الخميس، 23 فبراير 2012

أرامكو تدفع تعويضات الأراضي بالرضا والإكراه

الفساد في أرامكو

كانت أرامكو تحت إدارة الأمريكان وفي المرحلة الأولى بعد تحولها للسعوديين نموذجا لحسن الإدارة والشفافية والفعالية والإنجاز والسلامة من الفساد
ومع مرور السنين غزاها الفساد غزوا عنيفا حتى أصبح سمة في كل جهة فيها بدءا من الوظائف والبرامج التدريبية والمشاريع وانتهاء بالأراضي والمخططات
وفي حديثنا الليلة سنركز على الفساد في الأراضي لأن التوثيق فيها أسهل من غيرها واذا استكملناه ربما نتحول إلى الحديث عن قضايا الفساد الأخرى
نبدأ بالأرض التي وهبت مرتين للأمراء كل مرة لأمير واشترتها ارامكو من الأمير الاول وتجري الترتيبات لتمليكها لأمير آخر ثم شرائها منه
هذه الأرض هي كورنيش الجبيل الصناعية وهبت للأمير متعب بن عبد العزيز فباعها على أرامكو سنة 1990 (سنة أزمة الكويت) بـ 90 مليون ريال ثم ماذا؟
طمع فيها محمد بن فهد فكلف البلدية بطلبها من أرامكو وحين رفض المسؤول أحيل ملف الأرض لمسؤول آخر لتمليكها للبلدية مرة أخرى ومن ثم لمحمد بن فهد
القصة الثانية بطلها محمد بن فهد من خلال وكيله أحمد الخنيني الذي كان والده رئيس بلدية الجبيل من سنة 1975 الى 1982 حيث رتب سرقات سلطان للهيئة
بدأت القصة بمعرفة الخنيني عن أراضي في منطقتي "الجبيل" و"برّي" تمدد عليها شبكة هائلة من الأنابيب فتمكن الخنيني من استخراج صك بدعم من الإمارة
وحين أنهت الشركة المكلفة من قبل أرامكو من 90 % من المهمة حضر الخنيني ومعه قوة أمنية من الإمارة ومنع المقاول من إكمال العمل بسلطة الدولة
وكان إيقاف المشروع مستحيلا فصار الحل الوحيد أن تشتري أرامكو الأرض من الخنيني (أي من محمد بن فهد) وتم شراؤها رغم رفض المسؤول المخول في أرامكو
بطل آخر من أبطال الاستيلاء على الأرض "هيف القحطاني" له قصص خطيرة مع أرامكو. وهذا الإسم معروف لكثير من ضحايا نهب الأراضي والمسؤولين النزيهين
مدت أرامكو أنبوب (شرق غرب) وهو لتمكين المملكة من الاستغناء عن الخليج في تصدير النفط وللأنبوب شريط من الأراضي عن جانبية يسمى حرم الأنبوب
تمكن هيف من معرفة مسار الخط بدقة وتولى التنسيق مع من يرغب من الأمراء والأميرات بتملك نصيبه وألزم أرامكو بدفع التعويض فدفعت وهي صاغرة
من هم هؤلاء الأمراء وكيف رتبها لهم هيف هذا ما نتمنى أن نذكره في الجلسات القادمة. لكن ننتقل الآن الى سرقة أخرى
أحد أبناء محمد بن عبد العزيز تقدم لأرامكو مطالبا بتعويض عن الأراضي الممتدة من مصفاة القصيم إلى ساحل البحر الأحمر دون أن يكون معه صك
وحين طالبته أرامكو بصك أحضر وصية من والده له واعتبر وصية والده ملزمة (قانونا) وحصل على دعم من الديوان والترتيبات الآن على قدم وساق لتعويضه
تقدم رئيس أرامكو السابق بطلب أرض زراعية في مكان هو من جهة مخصص لأنابيب غاز ومن جهة يتعارض من ناحية السلامة مع حقل نفطي نشط هو حقل القطيف
المكان قرب الصناعية الثانية بالدمام وهناك أمر ملكي يمنع إقامة أي منشأة مدنية قرب المشاريع النفطية لأسباب السلامة ولهذا رفض المسؤول المعني
وحين تكرر رفض المسؤول المعني خوفا من المحاسبة على مخالفة الأمر الملكي تدخلت الإدارة العليا في أرامكو وصدرت الموافقة من مسؤول أعلى منه
وتكررت القصة مع اثنين من أقارب وزير البترول النعيمي بطلب أراضي في أماكن لا يسمح النظام بالحصول عليها ومرة أخرى تدخلت الإدارة لإجازة الطلبين
الجدير بالذكر أن نظام أرامكو يوزع الأراضي بالأرقام منعا للمحاباة لكن في الحالتين السابقتين تداولت إدارات أرامكو الأسماء قصدا وهو تجاوزللنظام
في أرامكويقوم نائب رئيس الشركة عايض القحطاني برئاسة لجنة تضارب المصالح وهي ممارسة إدارية بقيت من أيام الأمريكان كواحدة من ضمانات منع الفساد
ومهمة لجنة منع تضارب المصالح هو أن لا يتأثر منصب مسؤول اي شخص من أرامكو بعلاقاته او نشاطاته التجارية أو اي نشاطات أخرى فما الذي حصل مع عايض؟
رئيس لجنة تضارب المصالح ذاته يستغل منصبه للحصول على المخططات السكنية والصناعية بتفصيلاتها ليقدم الثمين منها هدية لمن يستفيد من هذه الهدية
ولأن له منصب قوي في الشركة فحين يرفض أي موظف مسؤول تزويده بالمخططات يتجاوزه لموظف آخر ويحصل على ما يريد
محمد بن فهد يرسل وكلاء مكلفين بشؤون الأراضي للشركة لأخذ تفاصيل مخططات معينة من أرامكووحين يرفض المسؤول تتدخل الإدارة العليا وتزوده بالتفاصيل


القصة التي نختم بها هذه الليلة هي فضيحة مخزية عن استغلال المسؤولين مساعدة مصانع سابك بالنفط المدعوم وبيعه النفط قبل وبعد تكريره
السرقة تتم بطريقتين : الأولى يسجل النفط رسميا أنه تم بيعه خاما بقيمة مخفضة على المصانع ولم يسلم للمصانع ويباع للخارج كنفط خارج بسعر السوق
الطريقة الثانية أن يباع بعد تكريره كبنزين وديزل ومشتقات أخرى في الداخل والخارج بأسعار السوق كذلك. ويكسب المسؤول كامل فرق السعر وهو فرق هائل
المصيبة أن تفاصيل هذه السرقة بدعم مصانع سابك موجود كاملا عند المباحث الإدارية ولم تتخذ أي إجراء وتركت الموضوع لتحقيقات أرامكو الداخلية

كتبها : مجتهد

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق