الأربعاء، 11 يناير 2012

لماذا لا يفرح السعودي بالميزانية ؟

ميزانية قياسية لماذا لم نفرح بها؟

لماذا لا يفرح السعوديون بميزانيتهم؟ ولماذا نستقبل ميزانيتنا بالتهكم؟ ولماذا نواجه التوقعات المالية القياسية بالتشاؤم والإحباط؟
امتلأ العالم الحقيقي من خلال المجالس والصحافة، والعالم الافتراضي من خلال الإنترنت بمفارقات عجيبة حول الميزانية، تم التعبير عنها شعبياً بأشكال سلبية متنوعة تراوحت بين المعلومة والطرفة والاحتقان.
المتخصصون يقرأون الميزانية من خلال رؤيتهم الاقتصادية، ومسئولو الحكومة ينظرون إليها كأداة لتحقيق إنجازاتهم، والتجار ينظرون إليها بعين الطامع في خيرها. الذي يهمني أمره هنا هو المواطن، الموظف، المتسبب، المزارع، المتقاعد، الباحث عن عمل… إلخ.
في رأيي أن الموازنة فعلاً لم تلبِّ تطلعات هذا المواطن البسيط، بالرغم من أرقامها القياسية، ولا أرى لذلك إلا واحداً أو أكثر من الأسباب التالية:
• أن الميزانية كبيرة رقمياً، ولكنها فقيرة نسبياً بالنظر لاحتياجات المواطن.
• أن كثيراً من أرقام الميزانية لا تنفذ، فهي حبر على ورق.
• أن مصروفات الميزانية مبالغ فيها أو لا تصرف في البنود المخصصة لها، وبالتالي تتسرب يمنة ويسرة، وتذهب في معظمها إلى جيوب فلان وعلاّن.
• أن الغلاء والتضخم الذي تعاظم في السنوات الأخيرة، أكبر من قدرة الميزانية على تخفيف آثاره.
• أن أسلوب الدولة في الصرف وزيادة النفقات ليس الحل، وإنما يجب التركيز على تخفيض التكاليف على المواطن، بخفض الرسوم وتكلفة الخدمات الأساسية، وتحمل الدولة لجزء كبير منها.
• أن احتياجات المواطن زادت وتحولت بعض الكماليات إلى أساسيات، والمثال الأبرز هنا هو الجوال للصغار والكبار.
• أن المواطن يقارن حاله بجيرانه الأشقاء، خاصة قطر والإمارات.
ختاماً: نحن أمام ظاهرة مرضية، متناقضة لأبعد حد، تحتاج إلى دراسة عميقة من وزارة الاقتصاد والتخطيط لتحديد محاور الخلل، حتى نقلص الهوة بين الواقع والحلم، بين منجزات القيادة وآمال الشعب.
 
فهد القاسم

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق