الجمعة، 30 ديسمبر 2011

مسؤول يكذب

"كذبة" مسؤول..!!
 
أن يكذب أحد من زملائك عليك فيمكن أن تمررها.. وتبلعها "على قولتنا".. وأن تكذب زوجتك عليك أو أن تكذب على زوجتك فهناك احتمالات عدة: إما أن تمررها أو أن يكون بينكما مشكلة "عويصة"..كبيرة.. خاصة إذا كانت الأمور بينكم ((مش ولابد وكل واحد وده يمسك على الثاني أي شيء..!؟)).

تأثير ما سبق بسيط نظراً إلى كون هذه "التصرفات" من باب الخصوصية، أو هي ضيقة المجال بين الأهل والأصدقاء والزملاء، وليس لها تأثيرات جانبية "عمومية"؛ حيث يكون تأثيرها في دائرة صغيرة جدًّا، وأيضاً مردودها غالباً لا يكون بذاك التأثير القوي..

ولكن أن تكون "كذبتك" تخص العامة، وتؤثر في المئات من البشر، فهنا يجب أن تتوقف أو (توقَف) ممَّنْ لهم صلاحيات عليك.. فحدودك (ضيقة) فيما يخص الصالح العام.. ولا يحق لك أن تصرح بأي معلومات أو تنثر الأماني لهؤلاء المنتظرين "بشغف" قرارات معاليكم أو سعادتكم لحل مشاكلهم، أو توظيفهم، أو إصلاح الخلل المالي أو الإداري في منشآتهم أو مصلحتهم.. فما ذنب هؤلاء أن يتلقوا "كذبتك" بالفرح والابتهاج ورسم الأحلام ووضع الخطط والطموحات لتلك التصريحات الواهية"المخادعة" لهم؟.. ما ذنب الفتيات اللواتي انتظرن عشرات السنين يحلمن بالتوظيف ولا تزال طموحاتهن وأوراقهن وملفاتهن معلَّقة حتى هذه الساعة؟..

لقد مللنا من الوعود والتصريحات التي يطلقها هؤلاء بأن هناك ترسيماً وتوطيناً وتوظيفاً، وجميعها تصطدم بأرض الواقع المرير..

فلا حُلَّت المشاكل، ولا طُويت الصفحة، ولا انتهت التصريحات؛ كونها لـ"التطمين" والتخدير فقط..!؟
ما ذنب هؤلاء الذين يقطعون المسافات الطويلة لتلقي العلاج هنا وهناك؛ لعدم وجود مستشفيات مؤهَّلة وأدوية كافية وأسرَّة لا تتسع إلا لبضع المرضى، ولا تزال الوعود والتصريحات (مستمرة) دون أن يرى هؤلاء حلاً لمشاكلهم..؟!

ما ذنب الطالبات أن يلتقين الموت كل يوم بسبب الترحال بطرق لا تخلو من الموت.. وحافلات لا تصلح للنقل الآدمي.. ولكنها الوعود بالإصلاح والوعود بحل الإشكاليات؟.. وما ذنب الصغار ممن تحترق مدارسهم دون تغيير للمدارس وانعدام الصيانة و"الضمير"!؟

مدارسنا متهالكة.. وما زالت "كذبة إبريل" تطولنا طوال العام..!!؟
مستشفياتنا متهالكة، ولا نرى سوى أن معاليه أو سعادته (يكذب علينا) بالقول المعتاد "زيارة مفاجئة قام بها".. أي مفاجئة وخلفك عشرات الصحفيين وخمس كاميرات.. والورود قد وُضعت في طريقك..؟؟

ما ذنب من يقطن العشش ويعيش على بقايا الأطعمة.. وليس له دخل.. ولديه فلذات أكباد.. زغب الحواصل.. ومحروم من التقاعد.. والسكن، ووضعنا لبناته وأولاده الشروط التعجيزية إذا أرادوا الحصول على "حافز"؟.. ما ذنبهم إذا كانت الجمعيات الخيرية لاهية بالأمور الأخرى، ومتناسية الأهم..؟!!

ما ذنب هؤلاء الشباب؟ فبعد أن يحصل أحدهم على شهادة جامعية بتخصص مطلوب لا يجد من يوظفه.. فتذهب أحلامه أدراج الرياح!.. ما ذنب هؤلاء الشباب إذا لاحقتهم البطالة.. وأرهقهم "ساهر" والاتصالات.. وغيرها من المصروفات.. ولا يجدون سوى وعود كاذبة ووعود متكررة.. ووعود حفظوها صمًّا دون تنفيذ؟!

ألا يعلم هؤلاء أن "البطالة" من أهم أسباب الجريمة وسوء الأخلاق والانحراف؟..
ألا يعلم هؤلاء أن الأجنبي أكل خيرات البلد، ومع ذلك يقابِل الإحسان بالإساءة، ويُنكر الجميل.. (أنا لا أعمم، ولكن الغالبية مع الأسف).

فمتى يتوقف هؤلاء عن الكذب غير المشروع؟ ومتى نجد القرارات المصرَّح بها منفَّذة؟.. فما زلنا نحبو في قراراتنا، ونطبقها على خجل، وكأننا نستحي من التقدم والازدهار ومحاربة الفساد..

 يا سادة يا كرام.. لا أحد ينكر أن لدينا فساداً، ومع الأسف هو متأصل في الجذور؛ فهل نعترف به علناً، ونبدأ بالإصلاح؟ هذا هو الخط السليم الواجب اتباعه، والطريق السليم الواجب اتخاذه؛ للخروج من أزمة (الوعود الكاذبة) وقتل الأحلام..!!؟؟
متى نكون صادقين مع أنفسنا ووطننا وأبنائه..!!؟؟
ساعتها سنتلقى من الجميع كل أنواع الاحترام والتقدير.

صالح بن عبدالله المسلم

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق