الاثنين، 30 يناير 2012

أكثر الشعوب اقتراضاً

90 % من الشعب مقترض!

2012-01-30 لا أبرر تنامي نسبة المقترضين في السعودية.. لكنني ضد المبالغة في ملامة الناس.. الأوضاع المعيشية اليوم ليست هي قبل عشر سنوات.. المقترض مغلوب على أمره، لا يمتلك الحيلة.. كالبغدادي حينما قال: "لا تعذليه فإن العذل يولعه.. قد قلت حقا، ولكن ليس يسمعه.. جاوزت في لومه حدا أضر به.. من حيث قدرتِ أن اللوم ينفعه"!نسبة مفزعة.. إنها تعني ببساطة أن دخل المواطن لم يعد يكفيه للوفاء بالتزامات الحياة.. المقترضون في بلادنا يثيرون الشفقة، لا ينبغي ملامة الناس كثيرا.. لا ينبغي سؤالهم" لماذا تقترضون"؟ خلال السنوات الأخيرة ليس صحيحا أن الناس تقترض لتسافر.. ليس صحيحا أن الناس تقترض من أجل السياحة.. هؤلاء، وإن وجدوا، لا يمثلون شيئا يذكر، قياسا بالذين اقترضوا للحاجة.. ناهيك أن الناس لم تعد تقترض لكي تدخل في سوق الأسهم.. الناس فرت من السوق فرارهم من الأسد!هذه النسبة المقلقة هي لأناس يريدون الوفاء بالتزاماتهم الحياتية.. هناك من يقترض لشراء قطعة أرض.. هناك من يقترض ليبني أو يؤثث منزلا.. هناك من يقترض للعلاج.. هناك من يقترض لتعليم أبنائه.. هناك من يقترض لشراء سيارة.. وأشد حالات الاقتراض ألما هي من يقترض ليسدد قرضا آخر!ما الذي أريد الوصول إليه اليوم؟ بالطبع لن أتحدث عن أهمية رفع دخل الناس لمواجهة الغلاء، هذا موضوع شائك وعريض.. لكن (طالما) أننا عرفنا بعدما كُشفت الأرقام أن القروض تكبل 90% من المواطنين ـ قبل أن أنسى؛ النسبة وردت في مقال لزميلنا الاقتصادي القدير راشد الفوزان، ومن أسند فقد برئت عهدته! و(طالما) أن لدينا هذه النسبة الكبيرة من المقترضين.. و(طالما) أن الأرباح والسيولة المتراكمة في خزائن البنوك السعودية تكشف حجم قوتها ومتانتها.. أليس من المفترض أن تتبنى مؤسسة النقد معالجة وجدولة هذه القروض، بفترات زمنية ونسب فائدة تراعي ظروف الناس؟غض الطرف عن هذه النسبة المرتفعة ليس في مصلحة الوطن والمواطن، على حد سواء. 

صالح الشيحي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق