السبت، 24 ديسمبر 2011

البلا يا العساف


هذا "البلاء" الحقيقي يامعالي وزير المالية


" هذا البلاء " . كانت هذه الجملة مضمون رد وزير المالية الدكتور إبراهيم العساف عندما سأله أحد الزملاء الإعلاميين عن سئل عن الشأن المالي الداخلي للمملكة في إشارة لعدم رغبة معاليه في الخوض حول هذا الأمر .

الخبر الذي تضمن هذا الكلام أوردته صحيفة سبق قبل أيام عقب الاجتماع التحضيري المشترك الذي تم بين وزراء الخارجية في دول مجلس التعاون الخليجي ووزراء المالية.

ولا زلت كغيري من البسطاء في هذا البلد لا ندري ما هو البلاء الذي يعنيه معاليه عندما سئل عن الشأن المالي الداخلي للدولة ؟ في الوقت الذي يعد العلم بهذا الشأن أمر مشروع لكل المواطنين السعوديين . وإن كان معاليه قالها مازحا إلا أنني أجزم بأن هذا التفكير يسيطر على عقله وبعض من زملائه ممن يعتلون الهرم في عدد من الوزارات وخصوصا الوزارات التي تقع ضمن مهامها احتياجات المواطن الخدمية والتعليمية والصحية والاجتماعية .فهم لايرون للمواطن حق في معرفة التفاصيل ويرغبون في أن تسير الأمور بضبابية حتى لا تتعرض وزاراتهم للنقد وتقع الأعين والأقلام عليها. إضافة إلى رؤيتهم أن هذه الأمور لا يجب أن يعرفها إلا هم دون غيرهم لأنه لا أحد يستطيع فهم تفاصيلها غيرهم.

تأملت كثيرا هذا الرد وأحببت أن أوجه بعضا مما يدور في نفسي ويمكن أن يسمى فعلا " بالبلاء الحقيقي " وليس البلاء الذي يعنيه معالي وزير المالية وهي بمثابة رسائل وددت توجيهها لعلها تجد أذنا صاغية :

-البلاء الحقيقي يامعالي الوزير هو أن يوجه قائد مسيرة التنمية في هذا البلد بأوامره السخية التي تصب في مصلحة المواطن وخدمته فيحولها البعض إلى مآسي ومن ذلك " منح المعلمين حقوقهم ودرجاتهم وتشكيل اللجنة التي كنتم أحد أركانها واوصيتم بتطبيق المادة 18 على المعلمين والمعلمات وهي تخص موظفي الوظائف العامة وكان تبرير المالية أن منح المعلمين والمعلمات مستحقاتهم المالية سيثقل كاهل ميزانية الدولة وكأنك أحرص على ميزانية الدولة من قادة البلاد وفقهم الله وكان هذا القرار منكم كلجنة بداية مرحلة جديدة من تعقيد هذا الموضوع ولايزال حتى الآن لم يحل .

-البلاء الحقيقي يامعالي الوزير هو أن تتعامل كثير من وزاراتنا بأنظمة بالية لم تعد تناسب مقتضيات العصر الحالي وكأنها وحي منزل لايمكن تعديله والأمثلة أكثر من أن تحصى في مختلف الوزارات.

-البلاء الحقيقي يا معالي الوزير هو أن يحرم أبناء البلد الموظفين من بدل السكن في الوقت الذي يصرف للوافدين وبمبالغ باهضة جدا في مختلف القطاعات.

- البلاء الحقيقي يامعالي الوزير هو أن يعلن خادم الحرمين الشريفين افتتاح الجامعات والكليات في مختلف المناطق والقطاعات لتحتوي كل من له رغبة بالعمل فيها ممن تنطبق عليه الشروط والضوابط فيحرم أبناء وبنات الوطن من العمل فيها وتصبح مصادرا وخيارات متعددة للوافدين من مختلف الأقطار العربية في الوقت الذي لم ننس بعد ما تم الكشف عنه من شهادات مزورة في العديد من الكليات والجامعات في وقت سابق لعدد من هؤلاء الذين يعملون بها من الوافدين.

-البلاء الحقيقي يامعالي الوزير هو شعورنا أننا نعيش تحت نظام أزمات بسبب ضعف بنيتنا التحتية في كثير من الخدمات خصوصا الصحية والبلدية على الرغم مما تصرفه الحكومة في هذين الجانبين فما أن نشاهد السحب والأمطار حتى نتذكر الرعب الذي حدث في جدة والرياض . وما يتعرض أحدنا لمريض ويحتاج لسرير في احد المستشفيات التخصصية حتى يهرع للبحث عن معرفة.

- البلاء الحقيقي يا معالي الوزير هو أننا في عصر عبدالله بن عبدالعزيز ومازالت بعض مدارسنا لا تصلح أن تكون كراجات للسيارات فما بالك بها تستقبل الطلاب والطالبات فأين تذهب تلك الاعتمادات للمباني المدرسية ياترى ومن المتسبب في تأخير هذا الأمر على الرغم من تصريحات التربية منذ زمن بعيد بالقضاء على المدارس المستأجرة.

- البلاء الحقيقي يا معالي الوزير هو أن يأمر والدنا وفقه الله براتبين هدية لشعبه فتحولونها لراتب أساسي فقط وتؤجلون تثبيت 15% إلى ما بعد هذين الراتبين لتحرموا كثير من الأسر من تلك الهدية السخية من والدهم .

- البلاء الحقيقي يا معالي الوزير هو أن يأمر الملك وفقه الله بإعانة لأبنائه وبناته العاطلين حتى يحصلوا على وظيفة فتسخر اللجان كل إهتمامها للوصول إلى أقل عدد من الفئة المستفيدة منها بوضع الشروط والتعقيدات التي لا مبرر لها .

- البلاء الحقيقي يا معالي الوزير هو أن نشعر كمواطنين بأن ملكنا وقادتنا حريصون علينا ويرغبون في أن نكون في مقدمة شعوب العالم لكن كثير من المسؤولين لا يقدرون ذلك ولا يحملون نفس الهم والحرص الذي تحمله القيادة مع أنهم أقسموا على ذلك.

كثيرة هي الأمثلة يامعالي الوزير على هذه الشاكلة وكلنا أمل بأن تجد الحلول السريعة ويحدونا الأمل الكبير في ذلك بقيادة الملك الإنسان عبدالله بن عبدالعزيز وولي عهده الأمين نسأل الله أن يوفقهم ويرزقهم البطانة الصالحة .

د.عائض بن سعيد الغامدي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق