الأربعاء، 18 يناير 2012

الفقير لا يعرف المشاريع

لا ألوم الناس الذين يزدادون قهراً كلما قرأوا أرقام الميزانية أو تابعوا أخبار مشاريع تكلف الوطن مليارات الريالات، بينما هم يعيشون في ظروف صعبة وقاهرة.
 لا ألومهم عندما يرتفع ضغطهم قبل نهاية كل شهر، حيث لا يبقى في جيوبهم إلا ثمن الخبز الذي يطعمون به أطفالهم. لا ألومهم عندما يتطاير الشرر من أعينهم وهم يقارنون دخل الدولة الذي يصل إلى ترليون ريال وأحوالهم التي تزيد المقهورين قهراً والمتألمين ألماً، إذ كيف لعاقل أن يصدق أن لدينا فقراء معدمين وعائلات لا تعرف كيف تدبر إيجار سكنها في بلد ينظر إليه العالم على انه فاحش الغنى !! أدعوكم أحبائي لقراءة التحقيق الذي نشرناه أمس الأول حول الفقراء في الإحساء وهي الأوضاع التي تتكرر في جازان وتبوك والقطيف والرياض وجدة ومكة المكرمة، وربما في كل مدينة وقرية. معظم الناس لا يفهمون قيمة المشاريع الضخمة التي تنفذها الدولة بقدر فهمهم ظروف معيشتهم وحياتهم اليومية.
أعرف أن الاقتصاديين لا يحبذون تقديم المعونات المالية للناس خوفاً من التضخم، لكنني أجزم بأن هذا التخوف لا محل له في ظل هذه الظروف. كل مواطن مهما كان عمره أو جنسه يستحق «منحة سنوية» كي يشعر بقيمته ويفرح لارتفاع مداخيل وطنه ولقد حان الوقت لذلك.
ولكم تحياتي 


محمد البكر

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق