السبت، 14 يناير 2012

وزارة التجارة تستعرض عضلاتها على بنجلاديشي

وزارة التجارة تعرف جيدا المتلاعبين الكبار

قبل سنوات قامت سيدة برجوازية في إحدى الدول الخليجية بإصدار مجلة نسائية شهرية وكانت قيمة الاشتراك السنوي تعادل 150 ريالا ويتم إرسالها للمشتركين عن طريق إحدى شركات البريد السريع حتى أصبح المشترك الواحد يكلف المجلة مايزيد على 3000 ريال سنويا ناهيك عن تكاليف الطباعة وأجور العاملين! .
هذا ما فعلته بالضبط وزارة التجارة الموقرة حين نشرت إعلانا مساحته نصف صفحة في إحدى الجرائد المحلية للتشهير بعامل بنغلاديشي اسمه (علاء الدين سلطان) يبيع أكياس الأسمنت بسعر مرتفع في الباحة، فالخسارة المالية التي تكبدتها الوزارة تفوق فرق السعر الذي استفاد منه علاء الدين جراء بيعه الأسمنت في الباحة مستخدما شاحنة (قلاب) يابانية الصنع تم نشر رقمها ونوعها إمعانا في التشهير ، وهذا دليل جديد على أن وزارة التجارة لا تعرف أساسيات التجارة فالخسارة التي تكبدتها في الإعلان أكثر مما ربح سلطان الدين من بيع أكياس الأسمنت! .
وإذا تجاوزنا قيمة نشر الإعلان باتجاه ما هو أهم نقرأ في بداية نص الإعلان أن الوزارة تقوم بهذا العمل تنفيذاً للأمر الملكي الكريم القاضي بالتعامل بكل حزم مع من يتلاعبون بالأسعار والتشهير بهم كائنا من كان المخالف، ومع احترامنا لشخص السيد علاء الدين إلا أنه لا تنطبق عليه مواصفات ( كائنا من كان) بل هو في أفضل أحواله (كان ياماكان)!.
المضحك المبكي في هذا الإعلان أن وزارة التجارة تعرف جيدا المتلاعبين الكبار بأسعار كافة السلع وليس الأسمنت فقط ، ولكنها فضلت أن تستعرض عضلاتها على هذا البنغلاديشي البسيط لأن ذلك أسهل من مواجهة المافيات التي تتحكم بالسوق وتتلاعب بالأسعار (على عينك يا تجارة) ، ومطلوب منا أن نصدق بأن الوزارة قامت بواجبها على أكمل وجه من خلال حملة التشهير بعلاء الدين سلطان فتى بنغلادش الهمام الذي أثبتت نتائج التحقيق أنه يبيع الأسمنت بسعر مرتفع! .
باختصار هذا الإعلان لا يحترم عقول المستهلكين الذين ظنت الوزارة أن رؤوسهم خاوية مثل جيوبهم الخاوية بسبب جشع التجار ، وقد استفزني الإعلان لدرجة أنني فكرت بإطلاق حملة على الفيس بوك عنوانها (علاء الدين في قلوبنا) لمناصرته وجمع التبرعات لترجمة ما جاء في الإعلان إلى اللغة البنغالية كي يضحك معنا (أبو سلطان) على ما تفعله وزارة التجارة ، ولكنني خمنت أن علاء الدين (مافي معلوم فيس بوك) فوجدت أنه من الأفضل إطلاق حملة لإلغاء التاء المربوطة التي ينتهي بها اسم (وزارة التجارة) كي لا يلتيس علينا الأمر مستقبلا فنطالبها بما لا تستطيع التصدي له ..وتحياتي إلى علاء الدين سلطان!.


خلف الحربي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق