الثلاثاء، 20 ديسمبر 2011

مصير وزراء يرفعون خشومهم على المواطنين

شوفة النفس شينة !

2011-12-18
عندك حلول.. لا تتجمعوا مثل الحريم.. توكل على الله.. وأخيرا (رح اشتر) !، هذه عبارات طارت بها الركبان بعد أن صدرت عن مسؤولين كبار في قطاعات مختلفة حيث تم تصويرها بكاميرا الجوال ونشرها على موقع اليوتوب لتثير غضب الشارع السعودي ضد هؤلاء المسؤولين الأربعة الذين تنوعت مناصبهم بين وزير وسفير وأمين، وقد كان الاستياء شديدا بسبب النبرة الفوقية أثناء حديث المسؤول مع مواطن كان يناقشه بكل هدوء عن مشكلة من واجب المسؤول حلها بل وتوجيه الشكر لهذا المواطن الذي نبهه إلى الخطأ بدلا من رشقه بجملة قصيرة متعالية لم يكن المسؤول مضطرا لها.
الغريب في الأمر أنه في الحالات الأربع (عندك حلول، لا تتجمعوا مثل الحريم، توكل على الله، رح اشتر) اختار المسؤول الالتقاء بالجمهور والتعامل معهم بعفوية ولكنه فشل في أول اختبار عملي يحتك فيه مع المواطنين بشكل مباشر حيث خرج عن طوره وفقد رباطة جأشه دون أن يكون هناك أي تصرف استفزازي من قبل الجمهور، ولو عدتم إلى مقاطع الفيديو الأربعة لوجدتم أن المواطنين الأربعة كانوا يتحدثون مع المسؤول بكل هدوء وبأدب جم قبل أن (يصفقهم) المسؤول بهذه العبارة الجارحة أو تلك !.
لماذا غضب المسؤول من المواطن الوديع؟.. أنا أقول لكم.. لقد كان المسؤول في الحالات الأربع يرى أن مجرد نزوله إلى الشارع واحتكاكه بمواطنين عاديين هو تنازل عظيم بحد ذاته، وأن هؤلاء المواطنين يجب أن ينظروا بعين التقدير لهذه اللفتة الكريمة من معاليه، ولكن وبينما هو يستمتع بتواضعه !.. جاء إليه مواطن صريح وطرح عليه مشكلة في القطاع الذي يديره، وهنا اكتشف المسؤول أن المواطنين (ما ينعطون وجه)، فعوضا عن أن يستمتعوا برؤيته بينهم ويخبروا أولادهم وزوجاتهم بأنهم تشرفوا بمقابلته بدأوا بمحاورته حول الخدمات التي تقدمها وزارته وهذا يعني بالنسبة له أنهم ارتقوا مرتقى صعبا واعتبروا أنفسهم أندادا له !.
وإذا كان اثنان من المسؤولين الذين ظهروا في تلك المقاطع قد تركا المنصب وأصبحا مواطنين عاديين مثلنا فإنني لا أشك بأنهما نادمان على أنهما اختتما حياتهما الوظيفية الزاخرة بعبارة لم يكونا مضطرين لها وضعتهما في موقف محرج أمام مجتمعهما وناسهما، أما الأمين الذي قال للمواطن (توكل على الله) فقد حاول توضيح موقفه بشتى الطرق بعد الحملات الشرسة التي تعرض لها في مواقع التواصل الاجتماعي، وأظن أن معالي وزير الزراعة لم يكن مضطرا لتلك العبارة التي قالها لمواطن مسن في نجران كان يتحدث معه بصورة طبيعية تماما قبل أن يقول له الوزير (رح اشتر)، وكذلك الحال حين قال معاليه للزميل قايد آل جعرة مراسل عكاظ في نجران والذي أرى أنه من أكثر الناس أدبا وهدوءا: (أنت ما تسأل أنت تفتي) !.
في كل الأحوال (شوفة النفس شينة) والمسؤول مهما كان منصبه هو موظف عام ومن صميم واجبه خدمة المواطنين والرد على استفساراتهم وتلمس حاجاتهم، أي أنه هو الذي يعمل عندنا ولسنا نحن من يعمل عنده كي يرشقنا بهذه العبارة المتعالية، ونحن حين ننظر إلى أداء هؤلاء المسؤولين في القطاعات التي يديرونها لا نجد ما نقوله لهم سوى: (لا تشوفون نفوسكم علينا .. ترى ماهنا زود) !.


خلف الحربي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق