الخميس، 9 فبراير 2012

حافز كشف الرقم المخفي للعاطلين

صحيفة المرصد:قال الخبير الاقتصادي السعودي عبد الحميد العمري إن برنامج "حافز" كشف عن معدلات البطالة التي تجاوزت 30% من المجتمع السعودي، من بينهم 22% يعانون من الفقر، مشيراً إلى أن الحسنة الوحيدة لحافز أنه كشف الرقم المخفي طوال السنوات الماضية للعاطلين والفقراء. 

 وقال العمري خلال مقابلة مع برنامج "إضاءات"، الذي سيبث على العربية غدًا إن تعثر المشاريع الكبرى التي رصد لها أكثر من خمسمائة وخمسين مليار ريال يعود إلى أشكال من الفساد الإداري، وهي مشاريع بعضها لم يبدأ بإنشائه وبعضها لم يكتمل، والبعض الآخر لم ينجز كما خُطط له، مبدياً استغرابه من القصور في مستوى التنمية رغم الوفرة المالية. وقال العمري إن المشاريع المتعثرة تنوعت بين مطارات وطرق ومدارس وغيرها، وقد ابتلعتها "منطقة الهدر" وعدم توفر الكفاءات، شارحاً أن الفساد يأتي بسبب عاملين اثنين: القصور في الأنظمة، وغياب الرقابة والمحاسبة، وأن الملك عبدالله بن عبد العزيز عازم على القضاء على الفساد، بتأسيس هيئة مكافحة الفساد، مطالباً الهيئة بوضع الأنظمة وتفعيل الرقابة والمحاسبة، لأن الأموال الهائلة يستحيل أن تراقب بأدوات تقليدية قديمة، داعياً إلى التشهير بالمتورطين، مبدياً تفاؤله بالهيئة، مضيفا أن تقييم أدائها، وهي لم تكمل سنة واحدة، لا يجب أن يكون قبل سنتين. وقال العمري في حديثه لإضاءات إن السعودية لا ينقصها شيء لسد القصور في المشاريع، مستشهداً بقلة المباني المخصصة للمدارس، على الرغم من أنها الدولة الأقل ديوناً على مستوى العالم. وحول تسيير عجلة الاقتصاد على النحو الصحيح في السعودية، عزا القصور إلى "سوء الإدارة" التي لم تؤسس لعملية مسيرة متماسكة للاقتصاد. كما وصف العمري الاقتصاد السعودي بـ"الأعرج" لأنه يسير على رجلٍ واحدة هي النفط، وضرب مثلاً بمعاناة الاقتصاد السعودي منتصف الثمانينات حين وصل سعر البترول إلى 10 دولار، مطالباً بإمضاء خطط التنمية. وقال: "نحن منذ سنة 1970 والهدف الرئيسي لخطط التنمية تنويع القاعدة الإنتاجية، ولو أننا صنعنا قاعدة إنتاجية حقيقية لتطلعت دول الخليج كلها لأن ترتبط بالريال السعودي غير أن الحلم لم يتم".  وأوضح العمري أن السعودية تملك خيارات كثيرة كونها ضمن أفضل عشرين اقتصادا في العالم، غير أنها لم تستثمر الخيارات المتاحة.


وفي مقال عن مشاركة العمري :

حافز... لمعرفة المحتاجين!

الفقر لدينا في ازدياد وكذلك البطالة، وحين التقيتُ الأستاذ عبدالحميد العمري لحواره في "إضاءات" التي ستبث اليوم قال لي إن ميزة برنامج حافز الوحيدة أنها أعطتنا الرقم المخفى طويلا من قبل الوزارات للرقم الحقيقي الذي يكشف لنا أعداد العاطلين والفقراء، بل قال لي إن الفقراء الذين يسكنون المقابر في مناطق نائية لهم وجود، وحالة العائلة التي رصدت خبرها الصحفية خديجة مريشد ليست الوحيدة ولا النادرة، بل تتكرر مثل هذه القصة على مسمعه وتأتيه بعض النماذج على بريده الإلكتروني.أساس مشكلة الفقر عدم وجود خطة لمعالجته، المشاكل المهملة تتفاقم فتستعصي على الحل، على مدى تعاقب وزراء الشؤون الاجتماعية لم يطرح أي حل حقيقي ومؤسسي لكارثة الفقر المزعجة والمخيفة، الفقراء في الغالب يتعففون تراهم منكسرين يتهادون بخطواتهم بجوار الجدران، وتحسبهم أغنياء أحيانا من التعفف. الفقراء لا يبحثون عن وزارة الشؤون الاجتماعية، بل إن مهمة الشؤون الاجتماعية البحث عن الفقراء ومعالجة أزماتهم وثغراتهم ومآسيهم. لكن من يسمع الكلام؟!حين طرحت الصحافة قبل أسابيع قصة أسرة تسكن مقبرة تبرعت لها مؤسسة الوليد بن طلال الخيرية ببيت، لكن هل يجب على الصحافة أن تغطي قصص كل الفقراء، وهل يمكنها ذلك؟!لنتذكر أن 22% من الذين تقدموا لحافز فقراء! نعم... فقراء يعانون الأمرّين، ولا أدري فعليا ماذا تعمل وزارة الشؤون الاجتماعية! وما هي أنشطتها الآن، وما الدور الذي تقوم به؟! ما فائدة أي إجراء إذا كان الفقر بازدياد.قال أبو عبدالله غفر الله له: في كل مجتمع فقراء، لكن مع كل هذا الخير، وبمجتمع لا يزيد عدد سكانه على 19 مليون إنسان، لا أظن أن الفقر فكرة مقبولة بتاتا، وليت أن المسؤولين يظهرون على الإعلام أو يطرحون مؤتمرا صحفيا لمساءلتهم وإطلاعنا كمجتمع على سبب التخلي والإهمال لمآسي إخواننا الفقراء، لتتحرك الخطط الاستراتيجية المؤسسة للقضاء على الفقر، ولا أدري إن كانت مشكلة الفقر لا يمكن أن تحل بيروقراطيا، وهل يجب أن نحيل مشروع القضاء على الفقر لـ"أرامكو"؟! أم أننا على قدر المسؤولية فتقوم الوزارة بعملها على الوجه المطلوب؟! 
تركي الدخيل

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق