الثلاثاء، 15 مايو 2012

الشيخ العمر : إعلامنا وراء موجة الإلحاد

أكد الأمين العام لرابطة علماء المسلمين فضيلة أ.د.ناصر بن سليمان العمر أن إحالة قضايا الإعلاميين إلى وزارة الإعلام أدى إلى تجرئهم وأمنهم العقوبة و خروج موجة الإلحاد التي نراها الآن, مطالباً بإحالة جميع قضايا المتطاولين على الله ورسوله إلى القضاء الشرعي ليحكم فيهم بما أنزل الله وفق موقع فضيلتة "المسلم".

وطالب فضيلته خلال درسه الأسبوعي بمسجد خالد بن الوليد أمس بمحاكمة المرأة المتطاولة على الله عز وجل وضرورة مخاطبة المسؤولين في ذلك لتنال العقوبة التي تستحقها, في إشارة إلى الكاتبة "حصة آل الشيخ " التي شبهت صوت أحد المطربين بصوت الله عز وجل في إحدى تغريداتها على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر".

 وقال الشيخ العمر " لو كان الإمام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله حيا لما رضي عن ذلك, مستدلاً بحديث الرسول صلى الله عليه وسلم " لو أن فاطمة ابنة محمد سرقت لقطعت يدها" مبيناً أن هذه المسألة لا تتعلق بكونها من عائلة معينة, بل بكون ما فعلته حق أم باطل, فقد تصل هذه المسألة إلى الكفر والعياذ بالله والعلماء قد بينوا موقفهم من الكلام الذي ذكرته تلك الكاتبة. ثم أشار فضيلته إلى وضع خطير تمر به البلاد وهي سيطرة العلمانيين وبعض كتاب الصحف ونفوذهم وتأثيرهم على أصحاب القرار, وأيضاً تمالئهم على العلماء والمصلحين وتآمرهم عليهم بغرض الإساءة إليهم وإقصائهم. وقال فضيلته " انظر كيف يتفقون على موضوع معين للكتابة عنه في الصحف في حق أحد العلماء أو المصلحين وتتحد كلمتهم عليه مع أن بينهم من العداوة ما الله به عليم, إلى أن يعفى من منصبه, كاشفاً أن هذه الصورة من التآمر قد تكررت في السابق مع اختلاف في صور الإعفاء لكن جمعها عامل مشترك ألا وهو وجود حملة إعلامية تسبقه. وأضاف الشيخ العمر " العالم عندما يقف موقفاً معيناً حتى لو كان خطأً يبدأ الهجوم عليه, والعجيب أن بعد مرحلة الهجوم تفاجئ بالقرارات التي أخذت ضده مبيناً أن هذا نذير شؤم يدل على سيطرة هؤلاء العلمانيين والكتاب ليس فقط على الناس وإنما في صدور القرارات. واستغرب د. العمر أن تختفي مقالات هؤلاء الكتاب فيمن تطاول على رسول الله وفيمن أساءت إلى الله عز وجل وشبهت صوته بصوت البشر وقال " التعريض في حق أحد المتنفذين يقيمون حملة ضده , والتصريح في حق رب العالمين لا تجد منهم أي مبادرة أو تحركاً باتخاذ ما يجب, مبيناً أن هذا مؤذن بشر, مستدلاً بقول الله تعالى  " وَإِذَا أَرَدْنَا أَن نُّهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُواْ فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيرًا" وبين فضيلته أن هؤلاء العلمانيين الذي يثيرون الفتن هم أول من يتخلى عن الدولة عند الأزمات مستدلا بكلام لأحد المسؤولين في الدولة والذي كشف فيه أن أول من يتخلى عن الدولة في الأزمات هم هؤلاء الإعلاميون وأمثالهم في حين الذين يثبتون في هذه الأزمات هم العلماء والمصلحون والأخيار. وبين فضيلته أن الواجب على الجميع  إظهار الحق وبيان المنكر والمطالبة بالتصدي له بالطرق المشروعة وقال " تجب المناصحة السرية والعلنية ,والوقوف مع أهل الخير والوقوف إلى جانب العلماء بما نستطيع بالمخاطبة والمناصحة والكتابة والزيارة. مؤكداً أن الفرص المشروعة والتي تؤثر في اتخاذ القرار كثيرة المهم أن لا يترك العلماء والمحتسبون لكي يتفرد بهم هؤلاء واحدا تلو الآخر ينالون منهم ويشوهون صورتهم وسمعتهم. وثمن فضيلته موقف الذين تطوعوا برفع دعوى على من تطاول على الله ورسوله احتساباً وغيرة على حرمات الله, مبيناً أن هذا ما يتوجب على الجميع فعله فلم يعد الإنكار واجب على فئة دون أخرى, فكل من يملك وسيلة مؤثرة فهو مطالب بذلك شريطة أن يكون إنكاره منضبطاً بالضوابط الشرعية. وقال فضيلة الشيخ العمر علينا أن لا ننس في خضم هذه الأحداث عبادتنا ولجوئنا إلى الله وتضرعنا إليه أن يحفظ علينا ديننا وأمننا وبلادنا خشية أن يحل علينا ما حل بغيرنا في قوله تعالى  " وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مِنْ كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ". وحذر فضيلته من التعرض لما أسماه بوباء العقول ألا وهو الشبهات مبينا أن من الخطأ الجسيم ما يقوم به البعض من الخوض في كتابات الإلحاد والزندقات ظنا أنه أنه في مأمن من هذه الشبهات مؤكداً أن حماية العقل واجب فوباء العقول أخطر من وباء الأبدان. وبين أنه في ظل هذه الأوضاع  ليس بمقدورنا عمل شيء إلا بالتفاؤل حتى وإن كنا نواجه أوضاعاً عصيبة فالتفاؤل لا يكون إلا في الأزمات والملمات, وقال " رأينا أن الأنبياء عليهم السلام كانوا متفائلين في أشد المواقف, موضحا أن المقصود بالتفاؤل هنا هو التفاؤل الذاتي الذي يكون فيه صاحبه كنور الشمس الذي يضيء للناس وهذا لا يتأتى إلا بالتفاؤل النابع من قوة الإيمان. وساق فضيلته دليلاً عقليا على أهمية التفاؤل من خلال نقيضه وهو التشاؤم, متسائلاً ماذا سيقدم المتشائم واليائس والقانط للأمة وكيف سيحل مشكلاتها ؟ بل هو عبء على الأمة.
وأوضح د. العمر أن منهج القرآن ربط بين التقوى والصبر بنتيجة ثابتة وهي النور والفرقان في الأزمات والنصر على الأعداء وهذا هو التفاؤل وذلك في قوله تعالى "يِا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إَن تَتَّقُواْ اللّهَ يَجْعَل لَّكُمْ فُرْقَاناً" وقوله تعالى " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآَمِنُوا بِرَسُولِهِ يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِنْ رَحْمَتِهِ وَيَجْعَلْ لَكُمْ نُورًا تَمْشُونَ بِهِ وَيَغْفِرْ لَكُمْ" .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق