الأحد، 8 يناير 2012

تحليل مخدرات للمبتعثين والمبتعثات

صحيفة المرصد: انتقد أستاذ الاقتصاد المالي في جامعة الأمير سلطان في الرياض، الدكتور حمزة السالم، وأستاذ الخدمة الاجتماعية في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية الدكتور ناصر العود، في حديثهما لـ"العربية.نت"، الداعية الدكتور محمد العريفي، بعد اتهامات الأخير للطلاب السعوديين المبتعثين في الخارج عبر صفحاته على مواقع التواصل الاجتماعي بـأنهم يتعاطون الخمور والحشيش، مؤكدين رفضهم لمبدأ التعميم الذي ساقه العريفي في تعليقه الذي نسبه لأحد الطلاب الذي راسله وقال فيه: "أنا مبتعث وبجامعتي 35 مبتعثا.. اللي يشربون خمر 20 وبعضهم حشيش.. الحل يوضع بالمطارات تحليل للطلاب"، وهي التغريدة التي ثار حولها جدل كبير على "تويتر" و"فيسبوك" وخارجهما.

واتهم أستاذ الخدمة الاجتماعية في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية الدكتور ناصر العود، العريفي ومن يحاول كيل الاتهامات للمبتعثين، بحب الإثارة كونهم لا يتحدثون من منطلق علمي صحيح، وأكد أن الإحصائيات التي يتحدثون عنها غير مقبولة علميا.

ويقول: "مع احترامي للدكتور العريفي فهذا ليس مجاله ولا تخصصه، هو رجل شرعي وله قبول اجتماعي وأفكاره جيدة ولكن ليس من دوره الدخول في جدل علمي يترتب عليه فحص المخدرات لأن هذا الأمر له جوانب أمنية".

ويتابع: "نحن نسمع أخبارا جيدة عن المبتعثين في الخارج، وهم مميزون ويحصلون على منح مهمة، وحتى المبتعثات لهن نشاطات أكاديمية مميزة".

ويرفض العود حديث بعض الدعاة بنسب وإحصائيات غير صحيحة، ويراها خطأ كبيرا
ويضيف: "من غير المقبول أن يخرج أناس يتكلمون بدراسات وإحصائيات، وهم غير ملمين بالإحصاء قيد أنملة كالشيخ حسن القعود وغيره". 

ويتابع: "الدراسات الإحصائية تقنن بطريقة علمية القضية التي تتناولها، أما أن نطلق العنان لآراء وأهواء أشخاص محسوبين على مجتمعنا ويؤخذ بأقوالهم وتنتشر في المواقع الاجتماعية وتصبح وصمة للمبتعثين، فهو أمر مرفوض، لأن خادم الحرمين الشريفين وجه بالابتعاث برؤية وسياسة ذات بعد ومغزى وطني كبير".

ويسترسل: "إذا كانوا يعتقدون أننا كاجتماعيين لا نستطيع أن نرد على ما يقولون، فعليهم أن يصمتوا عندما تصل الأمور لدراسات اجتماعيه أو تحليلية نفسية أو متخصصة، عليهم أن يصمتوا لأنهم محسوبون على تيار يحب الإثارة، ولا أرضى أن يرتقوا في تغريداتهم في مواقع التواصل الاجتماعي عبر وصم من سترهم الله من أبنائنا في الخارج، والذين نعلق عليهم آمالا كبيرة في المستقبل لرفع مستوى البلد"

ومن جانبه، لا يتفق أستاذ الاقتصاد المالي في جامعة الأمير سلطان في الرياض، الدكتور حمزة السالم، مع مطالبات العريفي بتحليل دم الطلاب القادمين من بعثاتهم، ولكن يؤكد أنه لابد أن يقصر الابتعاث في درجة البكالوريوس على الجامعات القوية التي لا تعطي مجالا للطالب للعبث والانحراف، مؤكدا أن هناك طلابا كانوا مميزين في بداياتهم ولكن انحرفوا لسوء المتابعة.

ويقول: "بعيدا عما قالة العريفي، فأنا أرى أن لا يبتعث للبكالوريوس إلا للجامعات القوية لأن مثل هذه الجامعات لا تعطي مجالا للطالب في التهاون بالدراسة، وكثير من الطلبة المبتعثين كانوا مميزين في بداياتهم، ولكن في النهاية انتكسوا".

ويشدد الدكتور السالم على أن قوة الجامعة ستجبر الطالب على التركيز فقط على دراسته وسينكشف فور انحرافه.

ويضيف: "إذا لم تكن الجامعة من أفضل 30 جامعة في العالم، فالطالب لن يكون جادا في دراسته".

ويعترف الدكتور السالم أن الكثير من الطلاب فشلوا في دراستهم بسبب المغريات التي تعرضوا لها.

ويقول: "لا أدافع عن العريفي، ولكن أرى أنه يجب بحث أمر ابتعاث الطلاب لجامعات أقل مستوى".

وكانت مشكلة المبتعثين السعوديين في الخارج عادت للظهور على السطح وخاصة الاتهامات التي تطالهم بالانحراف وشرب الخمر وتعاطي المخدرات. فبعد دقائق من ماكتبه العريفي، تحولت صفحاته على فيسبوك وتويتر، وهما من الصفحات التي تحظى بمتابعة عالية من زوار الموقعين لساحة جدل بين مؤيد ورافض لمبدأ التعميم.

وحاول العريفي تهدئة الأجواء بأن كتب: "ياجماعة لاتغضبوا، أنا أعرض الرأي للنقاش، وإلا فأعرف من المبتعثين أهل خير وذكاء وحرص".

وجاءت اتهامات العريفي التي نقلها على لسان طلاب مبتعثين بعد أشهر من اتهام الداعية حسن العقود للطلاب المبتعثين بإدمان المسكرات بدلا من الدراسة، وقال حينها في برنامج تلفزيوني إن ما يقارب 80% من الطلاب المبتعثين للبكالوريوس في بريطانيا يتعاطون الخمور ويتركون الصلاة، وأضاف أنه تأكد من ذلك بنفسه خلال زيارته للأندية السعودية في مناطق مختلفة من بريطانيا. 

وفيما تراجع الداعية القعود فيما بعد عن اتهاماته في برنامج تلفزيوني آخر، لا يزال الجدل ساخنا على صفحات تويتر وفيسبوك حول ما قاله العريفي الذي أكد في تغريدة إضافية له على أن وضع كثير من الطلاب سيء جدا.

وقال: "أنا درست في ثلاث دول لغة إنكليزية وخالطت المبتعثين بكثرة - فأنا أتكلم من واقع- أكثرهم طيبون لكن فيهم أعداد لا يستهان بها وضعهم سيء جداً"

 

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق