الخميس، 17 مايو 2012

ساهر يربح على حساب المواطنين

ساهر قصادي.. وما أحبه

المعتاد أن تكره الشعوب حكوماتها.. وقد لا يكون للحكومة ذنب.. ولكن الوزارات أو المؤسسات أو الشركات التابعة لها كثيرا ما تتعسف في استخدام الحق.. فمن حق الحكومة مثلا أن تتقاضى ضرائب في مقابل الخدمات التي تقدمها من تعليم أو طرق أو مستشفيات وغيرها.. ولكن القائمين على هذه الأنظمة يتعسفون في استعمال الحق.. وعندنا حالة "ساهر".
ولا يزال "ساهر" يتعرض لاعتداءات متنوعة ومتكررة، ومتتالية من قبل المواطنين.. في مناطق المملكة كافة، ويتم ذلك بمختلف أنواع التعدي.. يدويا أو بأسلحة نارية أو بالحروق بعد سكب الوقود، أو بالاصطدام بكاميرا ساهر أو بالحجارة، وأخيرا تم الاعتداء بأربعة أعيرة نارية حطمت كاميرا ساهر على الطريق في المدينة المنوّرة.. عندما أطلق مجهول أعيرة نارية على كاميرا ساهر على الطريق بين المدينة المنوّرة وتبوك محدثا أضراراً جسيمة بصندوق وعدسات كاميرات ساهر.. وفي الموقع ومنذ بدأ العمل على الطريق السريع، وفي داخل المدن بنظام "ساهر" والنظام يتعرض للنقد من الإعلام والهجوم عليه بالاعتداءات من قبل الجمهور، خاصة مضاعفة الغرامات في حال التأخير عن السداد، وقد انتقد هذا سماحة المفتي، وعدد من كبار العلماء والأمير مقرن بن عبد العزيز أبدى ملاحظاته حول "ساهر"، وأخيرا عضو هيئة كبار العلماء المستشار بالديوان الملكي الشيخ عبد الله بن سليمان المنيع الذي انتقد الآلية التي يسير عليها نظام المرور "ساهر" في التعامل مع قائدي المركبات، وأكد الشيخ ابن منيع أن اختباء مواقع كاميرات ساهر ووضعها في أماكن منزوية بعيدا عن أعين السائقين خطأ كبير، ويحتاج إلى إعادة نظر وذلك من خلال حديثه في برنامج "الإفتاء" على القناة الأولى في التلفزيون السعودي يوم 24/3/2012.
لقد حصَّل "ساهر" أكثر من خمسة مليارات ريال غرامات بحق السائقين منذ أن بدأ العمل به، ومع ذلك لم نلاحظ أي تحسن في المرور، أو انخفاض في حوادث السيارات، وذلك أن "ساهر" ركز على الجباية.. وأهمل العمل على تطوير المرور فهل نطمع في "ساهر" أن يخصص مليارا واحدا من المليارات الخمسة لتطوير المرور بمعنى تحسين الطرق وتحديث وتجديد الإشارات المرورية المتهالكة والتي عفى عليها الزمان. أما داخل الأحياء الشعبية، والشوارع الفرعية والخلفية فحدِّث ولا حرج، لا إشارات ضوئية لا لوحات لا أرصفة، ولعل أكبر دليل على خطورة "ساهر" ما يتعرض له العاملون من مشكلات لا حصر لها، أهمها التهديد بالقتل والسب والقذف. يقول أحد العاملين في الرياض ("الحياة" في 6/5/2012)، ما إن يرونا في الشارع حتى يبدأوا في شتم أسرنا.. والطعن في شرفنا، واتهامنا بأننا لصوص، وقد توقف أكثر من 50 موظفا عن العمل في الرياض مطالبين بصرف بدل خطر لهم ـــ معاهم حق ـــ وتعديل سلم الرواتب ـــ معاهم حق ــ وتوفير حماية لهم ـــ معاهم حق ـــ حيث سبق أن توفي بعض العاملين في "ساهر" نتيجة الاعتداءات المتكررة عليهم.
كل هذا بسبب أن "ساهر" يدار من قبل شركات خاصة، تربح الملايين على حساب المواطنين، وتدفع "الملاليم" للعاملين المعرضين للخطر كل يوم وكل ساعة.. آن الأوان لإعادة النظر في آلية عمل "ساهر" أوقفوا "مضاعفة النقدية" وأوقفوا اختباء الكاميرات، اصرفوا جزءا من مليارات "ساهر" على تحسين المرور و"ساهر" قصادي وما أحبه..

عبد الله باجبير

هناك تعليق واحد: