الأحد، 12 فبراير 2012

حقيقة القوة البحرية السعودية

الصفقة البحرية

يعود تاريخ التفكير بتطوير القوات البحرية لعدة سنوات والمبرر الرسمي مواجهة الخطر الإيراني والمبرر الحقيقي مشروع سرقة ضخم يخدم أكثر من طرف
حاول خالد بن سلطان منذ مدة إقناع الملك لكن لم يتمكن إلابعد أن تعرضت أمريكا للأزمة في 2008 فصار حماس الملك اكثر منه في مساعدة أمريكا كما سنرى
كان المبرر الرسمي تنامي خطر البحرية الإيرانية بقدرات هائلة من سفن حربية وغواصات وطائرات هيلوكبتر وصواريخ وزوارق وقوات بشرية بتدريب عالي الخ
وتدير هذه المنظومة البحرية الضخمة عدة قواعد إيرانية منتشرة على السمافة من الساحل الكويتي إلى مضيق هرمز وعلى بعض الجزر التي تملكها إيران
في المقابل ليس للمملكة إلا قاعدة بحرية واحدة بنيت منذ 35 سنة بأرصفة اسمنتية متهالكة وبقدرات تقنية أقرب للحرب العالمية الأولى
اما السفن فقد انتهت قدرتها القتالية وتجاوزت عمرها الافتراضي وحتى جسم السفن يتسرب إليه الماء بشكل منتظم وقطع الغيار غير متوفرة والصيانة صفر
اما القوة البحرية البشرية فأطقمها يعانون الامرين من كثرة المهام والواجبات دون تخصيص الحد الادنى من الامكانيات للقيام بهذة الواجبات
مما تسبب في انهيار الروح المعنوية وحالات عصيان جماعى لعدد من اطقم السفن تم التكتم عليها وتمرير الحدث بإرضاء مؤقت دون دراسة الأسباب الحقيقية
بعد أن تحمس الملك للمساهمة في حل مشكلة أمريكا الاقتصادية جعل مشروع تحديث القوات البحرية مضافا لصفقة الـ 60 مليار دولار فصارت 90 مليار. كيف؟
كان المشروع في الأصل بطلبات كبيرة وقيمة محدودة جدا ثم طلب الأمريكان تضخيم القيمة وتقليل الطلبات حتى يصفو لهم الربح الهائل بالتفاصيل التالية
كان المطلوب 14 سفينة قتال و 2 سفينة امداد وتموين و80 زورق سريع و65 طائرة عمودية استطلاع ومكافحة الغواصات وحروب سطحية بـ 16 مليار دولار
وتحول المشروع بتنسيق بين الملك والأمريكان إلى التالي: 3 سفن قتال و20 زورق و12 طائرة عمودية فقط بـ 30 مليار دولار (113 مليار ريال)
وبتنسيق بين الملك والأمريكان (الملك يقصد به الديوان الملكي) تم تخفيض القدرات التقنية لمستوى المواصفات التي حددها الأمريكان كما سنرى بعد قليل
بحيث أن كل سفينة وزورق وطائرة هيلوكبتر لا تكلف في صناعتها ولا نصف تكلفة السفينة مكتملة المواصفات التي أسست عليها الصفقة في البداية
1) نزع قدرة مهاجمة اهداف الساحل وفى عمق منطقة الاستهداف من منظومة الصواريخ التى تم تجهيز السفن بها والاكتفاء بقدرة مهاجمة الاهداف البحرية
2- نزع قدرة التحكم فى المجال الكهرومغناطيسى من (الاتصالات والاشارات الرادارية والهجوم الاليكترونى) إلى المراقبة فقط
3- عزل نظام تحديد الموقع (جى بى اس) الذى ترتبط بة اجهزة التوجية الملاحى عن نظام (ادارة النيران) بحجة ارتباطه بأقمار صناعية أمريكية خاصة
وعزل (الجبي بي اس) عن (إدارة النيران) تجعل القدرة على الإطلاق معتمدة على التوجيه اليدوي فتكون السفينة كأنها منصة معدنية لإطلاق الصواريخ فقط
السفن التي وقع عليها الإختيار من السفن المخصصة للمناورة في البحار المفتوحة العميقة حيث لا يمكن أن تتحرك إلا بعمق 15 مترا على الأقل
ويتم اختيار هذا النوع من السفن الثقيلة في الخليج العربي ذي المياه الضحلة في ميدان مناورة محدود ولمواجهة عدد ضخم من الزوارق الايرانية السريعة
ولمعرفة القيمة الحقيقة لهذه السفن فإن سفينة متكاملة المواصفات (Aeiges class) العاملة بكفاءة في البحرية الأمريكية تكلف 1.34 مليار دولار فقط
بمعنى أن الصفقة كان يمكن أن تحقق 15 سفينة كاملة المواصفات مع عشرات الزوارق والطائرات العمودية فما الذي حصل؟
الذي حصل على مستويين الأول السرقة الأمريكية من خلال التضخيم الذي ذكرناه والمستوى الثاني السرقة من الجهات المحلية بتضخيم إضافي على المالية
ويتحدث الذين كـُـلفوا بترتيب الصفقة بأن الجانب الأمريكي كان يتكلم معهم على سبيل الإبلاغ برفع السعر وتخفيض المواصفات وليس على سبيل التفاوض
وحين عاد هذا الوفد لخالد بن سلطان واشتكوا بأن الأمريكان يتكلمون بهذه اللغة كان رد خالد بن سلطان اعتبروا كلام الأمريكان أمر وليس مفاوضة
وكان جواب خالد بن سلطان بالانصياع للأمريكان لأنه رأى حرص الملك فأحب أن يسبق المحيطين به (خاصة ابنه عبد العزيز) إلى قلب الأمريكان فيكسب أكثر
ولخالد مصالح مع شركة (جنرال داينميكس) المصنعة لهذا النوع من السفن(ِAegis class) ولذلك ضغط بقوة في اتجاه هذه الشركة رغم كل مشاكلها مقارنة بـ
مقارنة بعبد العزيز بن عبد الله وكيل شركة لوكهيد مارتن الشركة المصنعة لـ(LCS class) والتي لها مواصفات أقرب نسبيا للقتال الساحلي
مدة الصفقة سبع سنوات تواجه فيها البحرية السعودية خمس قواعد بحرية إيرانية. ولذا يطرح سؤال جاد هل هذا التسليح لهدف مواجهة إيران ؟
الإجابة طبقا للمختصين بالاستراتيجية العسكرية أن المواجهة العسكرية في الخليج هي إيران مقابل أمريكا (وبريطانيا فرنسا) أما السعودية فغير محسوبة
ولهذا فإن الصفقة ليس لها أي هدف عسكري فتكون هذه السفن القليلة الثقيلة المعدومة المواصفات هدفها تنفيع أمريكا أولا والمتنفذين من آل سعود ثانيا
من هم المستفيدون؟ خالد بن سلطان في بداية التفاوض ثم دخل عبد العزيز بن عبد الله والتويجري ثم دخل الآن سلمان على الخط وتكاثر المستفيدون
امريكا تأخذ 30 مليار $ (113 مليار ريال) ثم ياخذ خالد والآخرون مليارات إضافية خارج الصفقة تغطية تكاليف ورش مخازن تدريب صيانة وسكن خبراء الخ
وهكذا تتحول (القوات المسلحة) عندنا إلى (القوات المشلحة) وهكذا تتحول (إدارة الموارد) عندنا إلى (إدارة المفاسد). ابتسم فأنت في السعودية



كتبها : مجتهد

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق