثرين بها، ألم تعلمي أي تاريخ سجله وسطره أجدادك من البطولات والعلم والمآثر، ألا تخجلين وأنت في الرخاء والعافية والجاه والغنى تصرحين أمام العالم بعشقك للهو والغناء حتى أوقعك ذلك في الشرك والكفر، فالله المستعان.
 والكفر في كلام هذه المارقة من وجوه:
الأول: تشبيهها المخلوق بالخالق؛ ومن شبه الله بخلقه فقد كفر.
الثاني: تشبيه الخالق بالمخلوق، وكلا الأمرين نظير كفر النصارى، الذين صرح القرآن بكفرهم قال تعالى: " لقد كفر الذين قالوا إن الله هو المسيح ابن مريم".
الثالث: تشبيه كلام المخلوق بكلام الخالق، وهذا كفر ولو كان كلام المخلوق خيرا وجدا، فكيف إذا كان عبثا وغناء.
الرابع: تشبيه كلام الخالق بخلقه، وهو أيضا كفر بالإجماع، قال أبو جعفر الطحاوي عن كلام الله: (فمن سمعه فزعم أنه قول البشر، فقد كفر، وقد ذمه الله وعابه وأوعده بسقر، فلما قال الله لمن قال: "إن هذا إلا قول البشر، سأصليه سقر" علمنا أنه قول خالق البشر ولا يشبه قول البشر، من عرف هذا اعتبر، وعن مثل قول الكافرين انزجر) انتهى كلامه.
الخامس: نسبة اللهو والعبث والغناء والنغم والأوتار والإطراب إلى الله، والله تعالى يقول: " أفحسبتم أنما خلقناكم عبثا" ويقول تعالى: " وما خلقنا السموات والأرض وما بينهما لاعبين" ويقول: " وما خلقنا السماء والأرض وما بينهما باطلا ذلك ظن الذين كفروا فويل للذين كفروا من النار".
السادس: قلة الأدب مع الله.
السابع: استحلال المحرم من الدين، بل ونسبة الرضى به، والاطراب إلى الله تعالى الله.
   وهذه الوجوه يكفي واحد منها للحكم بمروق المرء، والحكم بردته؛ فكيف بها مجتمعة، فهل سينبري من يدافع أو يسترحم ويلتمس العطف لها؟! كما فعل مع من سبق؟!
    إنني على مثل يقين أنه لو علق رأس واحد من هؤلاء المجترئين على جناب الباري ورسله ورسالاته، لنام الخشب دهرا، وما تجرأ عابث أن ينطق كفرا، ولكن "ربنا الرحمن المستعان على ما تصفون"، ما تجرأ هؤلاء إلا لما وجدوا ( حتى من المشايخ) من يتميع معهم ويدافع عنهم، وحتى حيل بينهم وبين شرع الله وحكمه، وكل هؤلاء شركاء لهم في الجرم يتحملون معهم الإثم.
وإلا فما الذي ألجأهم إلى الجرأة على جناب الباري ورسله، أما وجدوا في كثير من وجوه العبث سبحا طويلا ومغنيا لهم في تغريداتهم، وهرائهم ونهيقهم، لكنه الإصرار على المكر الكبار، وتحدي مشاعر أمة المليار.
وكل يغرد في ذا الزمان--- وحتى البويمة والأبغث
نهيقا يسمون تغريدة--- كذلك يستعذب الأخبث
وبعد:
   فهذه التغريدة ليست أولى ورطات هذه الأفعى المحشو نابها بالسم الزعاف، والموغلة في الانحراف، ولدي من غثائها، وكفرها، وضلالها ملف كبير، كنت أتمهل في الكتابة عنها، عسى ولعل، ونظرا لمقام جدّها المجدد محمد بن عبدالوهاب الذي ما رعته حق رعايته، وفي هذا الملف والمقالات يجد القارئ أنها كل عام تكفر مرة أو مرتين، ثم لا ترعوي ولا تزدجر.
    أما العنوان فأردته معبرا لشناعة المروق وفضاعة التمرد وقبح الانقلاب، من الخلوف على ما كان عليه أسلافهم، من منهج الرشد والسداد ممن أنعم الله عليهم واجتباهم وهداهم إلى صراط مستقيم، فخلف من بعدهم خلف بدلوا نعمة الله كفرا، وأحلوا قومهم دار البوار، خلفٌ لا زالوا يتفيؤون ظلال دعوة أجدادهم الوارفة، وينعمون بخيرها، ويرتعون في فضلها، ولا زالت سحائبها تنطف في أفواهم سمنا وعسلا، ولازالت أناملها الحانية تلقهم صغارا، حتى كبرت أسنانهم، ونبتت أسنانهم، فعضوا هذه الأنامل، وانكروا تلك الفضائل..
فواسفا لمن ربيت طفلا--- ألقمه بأطراف البنان
أعلمه الرماية كل يوم--- فلما اشتد ساعده رماني
وكم علمته نظم القوافي--- فلما قال قافية هجاني.
وربيته حتى إذا ما تركته--- أخا القوم واستغنى عن المسح شاربه
تغمط حقي ظالما ولوى يدي--- لوى يده الله الذي هو غالبه
   كل ما مضى من التدليل ومسح الأشناب ينطبق بجلاء على الكاتبة وغيرها، ممن عض لما صار ذا ناب , وما أكثر ذئاب الغاب .
    لقد أسرفت هذه الكاتبة على نفسها، وسودت الصحيفات بسواد القبيحات، وأجّرت قلمها للشيطان، وجانبت طريق أهل الإيمان، وإذا كنا نتألم حسرة على عموم المسلمين من شباب وشابات من مرضى الشبهة وضحايا الشهوة، فآلامنا على ذراري أئمتنا أكبر وأكثر؛ فلهذا الإمام المجدد يد سلفت ودين مستحق على كل مسلم ومسلمة في هذه البلاد وغيرها ممن تناولها طيف دعوته المباركة، إلى منهج السلف الصالح، وهو ما كان عليه الرسل وخاتمهم محمد-صلى الله عليه وسلم- وأصحابه -رضي الله عنهم-، ودعوة الشيخ دعوة تصحيحية تجديدية توحيدية منهجية أخلاقية، فلقد جاهد إمامنا رحمه الله مع الأمير المجاهد محمد بن سعود، وحارب مظاهر الشرك، وطهر نجدا والجزيرة منها، عبر كتبه ورسائله وفتاويه، وجهاده وقتاله؛ فهدم القباب، وأزال البدع ، وصحح العقيدة، وحارب الشرك والخرافة، وعبادة غير الله، والتحاكم إلى القوانين الدولية (العثمانية) والقبلية (الأسلاف والأعراف) الجاهلية ، وجاهد حتى كان الدين والحكم كله لله، وهذب الأخلاق، وطهر المجتمع من التفلت الأخلاقي؛ فرجم الزناة، ونشر الحشمة، وقطع السارق، ونصر العدل، وأمنت السبل، ونشر العلم، وحارب الجهل، وأمر بالمعروف، ونهى عن المنكر، وجبى الزكاة، وأداها إلى أهلها، ورد الناس إلى ما كان عليه السلف الصالح في منهج التلقي والاستدلال، وفضائل هذا الإمام ومناقبه أكثر أن تحصر، وأشهر أن تذكر، وسيرته وسيرة إمامه وأميره المجاهد محمد بن سعود وأحفادهما في الدولة الأولى عقد في لبة التاريخ، وتاج على ناصية الزمان، وقلادة على ترائب الدنيا، تميس بها فخرا وتختال بها تيها..
حلف الزمان ليأتين بمثله--- حنثت يمينك يا زمان فكفر
    وصدق من قال: لم تعرف أمة الإسلام أئمة وولاة في الجهاد والعلم والتقوى والزهد والدعوة بعد عمر بن عبدالعزيز، كمثل محمد بن سعود وابنه عبد العزيز وحفيده سعود- إلا ما شاء الله-، فلله درهم من قادة وأئمة، ولله درها من دعوة:
نجدية غير فخرٍ إنما شرفت--- نجد بدعوة توحيد هي الثمن
أئمة الدين قد أرسوا دعائمها--- آل السعود وآل الشيخ ما وهنوا
محمدان إماما الحق وجههما--- الأحمدان وكل وجهه السنن
رحمهم الله ورفع مقامهم، وسقى أزمانهم، وأعاد أيامهم..
أيامَ كانت بحرب الشرك خافقةً--- راياتها يا سقى أزمانها المطرُ
   فغيرت الخلوف وبدلت، وتمنى بعضها لو يستطيع أن يفسخ جلده لفسخ، وأن ينسلخ عن ماضيه لانسلخ، ونسي او تناسى أن مابه من نعمة فمن الله ثم من جهاد أجداده ودعوة آبائه، ورثوها لهم علما وعملا، فما رعوها حق رعايتها.
    تنكر أولئك لأهلهم وتاريخهم ودعوتهم، وأصبحوا لها أول المعاندين، وبليت الدعوة بهم قبل أعدائها الكاشحين، وصدق الرسول الكريم-صلى الله عليه وسلم- في قوله: "لن يستحل البيت إلا أهله".
   نعم ما غزا الكعبة وهدمها يهود ولا نصارى، ولا فرنجة ولا ترك، ولا تتر، ما غزاها واستحل الحرم وأباح الدم إلا أهلها؛  مسلما كان أو منتسبا كالحجاج والجنابي، وأصحاب الفتنة الأخيرة.
   ولا استحل العقيدة إلا أهلها، فما بليت الدعوة السلفية والعقيدة الإسلامية، بمثل أبنائها وبناتها العققة المرقة المردة الفسدة، أذناب العدو، وأدلاء المستعمر..
ويلي على الإسلام من أبنائه---ويل الذي لبلائه مقهور
ماكان من دنلوب بل من قاسم --- هتك الحجاب وأعلن التحرير
وتأمل عبر التاريخ..كم من أبناء العلماء وأحفادهم من تنكر لدعوتهم، وانقلب عليها خصما مبينا، لا يفعل الأعداء الكاشحون ما فعل.
   هذه مقدمة لابد منها، والآن حان الشروع في صلب الموضوع؛ فأقول وإلى الله الرجوع:
     حصة آل الشيخ علينا مصيبة، وما هي للحق مصيبة، وعلى القلوب نازلة، وما هي على الرحب نازلة، وعقرب وأفعى بين رياشنا وفراشنا تسعى، لست أدري مالذي على أهلها أحنقها، حتى بحقدها أشرقها، فكرّت كالعقربان وراغت كالثعلبان، وجاءت في جيوش بني علمان
رأيت بني علمان كرت جيوشها--- ككرة جيش للجعول إذا ألوى
شوائل تشوال العقارب شولها--- هوادي هدي الثعلبان إذا أغوى
    رعف قلمها سوادا كسواد قلبها على الأسلاف، بما لا تشك أنه خرج من مشكاة طوى وإيلاف.
   والآن أيها القارئ الكريم أستميحك العذر على نبث العفن، ونبش النتن، فحضر لثامك، وهيئ قفازك، وخذ بيدك عودا فاضرب به ولا تحنث..
حضر قناعك ههنا لبرالي--- حذرا من التلويث والإسهالِ
    لقد نظرت  نظرة في جملة من مقالات الكاتبة نشرت في عدة صحف داخلية وخارجية، فوجدت فيها من الجراءة والبذاءة، والصراحة والوقاحة، والردة البواحة، مالا يصدقه أحد، أن يكتب في صحف بلاد التوحيد ودولة الإسلام، بقلم حفيدة مجدد الدعوة وإمامها، ووجدت السكوت عن هذا المنكر إحدى الكبر، ورأيت أنه لا بد من البيان براءة ونصحا للبشر، خاصة وأن المنكر قد ظهر، وشرق وغرب في صحف سيارة تجوب الدنيا بلمح البصر.
ومن خلال مقالات الكاتبة لا يجد القارئ عناء في تحديد معالم فكرها بما يلي:
الأول: تقديس العقل وتقديمه، والاحتكام إليه تأثرا بمذهب المعتزلة، شعرت أو لم تشعر، والاعتزال اليوم برزت لها اتجاهات فكرية ودوائر علمية، وأحزاب دعوية، ونشرات دورية) ولكنه لا ينفصل عن قاعدته، ولا ينبت عن أئمته.
الثاني: تقديم أقوال البشر على قول الله ورسوله، حتى الكفرة منهم؛ كفلاسفة الشرق والغرب.
الثالث: إهدار النص والجرأة على هيبته، وتكذيبه، والطعن في رواته، ولو كان في الصحيحين أو أحدهما (جريا على أصول الاعتزال)
الرابع: الجرأة على الأحكام الشرعية بالهمز واللمز والغمز والرمز، والنص والإيماء والهزء والسخرية، بأقبح الأوصاف وأسوأ الألفاظ.
الخامس: القول بمذهب القرآنيين الذين لايرون السنة شيئا أمام القرآن، خاصة عند توهم التعارض أو زعمه .
السادس: النزعة النهضوية، والإشادة بأهلها، والعكوف على قنواتها، وتقديس شيوخها.
السابع: قلة الأدب مع الله ورسوله وسنته المطهرة وعلماء السلف حتى الصحابة ما سلموا من لمزها.
الثامن: الحنق الشديد، والحقد الأسود، والتشفي والانتقام من بلدها ومذهبها وعلمائها.
  وإليك نتفا يسيرة من غثاء بلائها، وكلها موثقة منشورة في صحف داخلية وخارجية، وأؤكد أنها نتف يسيرة من نظرة سريعة في بعض مقالاتها.
نظرتها إلى العقائد والإيمانيات:
    تقدس حصة منطق المناطقة ونظرة الفلاسفة، وأصول المعتزلة، في مسألة الإيمانيات حيث:
1- تدعو إلى الأخذ بمبدأ ( الشك قبل اليقين) الرياض 21-12-1431هـ
2- تهيم في تقديس العقل إلى درجة تقديمه والحكم به على النص مطلقا، ومعلوم أن من أصول المعتزلة التحسين والتقبيح العقلي، فتقول: [مادام عقلي مقتنعا بالاختلاط لا يهمني شيئ آخر] الرياض 21-12-1431هـ وطبعا ما الشيء الآخر إلا النص من كتاب وسنة وفتاوي أهل العلم.
وتقول: ونحن في زمن سيادة العقل. الوطن 9-10-2010
وتقول: [ لأجل قداسة العقل لابد من التفكير]
3- بل إنها وفي معرض إنكارها لحديث البخاري ومسلم عن" أكثر أهل النار" تحتج على إنكار الحديث بالعقل، وأقوال فلاسفة العرب والغرب، حيث نقلت قول الفيلسوف الكندي: العقل جوهر بسيط مدرك للأشياء بحقائقها، وحقيقة خلق المرأة والرجل من نفس واحدة ومساواتهما في التكاليف والحساب والجزاء يجعلنا نؤمن بان شرط التكليف العقل، ولا يمكن لإله خلق الكامل والناقص أن يجعل تكاليفهما واحدة وحسابهما واحدا.. لأن العقل مقدم على الدين باشتراطه له. الرياض 7-12-1432هـ
وتحتج بقول جون لوك : ليس في العقل شيء جديد إلا وقد سبق وجوده في الحس أولا. فهل حس العاقل يطمئن لاختلاف المرأة والرجل على أساس الفهم والإدراك، أم بالانتقاص المنسوب لجنس المرأة والكمال المنسوب لشريكها.
وبقول: برتراند راسل: إن الفلسفة توسع عقولنا وتحررها من عقال العرف والتقاليد، أصحاب العقول التي لا تسمح للسائد أن يسود تفكيرها فيمنحها الاطمئنان للتلقين التقليدي هم الموصوفون بأهل الألباب في القرآن ولا شك أنهم فلاسفة البحث عن الحق.
4- تعارض كثيرا بين العدل والشرع، وتدندن حول هذا المعنى كثيرا، ومن أصول المعتزلة الخمسة: العدل، وتقول: [ ليس من العدل تكليفه -تقصد الناقص أي المرأة- كالتام عقلا الناقص دينا بإرادته] الرياض 7-12-143
5- تعارض بين المشيئة والتكليف الشرعي، وتزعم أن للإنسان مطلق الحرية ، كما هو مفهوم من كلامها واستدلالها بقوله تعالى: "فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر" استدلت به على الحرية والتخيير، ومعلوم أن الآية للتهديد، ولهذا ختمت بقوله تعالى: "إنا أعتدنا للظالمين نارا أحاط بهم سرادقها"، وهذا عينه تفسير المعتزلة القدرية. الرياض 21-12-1431هـ
6- وتشيد باللبرالية وأهلها، وتقول إنها لا تتنكر للإسلام وترفضه. الرياض 21-12-1431هـ
نظرتها إلى التعدد:
تشترك الكاتبة مع الفاسقة المتمردة المتنمرة المارقة المأزومة المهزومة نادين البدير في وصف هذا الحكم القرآني بأنه خيانة - تعالى الله وكتابه عما تقولان علوا كبيرا-
والتعدد حكم ثابت بنص القرآن الكريم؛ قال تعالى: "فانكحوا ما طاب لكم من النساء مثنى وثلاث ورباع فإن خفتم ألا تعدلوا فواحدة أو ما ملكت أيمانكم ذلك أدنى ألا تعولوا"، وذلك لعلم الشارع الذي خلق فسوى وقدر فهدى " ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير" بحاجة البشرية إليه، لمصالح عائدة إلى الزوج والزوجة والمجتمع، ليس هذا مكان شرحها، ولكن بشرط أمن الجور؛ فإن خيف الجور مجرد خوف  من الزوج على الأولى أو الأخرى تعينت الواحدة وحرم التعدد.
والأحكام المعلومة من الدين بالضرورة إنكارها مع العلم ردة صريحة وناقض للإسلام؛ فكيف إذا انضاف إلى الإنكار الاتهام بتشريع الخيانة والتهكم والسخرية بهذا الحكم سخرية لاذعة.
والآن تعالوا بنا إلى رأي الكاتبة في التعدد، تقول في مقال لها نشرته بعنوان: [نادين واستفزاز عرش الذكورة] تشير إلى مقال نادين المنشور بعنوان [ سلطانة وأربعة أزواج]
وللعلم فهذا المقال رد من حصة، لا على عالم ولا كاتب إسلامي، ولكن على كاتب لبرالي جلد هو فؤاد الهاشم.
ومقال نادين بدير فيه من الإفك، والبهتان، والتمرد، والوقاحة، والبجاحة، والخسة، وقلة الأدب، والسخرية بالشريعة، واتهامها بأقبح الاتهامات، مالا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر، حتى إنه استنفر كل من لديه نتفة من حس وشعور بغيرة أو رجولة وكرامة، فضلا عن دين وإيمان، بدليل أن من اللبراليين من قال للكاتبة: قفي ليس التمرد إلى هذا الحد، شعورا منهم أن ناقصات العقل والدين إذا جندوهن لن يقفن عند حد يقف عنده فحولهم، ولهذا جاء مقال حصة تأييدا ودفاعا مستميتا عن نادين بدير في وجه من هاجمها وشنع عليها ضلالها وكفرها ومنهم هذا اللبرالي فؤاد الهاشم.
ويا لله كم نشعر بالخزي والمهانة لما رأينا الصحف الخليجية تكتب بالخط العريض: الكاتبة السعودية حصة آل الشيخ تنضم لنادين بدير في المطالبة بتعدد الأزواج.. يا حسرتا على العباد واحزناه ياحفيدة المجدد..
وحتى لا تظنوا في كلامي شيئا من المبالغة اطلبوا مقال نادين بدير بعنوانه السالف، واقرأوه.
 قالت الكاتبة حصة:
لا أستغرب أبدا انطلاقة أتون صيحات وهجمات الاستنكار كما ذكرت الزميلة نادين بدير الإعلامية السعودية إلى حد قرار حرمانها من الجنة، وإدراج مقالها ضمن أشراط الساعة ..
ثم كالت ألفاظ المدح والثناء وألقاب الإطراء على صويحبتها ومقالها كيل الجزاف إلى حد الإسراف؛ فقالت: [نادين عبرت عن إيمانها بأحادية العلاقة، كونها تناسب العصر وتناسب شيئا لم يمر به كثيرون اسمه الحب، فهل أجرمت]  إي والله وأي إجرام.
[مقال نادين منطقي، ناقش العقل بأسلوب أدبي رفيع، وبطريقة حوارية راقية تضع الأمور في نصابها وتسمي الأمور والمشاعر وبمسمياتها].
إذن مقال نادين عند حصة عبرت به عن إيمانها المنطقي الذي ناقشت  به العقل بأسلوب أدبي رفيع وبطريقة حوارية راقية، فتعالوا يارعاكم الله وحماكم ولا عناكم الله لمكروه، وانظروا في هذا المقال الذي وصفته بما تقدم؛ وهذه مقتطفات منه، قالت نادين:
[فتشت كثيرا عن حكمة اقتران الرجل بعدد من النساء، حكمة أن ينام مع واحدة، أن يأكل عند أخرى، أن يعود لينام مع ثالثة؛ لكني لم أجد الإجابة]
التعليق: اتهام الشريعة بالعبث وعدم الحكمة.
ثم قالت: [وهل تبيح السماء أن يبكي الإنسان.. أن تحرق قلوب السماء .. إن السماء عادلة]
التعليق: السماء لا تبيح ولا تعدل، وهذه مصطلحات الغرب والشرق الدهريين الناسبين فعل الأشياء للطبيعة.
ثم قالت: [ كيف تصمت المرأة وترى في ذلك الصمت مددا للقوة والطاقة، هل توهم نفسها بأن هناك يوما سيأتي ليعتذر لها هذا الخائن ليكفر عن خطئه، ليطلب صفحها لتنتقم منه]
التعليق: وصف الحكم الشرعي بالخيانة، وفاعله خائن وخطيئته توجب الاعتذار.
وقالت: [ وجاءت فضيحة الرئيس السابق بل كلينتون مع مونيكا لوينكسي لتزيد حيرتي لأمرين أولهما أن كشفت تلك القضية بحجم الفارق الإنساني بيننا وبين الغرب، فتصفيق شرعنا لخيانة رجاله ومباهاته بعدد الزوجات والعشيقات في المجتمع كرمز لفحولة أبنائه وعطائهم يقابله محاولة الغرب عزل المتزوج حين فضح أمر خيانته..]
التعليق: تعبر عن نفسية مهزومة مأزومة بعشق الغرب وأخلاقه، ووصف حكم الله بالخيانة والتسوية بين الزوجات والعشيقات في الخيانة.
ثم تقول: [ أمنيتي أن تفوز (أي هيلاري كلينتون برئاسة أمريكا) لتأتي وتتولى حكم عربنا الذين يرفضون ولاية المرأة]
التعليق: من يحكم أمريكا يحكم عربنا حتى ولو كانت امرأة، وهذا تلويح بأن قرارات أوضاعنا الداخلية تتخذ من البيت الأبيض، الآن تجاوزت إلى الحكومة ذاتها والملك نفسه.
وكل هذا عند حصة عقلاني ومنطقي تعبير عن إيمان.
 وتذكرنا بمقولة ساداتهم ( اشنقوا آخر ملك بأمعاء آخر قسيس)
ثم قالت: [ إذا تخلت المرأة عن كل شيء لأجل خيانة رجل، والخيانة هنا الزواج المتعدد الذي هو برأيي أقسى أنواع التمييز ضد المرأة]
التعليق: لا تعليق؛ إلا أن وصف الزواج الشرعي بالخيانة وأقسى أنواع التمييز ضد المرأة منطقي وحوار راق عند حصة.
تقول: [ لماذا قبلت نساء الحريم بذلك المنطق المنحط، وبتلك الإهانة البطريريكية]
التعليق: تعني حريم السلطان العثماني؛ فالتعدد منحط وإهانة بطريركية، لكن انحطاط نادين راق عند حصة.
قالت: [صرت أحلم بحياة أكثر عدالة يوم أكون أنا أيضا سلطانة، ويحيط بي عشرات العبيد والأزواج، ذلك يرقص، وآخر يصفق، وثالث يتمنى نظرة مني.]
ياللوقاحة وياللخسة ياللانحطاط..
عفوا ياحصة نسيت أنه حوار راقٍ وعقلاني، وتعبير عن إيمان إي والله إيمان  عندها بأن الشريعة جائرة لا عادلة، وأنها تحلم بحياة أكثر عدالة، " قل بئسما يأمركم به إيمانكم إن كنتم مؤمنين"
   ثم قالت في محاورة مع مدرستها: [ كثيرا ما جاءتني انتقادات ذكورية حادة؛ لأني أطالب بإلغاء تعدد الزوجات، وانتقادات أكثر حدة، كلما تساءلت عن أسباب منع النساء من التعدد، أذكر مدرسة الفقه التي وقفت تنظر لي كالخارجة عن الدين، وأنا أسأل عن التعدد للمرة الأولى في حياتي:
- إذا كان التعدد له تلك المحاسن التي ذكرتيها، فلماذا لا يسمح لي بالتعدد حين كبرت، ولم أجد إجابة مقنعة لحرماني من هذا الدلال ...
- اسمحوا لي بالتعدد إذا كنتم تستمتعون به حقا
- من العهر أن تصرحي بذلك، وكأنك تصرحين برغبتك في النوم مع رجال عدة.
- ولماذا لا يخجل الرجل من التصريح بتلك الرغبة.
- المرأة لا تملك القدرة على الجمع من الناحية البيولوجية والفسيولوجية.
- من قال بدليل المرأة التي تخون زوجها، وبائعة الهوى كلهن يمارسن الجنس عشرات المرات مع عشرات الرجال.
- ماذا عن نسب الأبناء؟!!
- يحدده حمض DNA 
- هل سنقوم بتحليل حمض كل مولود يأتي إلى الدنيا؟!!
-       ربما من المفيد أن نقوم بتحليل الحمض النووي لجميع مواليد شرقنا العربي، إذا رغبتم الاستمرار بالظلم، فليطبق على الجميع.]
التعليق: هذه صورة جلية للحوار المنطقي الراقي الإيماني عند حصة.
وفي هذا الحوار من الوقاحة، ومحادة الله ورسوله، ومعارضة الشرع، والسخرية والتهكم بالقرآن والسنة ما لاينكر.
وفي هذا الحوار ( الراقي عند حصة) اتهام صريح لله ولرسوله بالظلم في قولها: [ إذا أردتم الاستمرار بالظلم فليطبق على الجميع]
وفي هذا الحوار اتهام مبطن وقذف خسيس لكن يابنات بلدي، بل بلاد الشرق العربي كله بالخيانة، وأن أولادكن غير شرعيين، وأنه يشترك في إنجابهم أكثر من أب؛ هل تفهمن غير هذا من قول نادين ( المنطقي عند حصة): [ ربما من المفيد] إلخ.
ثم قالت: [قلت أخيرا لمحدثي لماذا أنت غاضب؟ هل تشعر بالألم لمرارة الخيانة؟ هل أحسست الآن بما تمر به ملايين النساء باسم الدين وباسم الجيش الإسلامي الذي يعتبر زيادة عدد أحد واجبات النساء المقدسة]
التعليق: اتهام بالخيانة مرة أخرى، واستخفاف مبطن بقوله صلى الله عليه وسلم: " تزوجوا الودود الولود"
وقالت: [لست أجد سببا يمنع الناشطات في الخليج من إعلان رفضهن للتعدد، لقد تم منع تعدد الزوجات في تونس، والنتيجة هي نقصان نسب الطلاق، القاعدة الإنسانية تقول رجل واحد لكل امرأة وامرأة واحدة لكل رجل، الإنسانية تقول إن التعدد مرتبط بالطلاق. التعدد يعني زيادة أعداد الإخوة الأعداء، التعدد يعني زيادة نسبة الكره بين السيدات، هكذا نمت زراعة بذور الحقد والكراهية بدلا من بذور المحبة بين أفراد المجتمع]
التعليق: سبحانك هذا بهتان وكفر عظيم، وإن كان منطقيا عند حصة..
أي كفر أعظم من اتهام الله ورسوله وشريعته ببذر بذور الكراهية والعداء
أي كفر أعظم من معارضة الشرع بالإنسانية..
أي كفر أكبر من دعوة الناشطات إلى التمرد على الله وشرعه..
أي ضلال أضل من تفضيل قانون تونس الوضعي على شريعة محمد صلى الله عليه وسلم "ألم تر إلى الذين أوتوا نصيبا من الكتاب يؤمنون بالجبت والطاغوت ويقولون للذين كفروا هؤلاء أهدى من الذين آمنوا سبيلا أولئك الذين لعنهم الله ومن يلعن الله فلن تجد له نصيرا"
أهذا الإيمان والمنطق والحوار الراقي يا حصة؟!!
ألم تعلمي أن أهل العلم أجمعوا -ومنهم جدكِ- على أن هذا ناقض صريح للإسلام، وقد عده جدكِ من نواقض الإسلام العشرة في رسالته .
والآن أخي القارئ الكريم وقد وقفت على ما في مقال نادين ( المنطقي الراقي) على حد وصف حصة، فتعال معي إلى مقال حصة في تقريظ ذلك المقال وتمجيده، ووالذي فلق الحبة وبرأ النسمة - وأنت معي أيها القارئ الكريم- ما كنت أحسب أحدا مهما أوغل في التمرد والقحة أن يضم صوته إلى ذلك الفحيح المنكر، أو يحشر نفسه معه في ذلك المضيق العفن، وإن كان خطر ببالي، فما كنت إخاله رجلا، فضلا عن امرأة، فضلا عن واحدة من أحفاد إمام أعظم دعوة إصلاحية عرفتها القرون المعاصرة، ولكن:
وكان ما كان مما كنت أحذره --- فظن شرا ولا تسأل عن الخبر
ويلك ياحصة بلغت بك الجرأة ان تدافعي عن هذه الغصة..
أتجادليننا في كفر،  لوثت به الصفحات ما أنزل الله به من سلطان، أتظنيننا بسذاجة الدجاجة حين قلت: كل من انتقد نادين في مقالتها سلطانة وأربعة أزواج أخرج متعمدا غاشما حديثها عن معناه وفرغه محتواه.
وهل بعد هذه الصراحة من صراحة؟ وهل فوق هذه الوقاحة من وقاحة؟!!
"ويلكم لا تفتروا على الله كذبا فيسحتكم بعذاب وقد خاب من افترى"
وانظر يارعاك المولى إلى قبيح الاستهتار وبجاحة الجهار في قول حصة: [لا أستنكر ما اتهمها به فئة من المتشددين والصحونجية فهذا ديدنهم على كل امرأة تتجرأ على هز عروش أملاكهم للتشكيك في أحقيتها وشرعيتها المقدسة العابثة ]
أقول: ليست جرأة على عرش الرجال، بل على عرش ذي الجلال، نعم هو الشرع المقدس، ومن وصفه بالعبث فقد قال كلمة الكفر وكفر بعد إسلامه.
ثم قالت حصة: [ فقد حركت - أي نادين- الجانب الشعوري الذي ظل قيد الكتمان واستمر السكوت عليه علامة لإيمان موهوم يفرق بين القيم والشعور ويقيم حواجز سدية متكلسة لمجابهة المساواة والعدالة ليؤسس مكانها للظلم والتعدي والقهر]
قلت: ليس الحديث سوى عن إباحة التعدد وإلا فما الظلم والقهر والتعدي الذي سمت التمرد عليه بالمساواة والعدالة.
هذا ما يفهمه البليد من هذا القول، فإن فهمتم غير هذا فأنبؤني، فيارب لا تؤاخذنا بما يقوله السفهاء.
وقمة السلاطة على سلطان الله ، والتمرد على شرعه والاستهزاء بوحيه، والوقاحة التي تشعر معها بالخزي والخجل لما وصلت إليه بعض بنات بلدنا وجلدتنا:
قولها: [قبل نادين بنصف قرن رأت شاعرة شعبية بسيطة زوجها يقبل زوجته الثانية، فأنشدت تعليقا على ما رأت:
لو أن ربي عمل معروف --- وخلاّ المرة تاخذ اثنيني
لا حب هذا وهذا يشوف--- عسى يجرب سهر عيني]
إذن موقف حصة من شرع التعدد الثابت قرآنا وسنة وإجماعا،هو موقف صويحبتها نادين في مقالها والذي قالت عنه حصة بالحرف الواحد: [مقال نادين منطقي ناقش العقل بأسلوب أدبي رفيع وبطريقة حوارية تضع الأمور في نصابها وسمى الأمور والمشاعر بمسمياتها] الوطن ٢٠١٠/١/٢
 ، فاللهم غفرانك ربنا وإليك المصير.
نظرتها إلى الحجاب والقرار:
حددها مقالها في الوطن 26-11-1430هـ، قالت:
[ الهاجس في تلك الخطابات هو هاجس تغطية المرأة شعرها، تغطية العقل بحجبه عن آفاق المعرفة الحرة، وحجب وجودها الاجتماعي ثانيا، بحبسها داخل أسوار البيت، والأهم من ذلك حجب وجودها الفيزيقي بالحجاب الذي يعد تجسيدا رمزيا لكل معاني التغطية.]
إذن الحجاب الشرعي عند حصة: هو تغطية العقل وحبسه عن آفاق المعرفة الحرة، وحجب وجود المرأة الاجتماعي، وحجب وجودها الفيزيقي، وكل معاني التغطية.
ثم تقول مستهترة: [ حجاب المرأة ذي الخصوصية السعودية غطاء الوجه]
عفوا يا حصة إنها ليست السعودية، ولكنها السعادة الإيمانية التي ما شعرتِ بها.
وإنما تنثرين غثاءك وتتقيئين هراءك تحت وطأة حياة الضنك " ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا" إنها نصوص الشريعة من قرآن: " وليضربن بخمرهن"، وسنة: "فخمرت وجهي" ، و " متلفعات بمروطهن" ..إنها القيم التي جاء بها رسول الله- صلى الله عليه وسلم- ليخلص النساء من عهر الجاهلية ودنسها، ثم أحياها المجددون ومنهم جدّكِ محمد بن عبدالوهاب وأبناؤه وتلامذتهم، فأي تمرد فوق هذا التمرد وهم عينهم من عنيت بقولك: [ فقهاء السلف اختاروا موقفا متشددا من المرأة كونهم يمثلون أكثر المدارس الفقهية تأثرا بالتقاليد العربية التي هونت من شأن المرأة]
أجل ياحصة وماذا في التقاليد العربية الشريفة التي أقرها الدين، وصانت المرأة واعتبرتها شيئا مقدسا لا تتناوله كل يد، ولا يبتذله كل أحد، قال قائلهم:
أصون عرضي بمالي لا أدنسه --- لا بارك الله بعد العرض بالمال
أم أن التقاليد الأروع هي تقاليد الغرب الذي سبى عقلك وأعشى ناظرك ففهت بما فاهت به صويحبتك من تقديس الغرب وتمجيده، والوقوف بخشوع وإجلال أمام العلج الكافر، وهو يطوي ذراعه على خصر امرأته يتسكعان، ويسيحان، ويتهامسان، تعتبران هذه الصورة أروع صورة في الوفاء وعشرة العمر، وتعزفان عليها مقطوعة خاشعة باكية من التأمل والإعجاب، ونسيتما أو تناسيتما صولات هذا العلج وجولاته ومغامرة صاحبته مع الأخدان والخدينات ( البوي والجيرل فرند) عشرات بل مئات المرات قبل الزواج والخيانات بعده، ولكن كيف آسى على مهزومتين مأزومتين هالكتين في حب الغرب وأخلاقه.
يقضى على المرء في أيام محنته--- حتى يرى حسنا ما ليس بالحسن
ياحصة: إنها النقاء الفطري، والمنهج السلفي، ولكن العين الرمداء يبهرها النور وتستنكره.
أصبحتِ مثل سحا الظلام أنيسها--- ليل الدجى ويروعهن النور


نظرتها إلى السلف الصالح:
      نظرة تنم عن نفسية عليلة، محشوة بالحقد، محشورة بالبغضاء، ممزوجة بالازدراء والسخرية والتهكم؛ حيث تقول في صحيفة الوطن: بتاريخ 26-1-1430هـ: [فقهاء السلف اختاروا موقفا متشددا من المرأة، كونهم يمثلون أكثر المدارس تأثرا بالتقاليد العربية التي هونت من شأن المرأة.].
وقالت عن ابن القيم رحمه الله في تعليقها على كلامه في ذكر نعيم أهل الجنة: [كيف تكون المرأة فتنة وغواية وشرها الجنسي مستفحل ويستقيم لها هذا الحكم] تعني التمتع بها في الجنة ، ثم تقول معلقة: [ إنه وربي لمكر عظيم]
وتقول : [ وبالطبع امتداد سيل الشهوات سيتصل من الدنيا إلى الآخرة، فبكتب ابن القيم أحاديث تروج عن نكاح الرجل للنساء بشهوة لا تنقطع، وبقوة مئة رجل، ويصل كل واحد منهم في اليوم لمئة عذراء، إلى آخر هذه الأقوال التي رسخت مفهوم وظيفة المرأة كمنظم وصمام أمان لتوترات وشهوات الرجل الجنسية، وهاهم وعاظ اليوم يجاهرون فيصفون في محاضراتهم ما يحصل في الجنة بهوسٍ جنسي فاضح تخجل الروايات الإباحية أن تذكر أقله] الوطن 12-11-1430هـ
ما شاء الله على هذا الحياء وخجل العذراء في خدرها.. نسينا ما كلينا يا حصة.. نسينا مقالك أنت ونادين البدير في المطالبة بأربعة أزواج، ماذا أبقيتما هناك من الفضيحة والإباحية.
أإلى هذه الدرجة في الافتراء على الوعاظ؟!
 وأي خجل تعرفه رواياتكم الإباحية؟! آخر من يتكلم عن الخجل من أيدت المطالبة بالسماح  بزواج المرأة من أزواج أربعة.
بل امتد أذاها إلى الصحابة رضوان الله عليهم، قالت ساخرة بالصحابي ابن عباس: [ويقصر حبر الأمة ابن عباس الشغل ( في شغل فاكهون) بافتضاض العذارى في تفسيره الآية] الوطن 12-11-1430هـ
 ولا يغيب عن فطنتك أيها اللبيب مرادها بوصف ابن عباس بحبر الأمة هنا.
وابن عباس كان غرضا لسخريتها في عدة مقالات منها أنها جعلت بعض تفسيراته أول الأمثلة في مقالها المعنون ب( ترهات تراثية) الوطن ٢٠٠٩/١١/١٤
فمن سلم من هذه الحية الرقطاء فض الله فاها، وأخرس لسانها.
وتقول عن علماء السلف: [... إضافة إلى نظرتهم الأصلية كعرب أجلاف للمرأة] الوطن 5-11-1430هـ
هاجمت المحدثين في تقييدهم للأحاديث، ونصت على الإمام مسلم بقولها: [ التاريخ يؤكد أن الرسول-صلى الله عليه وسلم- حذر من كتابة أحاديثه حتى لا تتحول إلى تلمود وقيد على عقل الأمة الإسلامية بعد وفاته، روى مسلم في مقدمة صحيحه خبرا دالا عن سعيد القطان ( لم نر الصالحين في شيء أكذب منهم في الحديث غير أن مسلما يبرر الصراحة هذه تبريرا لا منطقيا بقوله: يجري الكذب على لسانهم ولا يتعمدون الكذب، بل وتتهمه مع البخاري  بقولها : والشيخ الأباني ضعف أحاديث صححها البخاري ومسلم، ولا نعلم كيف صحح البخاري ومسلم تلك الحاديث] الوطن 5-11-1430هـ
وتأمل قول المحدثة: [ولا نعلم كيف... ] بنون الجمع والعظمة.
قلت: كل حديث لا تعلمه حصة فأعد فيه النظر.
وتقول عن الشيخ الفاضل عبد الرحمن ابن قاسم جامع فتاوى شيخ الإسلام بعد إيرادها لبعض تعليقاته على الروض المربع ( ألا يستحق ربنا الحمد على نعمة العقل من هذا الهذر ) الوطن ٢٠٠٩/١١/١٤
ووالله إني لو حلفت ما حنثت أن المستشرقين ما نقبوا في تراثنا للبحث عن المثالب مثل هذه الساعية سعيا مثبورا غيرمشكور ولا مأجور إن هي إلا كالذباب يقع على العفن من قرح أو عذرة أو فم أبخر أو نائم ويفر وينفر من كل طيب فما أكثر ما تستعرض من كتب أهل العلم ولاتعرض إلا أسوأ ما تقع عليه وتغض الطرف عن المحاسن وما أكثرها وهذا يدل إن دل على نفسية مريضة معقدة تهدم ولا تبني وتفسد ولا تصلح
نظرتها إلى الاختلاط:
نظرة الاستحلال والتأييد، ولا عجب فالشيء من معدنه لا يستغرب؛ حيث تقول في جريدة الوطن بتاريخ 26-11-1430هـ: [ الاختلاط بحد ذاته لا يعتبر ذنبا، بل نعتبره فضيلة تقيس العمق المعرفي بالسلوك ومجال صقل الإيمانيات]
"انظر كيف يفترون على الله الكذب وكفى به إثما مبينا" فالاختلاط عندها( فضيلة)
وساء جيل هذه فضائله، وهذه الفضيلة [تقيس العمق] ولست أدري ما هذا العمق الذي يقاس [ومجال صقل] وأيضا ماالذي يصقله هذا الاختلاط؟ إنه الإيمانيات حسب تعبير الكاتبة ( قل بئسما يأمركم به إيمانكم إن كنتم مؤمنين )
وتشيد بأحمد الغامدي لتطبيقه للاختلاط عمليا بخروجه في القناة مع بارعة الزبيدي . الرياض 21-11-1431هـ
ولها مقال في جريدتها الوطن في٢٠١٠/٣/٢٧ بعنوان ( اختلطوا وما جاءكم في ذمتي ) ما شاء الله على الذمة
الموثوقة .. ذمة يحيى بن معاذ الرازي
جرأتها على القول على الله والفتوى بغير علم:
طبعا .. لعل ما يخفى على القارئ الكريم أن الشيخة حصة لاترى قدرها قاصرا عن مقام الإفتاء والخوض في فنون الشريعة من فقه وأصول وفتيا وحديث ولم لا.؟!
وماالفرق بينها وبين المشايخ المتسلطين والذكور المتزمتين..؟!
فالشيخة حصة وبفقه عجيب وملكة نادرة تقول كما في الوطن 26/11/1430هـ: [لو كان وجه المرأة عورة أمن اللائق كشفه في الصلاة وهل يصح أن يتعبد الإنسان وهو كاشف العورة] لا هذه المرة أحرجتينا يا حصة
طبعا هي بذلك ترد على من قال بوجوب تغطية الوجه، وما أدري هل قرأت يوما أن للمرأة عورتين، عورة في الصلاة وعورة خارجها؟!! وهل كل ما يجب تغطيته عورة؟! وهل هناك تلازم بين العورة والتغطية؟ وهل نمى إلى علمها الكريم أن أجزاء من بدن الرجل( كعاتقيه) يجب تغطيتها في الصلاة، وليسا عورة بالإجماع.
    ولا تجد حصة أدنى حرج ولا غضاضة ولا تردد في التصحيح والتضعيف لأحاديث ومقياسها الهوى ليس العدالة والجرح، بل امتدت جرأتها إلى تضعيف أحاديث في الصحيحين كما سيتبين لك بإذن الله.
بل تنتقد البخاري ومسلما في تصحيح أحاديث لا تدري كيف صححاها، والمشكلة طبعا ليست لدى حصة، ولكن لدى هذين الإمامين.
نظرتها إلى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وهيئة الحسبة:
        تصف الهيئة بأنها تقف ضد حرية الإنسان، وتشيد بالبرنامج المعروض في قناة روتانا، وفيه تعتمد مفهوم مقدمه أحمد الغامدي حول الأمر بالمعروف، وتفسيره للخيرية المقصودة من الأمر بالمعروف، وأن كل جناية على حقوق الإنسان ينبغي أن تمنعها الهيئة، وكل خير أو ما يجب أن يبني فيه حقوق الإنسان وحريته أن تأمر به، تقول : وهو فهم عظيم لأمر عظيم، طالما تلاعب بمفهومه المتلاعبون وصادروا بوصايتهم من خلال الفهم المغلوط حرية الآخرين. الرياض 21-12-1431هـ
إذن تفسير الخيرية الذي ارتضته هو تفسير شيخها، وهو ما يوافق حقوق الإنسان، فأية حقوق ؟!وأي إنسان مسلم ، أو كافر، وعلى أي قانون يعتمد في تحديد هذه الحقوق؟!
المعنى في بطن حصة.
نظرتها إلى القوامة والمحرم والولاية على المرأة:
معلوم أن الشارع الكريم كرم المرأة واحتاط لها بجعل الرجل إلى جانبها يسندها برأيه، ويحوطها برعايته؛ (محرما) في السفر، و(قيما) في النفقة، و(وليا) في النكاح؛ صيانة للمرأة عن الابتذال بمباشرة العقد، والإشعار بالتوقان إلى النكاح، ولاغترارها بالظاهر وانخداعها بالمظاهر خاصة إذا كانت حديثة السن، وليس المراد به التسلط والإذلال، لكن حصة لها نظرة أخرى؛ فهي تنظر إلى أن هذا إذلال للمرأة واستعباد وتقييد لحريتها، عليها أن تعلن الثورة عليه؛ حيث تقول في تعشقها للحرية المطلقة عن الأولياء والمحارم: [ لو تحققت- أي الحرية- لسحبت الوصاية منهم وتركتهم أثرا بعد عين] الرياض 21-12-1431هـ
وما تركت وصفا شائنا إلا وصفت به شرع المحرم والولي كما ستراه فتصف الولاية بأنها تهبط بمستوى الأم من قيادة الرجل للجنة، إلى دهاليز الدونية والتنقص، ليس مقابل الرجل كندٍ فقط، بل تتفاقم مكانة تلك العظمة مقارنة بممارسات وتعاملات تخل بفضل الأم لتجعل ابنها ولي أمر لها، ومسؤولا عنها بعد مرورها على طابور من الذكور الذين يفترض مرورهم من تحت قدمي المرأة للجنة، كيف يحصل تعظيم الأم في الحديث، ونحن ننتقص وعيها وأمومتها، فنجعل لابنها سلطانا عليها يستطيع أن يمنع ويمضي أمور أمه من موقع ولاية معكوسة] الرياض 7-12-1432هـ
وهي بذلك تعترض على الولاية الشرعية التي تكون للذكور الأقرب فالأقرب، وتضخم هذا المعنى فتصوره بأنه تسلط في كل شيء، لتشوه الشريعة.
وتقول: [يحاول العقل أن يجد لسبب التنقص والولاية على الأم أصلا في نقل أو عقل، فتهرول على باغي الحق التناقضات، لأننا جبلنا على الإيمان بالازدواجية وبممارسة اللاعقلانية تقترن بين الأمر ونقيضه في الآن ذاته دون نقاش]
أما ولاية الابن التي أنكرتها فهي ثابتة في الصحيح من الحديث قال صلى الله عليه وسلم : "قم يا سلمة فزوج أمك".
وتقول في مقال بعنوان محرم الوزارة: الرياض 11-2-1433هـ: [ شرط "المحرم" في المؤسستين السابقتين يأخذ قوة تأسيسية ذهنية تراكمية تخضع له كل القرارات التي تخص العلم والعمل في حق المرأة " التابع"، ويتجاوز الابتداع القهري بخصوص الذكر "المتبوع" في كل مراحل حياة المرأة مستوى القراءة الافتراضية لتفسير النصوص الدينية ليتحول لسيطرة تامة على أجوائها، يحتل خياراتها ويستعمر كل قراراتها، ويجردها بفضائه المفتوح على اللامحدود من تكريمها كفرد في قائمة بني آدم الإنسانية، إلى متبوع منقاد لا يملك من أمره رشدا، وبتعميم رؤية التابع والمتبوع تغلق أبواب الأنسنة على مأساة حقوقية، وتدهور علاقاتي تسقط إزاءه كل محاولات التطوير والتحديث التنموي الإنساني معلنا فشلها] الرياض 11-2-1433هـ
وتقول: [ ولا تكتفي بترخيص ولي الأمر بالتوقيع على أوراق ابتعاث ابنته بل تصر على الملاحقة الخارجية للمبتعثة ممارسة حق الوصاية للمشبوهة الدائمة " المرأة المأسورة في رحلة العلم لمحرم ملاصق مشترطة على المبتعثة إما إقامة دائمة للمحرم، أو قطع رحلة الابتعاث ، وبتهديد يصرح بفوقيته على المبتعثة وأسرتها!! لم تكتف وزارة التعليم العالي اشتراط المحرم لسفر المبتعثات بل أصرت وبوصاية ما أنزل الله بها من سلطان على تهديدهن بقطع الدراسة إن اكتشفت المؤسسة التعليمية " العالمية" إن المدة التي ابتعث بها الفتاة نقصت يوما بلا محرم تسكن في جنبات حضرته الموقرة مهما فارق صفة الوقار والمسؤولية مؤكدة بذلك هدفها بتوفير مقياس الجندر الذكوري وإرساء مبدأ سحب الثقة من المرأة في ميدان الحياة مهما كلف الأمر من هدر يتعدى حق الإنسان إلى الوقت في رعاية ذلك المحرم الذي سبب كثيرات الكثير من المشاكل والإحراجات.]
وتقول: [ والانتقاص لدى الوزارة من قيمة كرامة المرأة وتجنيد ثقافة التشدد ضد حقوقها في صلب القرارات التي تصدرها لا تعتبره إخلالا بأصل العملية التربوية؟! إذا أين أيتها التربية موطن الخلل؟!!  يظهر االتكريس الدوني في التبعية التي تتجاوز طلب توقيع ولي الأمر إلى اشتراط موافقته على كل التفاصيل الدقيقة لمكان ومقر الوظيفة كشريك رسمي لمولاته أو حرمته وتعبير دقيق عن ثقافة الحر ملك التربوية المؤسساتية]
إذن المحرم في نظرها انتقاص من كرامة المرأة وتجنيد لثقافة التشدد ضد حقوقها، وهو  ملك لحريتها أيضا، بل وتقول في هذا المقال: ب المرأة اليوم تسكن في أحضان النمر" المحرم"]
فالمحرم الذي جعله الشارع صيانة للمرأة هو في نظرها نمر مفترس.
ثم تقول: [في وضع المرأة التكبيلي عبر هذه التعاميم المهاترة العابثة بالإنسان وحق كرامته، وحريته في القرار والاختيار، تمرر صورة امرأة ساكنة في حصن محرمها طوال الوقت، وهو وضع يضع الصورة النسق إزاء حقيقة الحياة المتحركة والمتطورة في ارتباك وتوهم بسحب البصيرة ويهوي بها في مهازل أوهام التردي والظنون، ويؤدي بالنتيجة لعلاقات مشوهة فالضرب على وتر المحرم الشرعي يؤكد توقع الخطيئة من كل أنثى، ويجعل التمسك التمردي المشبع بالذكورة شرطا أساسيا لكل تفاعل أنثوي فهي مجرد كائن لا يصلح بذاته، بل بمحرم مرافق يحميها من نفسها... أما حكاية المحرم لشرعي فأعتقد أنه ممارسة تأصيلية لتغييب الوعي... فمحاولة نزع مسؤولية المرأة عن نفسها وتصرفاتها وقراراتها وخياراتها وإيكال أمرها كله لولي ينوب عنها، هو من الغش المرتكب باسم الله وما هو من الله ولا في دينه من شيء، بل هو مجرد استغلال مهين مورس بطريقة لا إنسانية، على امتداد زمني طويل، فاستبد دون أن يجد من يوقف مده المتعدي، وما هو معمول به بثقة المرأة في نفسها إنما هو تطبيق ذكوري لقداسة موروث ذكوري أجبر أتباعه على اتباعه حذو القذوة بالقذة وأدخل المجتمع كله في جحر الشكوك وسوء الظنون ونأى به جهر النور وسلامة الصدور والانتصار لقيم الحق والعدل والحرية والمساواة...]
ثم تقول: [ وحكاية توسيع دائرة المحرم هي من هذا النوع الذي جرى الاستبداد بواسطته لتفكيك العلاقة الإنسانية بين الرجل والمرأة وجعلها تنسحب على كل أنواع الفتن الوهمية والمآسي المشرعة]
وتقول داعية وزارة التربية ووزارة التعليم العالي: [... وتتحرر من ثقافة الوصاية، وتعترف بحق قناعات الأفراد وحرياتهم الاختيارية، فالتربية العبثية بوسائط لن تستقيم إذا مالت لا بمحرم ولا بقبيلة محارم] انتهى كلامه لعنها الله الرياض 11-2-1433هـ
إذن كما ترى أيها القارئ المحرم وصاية، وعبثية متردية، واستبداد، وغش مرتكب باسم الله، وما هو من الله ولا من دينه، واستغلال مهين مورس بطريقة لا إنسانية، وتطبيق لقداسة موروث ذكوري، وتكبيل للمرأة وتنقص عبر تعاميم مهاترة عابثة بالإنسان وحق كرامته، وحريته في القرار والاختيار، ويهوي بها في مهازل أنواع أوهام التردي والظنون، وممارسة للتأصيلية لتغييب الوعي إلى غير ذلك من الأوصاف القبيحة ، فياترى لمن هذه الأوصاف؟ أهي للوزارة التي عممت هذا الأمر الشرعي وأكدت عليه لتخفيف أضرار وآثار الابتعاث الخطيرة؟ أم للفقهاء المفتين به؟ أم الشارع الذي أمر به في أحاديث ثابتة في الصحيحين ؟
المعنى كله في بطن حصة.
نظرتها إلى المناهج الشرعية:
نظرة الازدراء والتنقص والاحتقار، والتشنيع بها ومؤلفيها، ووزارة التربية معهم، تقول في جريدة الوطن 9-10-2010 تحت عنوان ( ياليتنا من حجنا سالمين) في انتقاد فقه أولى متوسط بنات ومؤلفه الشيخ يوسف الأحمد-فك الله رهانه- تقول: [ كتاب الفقه محتواه ذكوري صرف، والمرأة ذكرت فيه مرتين، مرة بوصفها نجسة منذ كانت رضيعة، والمرة الأخرى عورة، وتقول: يحمل في طياته انقلابا زمكانيا مقطوع الصلة عن إدراك الواقع ومستجداته، حاملا فوضى إفتائية تسعى للتقليد وتتقيأ التقليد، وتكرس ذهنية الغباء، والتسليم والعجز، فتعاق ذهنية الطالبة عن التفكير، وتشغل بالتفاهات عن المهمات، وتفتح الباب على مصارع فقهٍ خرج من آنهِ إلى أبعد من ألف وأربعمئة سنة خلفية]
هذه الفترة التي تشير إليها هي القرون المفضلة بعد النبوة والخلافة الراشدة وما بعدها.
وتقول عن هذا الفقه [أن الطالبة بسببه تصاب بوساوس قهري بتخصص فقهي]، وتقول: [فقه للآن يغسل ما ولغ فيه الكلب بالتراب، ويتوضأ من لحم الجزور، ولا يجد بأسا بالصلاة في مرابض الغنم ويراها أطهر من بول الأنثى الرضيعة]:
- حملت على مؤلفه ووصفته بأنه أكبر احتسابي تشكو منه الحياة والمرأة، والتنمية والبهجة، ويسعى لفرض آرائه المتشددة، بل لو ملك الأمر لأسكن المرأة جحرا لا تخرج منه إلا للقبر، فهو المحتسب ضد كاشيرات بنده، وقائد الاحتساب على نائبة الوزارة، وصاحب أشهر فتوى عالمية بهدم الحرم، تعني به الشيخ يوسف فويل لكل يوسف من امرأة عزيز.
- ثم تذكر بعض المعارضات التي تتسم بالتشكيك في النصوص وردها وامتهانها، بل والسخرية بها، كما ذكر في موضعه.
معارضتها للنصوص والأحكام الشرعية:
بكل جرأة ووقاحة تعترض الكاتبة على النصوص، وتزعم التناقض بينها، حتى لو كانت من القرآن الكريم، ولا تتردد في ردها وتكذيبها، ولو كانت في الصحيحين، لا لشيء إلا لمعارضة هواها الذي تسميه العقل، وتسخر من النصوص الثابتة سخرية لاذعة توقعها تحت طائل قوله تعالى: " قل أبالله وآياته ورسوله كنتم تستهزؤون لا تعتذروا قد كفرتم بعد إيمانكم"
والأمثلة كثيرة؛ منها:
- الاعتراض على حديث الأمر بغسل بول الجارية ونضح بول الغلام الثابت في الصحيحين وغيرهما، تصف الحديث بأنه عنصري، والوصف طبعا لقائله، وتقول: [ولا يجد بأسا في الصلاة في مرابض الغنم ويراها أطهر من بول الأنثى الرضيعة]
فما رأي مشايخنا وعلمائنا وولاة أمرنا وكل مسلم ومسلمة في وصف حبيبنا صلى الله عليه وسلم الذي أوصى بالمرأة على فراش الموت، وفي أكبر تجمع في حياته (حجة الوداع) بأنه عنصري، أي متحيز للذكر ضد المرأة، " كبرت كلمة تخرج من أفواههم"
- ترمي نصوص الوحيين بالتناقض، فتقول: [ يصدر مكنون اللاوعي رافضا مطالبة العقل المتكررة إزاحة اللبس عن نظرة الإسلام للمرأة والتي يبدو التناقض بسببها بين نصوص القرآن الكريم وبعض الأحاديث المنسوبة للرسول، والخارجة في كثير من تخريجات الفقهاء والمحدثين والمفسرين عن مستوى الإنسانية إلى العبودية للرجل عدا الامتعاض والظلم والقهر. في الحديث الثاني تتجلى عبودية المرأة للرجل في صورة الجزاء الأخروي إن جنة أو نار ( انظري أين أنت منه فإنما هو جنتك ونارك )في مخالفة صريحة لآيات المساواة.] . الوطن 12-11-1430هـ
- ترمي الأحاديث النبوية الثابتة بالتناقض؛ فتقول: [ أحاديث تجعل الماء الكافي للوضوء ما يملأ الكفين، ثم تؤكد على تهديد الأعقاب بالنار، وعلى التثليث].
ومعنى قولها أن الأمر بالاقتصاد بالوضوء مناقض للأمر لغسل الأعضاء ثلاثا ولقوله" ويل للأعقاب من النار" والأحاديث ثابتة في الصحيحين.
وتقول: [ لكن الأمر الأكثر نكرة من مجرد الازدواجية بين المفاهيم والتصرفات، ووجود مفارقة بين حديثين متناهما متناقضان، فمقابلة حديث الجنة تحت أقدام الأمهات بحديث أكثر أهل النار النساء يوقع في ازدواجية معاييرية وإنسانية، إذ كيف لمن تكون بكفاءة وعظمة من يدخل الرجل الجنة تحت قدميها، أن تكون بذات الوقت أكثر أهل النار، وهل يتواءم هذا الفضل العظيم عن حال هكذا حال]
وتقول عن حديث أكثر أهل النار النساء وهو في الصحيحين: [ الرسول وخلقه القرآن لا يمكن أن يقابل النساء في يوم عيد ليبشرهن أنهن أكثر أهل النار، ثم يوالي صفة إطلاق نقصان العقل والدين على مطلق النساء]
وتقول: [ الإسلام لم يقسم المسلمين إلى كاملي عقول وناقصي عقول، بل ساوى بين الناس في آيات كثيرة]
وتقول : [ رؤية الرسول للنساء في النار وهن لم يحاسبن بعد من تأثير حادثة الإسراء والمعراج التي داخلها كثير من الروايات المكذوبة والضعيفة]
بل تتجرأ على تضعيف هذا الحديث الذي خرجه بطرق أميرا المؤمنين وشيخا المحدثين فتقول: [ ورغم أن وجود الإسناد الصحيح لا يعني صحة الحديث، كما هو معلوم في علم الحديث، بل لا بد من صحة المتن، وخلوه من الشذوذ أو النكارة إلا أن بعض الأحاديث تخالف منطق الأمور ومفاهيم الإسلام الكلية وآيات القرآن الواضحة] الوطن 5-11-1430هـ
وتقول:[ قوله في الحديث خرج يوم فطر أو أضحى يدل على عدم حفظه، فيكون مجروحا، وبالتالي يكون السند ضعيفا لجرح الراوي]
 أي راوٍ ياست حصة؟!!
ما شاء الله ابن معين أو ابن القطان على غفلة.
وتقول: [ الله لا يمكن أن يخلق المرأة ناقصة عقل ثم يحاسبها كالكامل تماما]
وتقول: [ هل الرجال لا يكثرون اللعن وهل الرجال يتركون أزواجهم وأولادهم لأجل هوى ألا يكفرون العشير؟!! أسئلة تباشر صفحة العقل من منطلق الواقع]
وتقول: [ ونتساءل عن تخصيص النساء في خطأ يكثر من الرجل بشهادة الواقع]، وتقول: [ تتجلى مخالفة العقل والحس كعلامة لضعف المتن في هذا الحديث] مع أنها تعزوه للبخاري، ثم تقول: [ فانتزاع النص من سياق التاريخ يحيلنا للتفكر في طباع نساء معدومة الآن إلا إن سرنا معاكسين للحقيقة]. 5-11-1430هـ.
وهذا لا يفهم منه إلا اتهام الشارع بالحيف والجنف والتمييز كما صرحت، قال تعالى: "أفي قلوبهم مرض أم ارتابوا ام يخافون أن يحيف الله عليهم ورسوله بل أولئك هم الظالمون" فهل أعجب من هذا القول وأكذب قد طرق سمعك إلا أن أعجب منه أن ينشره تركي السديري في جريدته 7-12-1432هـ.
- وتستدل على بطلان هذا الحديث في عقلها بقولها: [ ابن لادن والملا عمر وصدام حسين وحمزة المهاجر وعبدالعزيز المقرن ومحمد العوفي أقوى إيمانا وأرجح عقلا من بنازير بوتو وسميرة إسلام وثريا عبيد وفاتنة شاكر وثريا التركي وهويدا القثامي وغادة المطيري، علينا أن نصدق هذه المعادلة لمجرد أن هؤلاء من قائمة الرجال وهاتيك من قائمة النساء فهن ببساطة ناقصات عقل ودين.] الوطن 5-11-1430هـ
- تزعم أن حديث (فإن أحدكم لا يدري أين باتت يده) وهو في الصحيحين يرهق الطفلة بتعزيز وسوسة الشك.
-  تسخر من حكم الاستجمار وذكره في المناهج، وتقول: فهل سنستبدل اكسسوارات الحمام بالحجارة لنستجمر بها.
- وكذلك تسخر من ذكر قطع النية في الصلاة، ومن تنبيه المؤلف على أن من رفع قدميه في السجود كله فقد ترك ركنا - وهو يشرح حديث أمرت أن أسجد على سبعة أعظم- تقول: وكأننا في جمباز.
- تقول: [لا يجد بأسا في الصلاة في مرابض الغنم، ويراها أطهر من بول الأنثى الرضيعة]
- ثم اقرأ لتعلم إلى أي درجة بلغته في الانحراف والضلالة، فتقول عن قول الرسول صلى الله عليه وسلم وهو ينهى عن الاستجمار بالعظم والروث " فإنهما طعام إخوانكم" رواه مسلم عن ابن مسعود، وقال: " لاتستنجوا بالروث ولا بالعظام، فإنه زاد إخوانكم الجن" رواه الترمذي بسند صحيح. قالت معلقة عليها من الله ما تستحق: [ والله إن كان الجن إخوانكم فالله يهني سعيد بسعيدة] وهذا كله في جريدة الوطن 9-10-2010
- تعلق على حديث : " أن المرأة إذا أقبلت أقبلت بصورة شيطان" رواه مسلم، بأنه خطاب يعزف على نغمات التخلف. الوطن 11-12-1430هـ
- وعن حديث معاذ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لا تؤذي امرأة زوجها في الدنيا إلا قالت زوجته من الحور العين: لا تؤذيه قاتلك الله، فإنما هو عندك دخيل يوشك أن يفارقك إلينا" تقول:[يالحظ المرأة من هذا التراث الذكوري.]
وأقول: بمن ياترى تهكمها، أبالرسول؟! أم بمعاذ؟ أم ثالث غيرهما؟!!
-       وتقول عن حديث: " إذا دعا الرجل امرأته ..." تقول: [ أنا لا أفهم أن يساند البعض ويروج لإرهاب الزوجة التي لا تساعدها ظروفها النفسية أو الجسدية على اللقاء الجنسي بأنها ملعونة وفي النار، وهو ما يعتبر مجافيا لمنطق الإسلام الذي أعلى من شأن الاختيار، وكرم الجسد الإنساني ، وأوصى بالنساء خيرا. ] الوطن 5-11-1430هـ
-       وتقول عن حديث معاذ: " لو كنت آمرا أحد أن يسجد لأحد..": [ لا يمكن أن يصدر عن رسول الهدى الذي بلغ الناس بوجوب صرف الطاعة والعبادة خالصة لله] الوطن 5-11-1430هـ
-       وتقول : [ يزيف الخطاب الديني قضية المرأة حين يصر على مناقشتها من خلال مرجعية النصوص، متجاهلا انها قضية اجتماعية من الأساس ولأنه خطاب مأزوم فهو يساهم في تعقيد الإشكالية في حين يزعم انه يساهم في حلها] الوطن 5-11-1430هـ
إذن الخطاب المعتمد على النصوص القرآنية والنبوية مأزوم ويزيد تعقيد الإشكاليات ولا يحلها.
 تشويه الشريعة بذكر أحاديث لا تصح:
   لا أدري أين غابت معرفة المحدثة حصة والتي تجاوزت إلى الوقوف على علل في الصحيحين لم يتفطن لها صاحباهما، ولم يقف عليها الحافظ الدارقطني ولا غيره عن اكتشاف ضعف وبطلان بعض الأحاديث التي أرادت بها تشويه شريعة محمد -صلى الله عليه وسلم- ، فتراها تذكر حديثا ذكره السيوطي : "من حق الزوجة على الزوج أن لو سال منخراه دما وقيحا وصديدا فلحسته بلسانها ما أدت حقه"
وحديث: " لا تسكنوهن الغرف ولا تعلموهن الكتابة وعلموهن المغزل وسورة النور". الوطن 11-12-1430هـ.
وحديث: " لو أن امرأة وضعت أحد ثدييها طبيخا والآخر مشويا ما أدت حق زوجها".
11-12-1430هـ
وحديث: " للمرأة عشر عورات، فإذا تزوجت ستر الزوج عورة واحدة، فإذا ماتت ستر القبر العشر عورات"
تقول: [ودي معرفة العورات التسع الأخرى] الوطن 5-11-1430هـ.
وبعد فلاشك أيها القارئ الكريم أنك أصبت بالغثيان، جراء هذه السياحة غير الماتعة في عالم الغثاء والعفن ، وأؤكد لك بأن هذه نتف يسيرة من مطالعات عابرة في مقالات هذه المارقة، وإلا ففي جميع مقالاتها ومجموع تغريداتها من البلاء ما يسع مجلدات طافحة بالأذى والوقيعة والبذاء والوقاحة وسوء الخلق، وقلة الأدب مع الله ورسوله وشرعه، وعلماء الإسلام ودولته، ومرافقها، وأمتها، فلست أدري أي شيء يملأ عين هذه المارقة إلا الغرب، وأخلاقه، وعفنه.
والذي أوصي به في خاتمة مقالتي:
1- أن يجتهد المحتسبون والغيورون في الاحتساب عليها وطلب محاكمتها؛ قطعا لشرها، ونكالا لما بين يديها وما خلفها.
2- أن يكون لأسرتها الكريمة الفاضلة  وخاصة المشايخ وطلبة العلم موقف واضح وصريح لا مواربة فيه ولا مجاملة يحدد موقفهم منها واتجاهها وكتاباتها، بل ويطالب بحسابها ومحاكمتها.
3- أن يعاد النظر في منع المحاكم الشرعية من النظر في قضايا الإعلام، وقد رأينا ما نجم عن ذلك ونتج من الشرور الوخيمة والجرأة الفاضحة.
4- محاسبة الصحف التي استقبلت هذه الكاتبة، ونشرت لها هذه الأقوال الكفرية، وروؤساء تحريرها.
5-  منع الكاتبة من الكتابة في الصحف؛ حماية للمسلمين والمسلمات من جرأتها وخطورة أفكارها، واتقاء لغضب الله من جرأتها عليه وعلى رسله وشرعه.
6-  الإعلان عاجلا عن عقوبة زاجرة ورادعة( هي حد الردة) لمن تجرأ عليها، وتقحم مسلمات الدين، وآذى رب العالمين ورسوله الكريم -صلى الله عليه وسلم- ، ولا يكن أهل الكويت - وقد فعلوا ذلك- أحرص منا وأغير ونحن بلد التوحيد والقبلة والرسالة.

محمد بن أحمد الفراج

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق