الجمعة، 17 فبراير 2012

توسّع دار الأركان على حساب فوضى الأسهم

نموذج خطيييير من فوضى سوق الأسهم الذي يرعاه خالد بن سلطان والذي سرق به من مال الشعب ما قد يفوق ما سرق من الدفاع
نموذج من نماذج الفوضى المالية في سوق الأسهم وكيف أن القوي يستطيع أن يفعل ما يشاء بسبب تحكم الأقوياء بالسوق
وبما اننا نتكلم عن خالد بن سلطان فقد اخترنا (شركة دار الأركان) لكشف هذه الفوضى. وربما نتطرق اذا كان الوقت كافيا لقصة مقتل اللواء عسيري
بعد انهيار الأسهم فبراير 2006 تمكن الأقوياء من جعل رئيس السوق (الجماز) كبش فداء فطرد وعين التويجري بدلا منه. وبعد طرده كانت هناك حكاية
بعد طرده توجه الجماز الى بيروت ليتخلص من مواجهة الناس لأن الإعلام جعله هو السبب. هناك شوهد يتحدث بلا أي محاذير لأسباب لا يليق ذكرها
وأعطى صورة واضحة في تلك الجلسة عن واقع سوق الأسهم وقال إن كل الأنظمة التي على الورق لا قيمة لها أمام الأقوياء وأن فوضى السوق في كل المستويات
فوضى في قبول الشركات بالسوق وحقيقة موجوداتها ورأسمالها وأحقيتها للاكتتاب. شركة ليس لها موجودات وراسمها الحقيقي 100ملايين ممكن تقدر بمليارات
فوضى في تقوم السهم للاكتتاب علاوة الإصدار وفوضى في متابعة ممارسة هذه الشركات بعد الاكتتاب وهل استثمرت سيولة بيع الأسهم أو صودرت للمؤسسين
فوضى في محافظ المستثمرين الكبار وتآمر مالكي المحافظ مع شركات السوق وتآمر مالكي المحافظ مع محافظ أخرى داخل دهاليز السوق للتلاعب بالأسعار
وفوضى في تسريب كل قرارات السوق المستقبلية وأسرار الشركات والسوق للأقوياء من أجل تحقق الاستفادة القصوى من هذه التسريبات بالبيع والشراء
وفوضى في التغاضي عن أي مخالفة تنكشف ويتحدث عنها الإعلام أو تتحدث عنها المنتديات الالكرتونية أو رسائل الجوال والاكتفاء بمعاقبة الضعفاء
ومن ابطال فوضى السوق خالد بن سلطان ومحمد وعبد العزيز أبناء فهد ومتعب وعبد العزيز أبناء عبد الله وعبد الرحمن ومتعب أبناء عبد العزيز وآخرون
وسنعود للسوق في وقت آخر لكن نركز الآن على دار الأركان لأنها نموذج صارخ ومكشوف لانعدام المسؤولية بالكامل في احترام حساسية سوق الأسهم
ملاحظة: بعض ما سأورده سبق أن نشر بشكل خجول وبدون تسميات في المطبوعات الاقتصادية لكن ما اقوله سيكون كاملا بتفاصيله إن شاء الله وبالأسماء
الشركة قفزت من 1 مليون ريال فقط سنة 2000 إلى 5400 مليون سنة 2004 الى 10800مليون سنة 2008 بمعنى ان قيمتها قفزت عشرة آلاف ضعف خلاس 8 سنوات
من المفيد أن نعلم أن الشركة تأسست سنة 1994 وبقيت إلى سنة 2000 بعمنى أنها لست سنوات لم تجمع أكثر من مليون ثم في ثمان سنوات جمعت 10 مليارات
العجيبة الثانية ان المؤسسين (واجهة خالد بن سلطان) ودفعوا شكليا 140 مليون ريال لكن اجتمع لديهم من أموال المستمثرين المغفلين أكثر من 8 مليارات
العجيبة الثالثة أنه رغم المليارات التي استقرت في جيوب المؤسسين (ومعهم خالد) فإن المستثمرين خسروا عن كل سهم 47 ريال أو80 بالمئة من مساهماتهم
العجيبة الرابعة أنه رغم هذا الضخ بالسيولة من قبل المستثمرين الذين غطوا التكاليف بعلاوة الإصداراستنزفت سيولة الشركة حتى لجأت للديون والتمويل
وسبب الاستنزاف هو أن السيولة صودرت من قبل المؤسسين بقيادة خالد ولم توضع تحت تصرف الشركة
العجيبة الخامسة رغم الجفاف في السيولة توافق إدارة السوق على رفع راس المال مرتين الأولى 2008 الى 7200 مليون والثانية سنة 2009 إلى 10800 مليون
تمكن المؤسسون (بحماية خالد) من إنجاز هذه السرقة الضخمة على ثلاث مراحل 1) قبل الاكتتاب 2) من خلال الاكتتاب 3) بزيادة رأس المال
ما بين 2003 و2004 قرر المؤسسون اضافة 140 مليون شكليا حتى تبدو الشركة بثقل حقيقي وتكون مؤهلة لأن تروج للاكتتاب وصارت جاهزة في نهاية 2004
بقدرة قادر تمكن المؤسسون (بحماية خالد) من زيادة رأسمال الشركة اسميا إلى 5400 مليون وعرضوعلى المستثمرين أن يشتروا 19% من أسهم الشركة وحصل
ولتحقيق ذلك جعلوا قيمة السهم 50 ريال وعلاوة الإصدار 145 ريال ليصبح مجموع العلاوة 3 مليارات وضعها المؤسسون في جيوبهم استعدادا للاكتتاب العام
بمعنى أن المؤسسين لم يدفعوا إلا 140 مليون ويمتلكون 81% بينما المستثمرون (60 مستثمر) دفعوا 4 مليار (السهم +العلاوة) ولم يمتلكوا إلا 19%
توضيح: هذا الاكتتاب الأول مع 60 مستثمر بشكل مباشر وليس عن طريق سوق الأسهم وحصل في ديسمبر 2004 اما السرقة رقم 2 فبعد الاكتتاب العام
حينما أمن المؤسسون (بحماية خالد) الأموال من 60مستثمرا انتزعوا من وزير التجارة في 2005 الموافقة على تحويلها لشركة مساهمة والاستعداد للاكتتاب
حصل الاكتتاب نهاية 2007 وتأجل بسبب انهيار السوق سنة 2006 وإلا كان يفترض أن يتم باكتمال الإجراءات الورقية بعد موافقة الوزيروهي تحتاج اشهر فقط
المهم المؤسسون (بحماية خالد) تمكنوا من خلال الاكتتاب العام من جمع 2700 مليون من علاوة الإصدار ببيع فقط 11% من الأسهم 10ريال للسهم و46 علاوة
وهكذا دفع المؤسسون 140 مليون فقط وجمعوا 8 مليار منها 6 مليار من علاوات الأسهم (3 من الأولى و2.7 من الثانية)، وقيمة الأسهم حوالي مليارين
السرقة رقم 3 تمت بعد رفع قيمة راسمال الشركة من 5.4 مليار إلى 10 مليار الذي لا يقبل به أي سوق أسهم في العالم لشركة سيولتها صفر! لكن لماذا؟
لأن زيادة رأسمال الشركة لن تكون بضخ سيولة بل بأرقام على ورق وتوافق إدارة السوق فيتعامل المتداولون على هذا الأساس ويكون كأنه اكتتاب جديد
مما يثبت أن 8 مليار انتهت في جيوب المؤسسين (ومعهم خالد) أن ديون الشركة بلغت أواخر 2010 هي حوالي 8 مليار. الأمر الأظرف هو كيف أنقذت الشركة؟
الإنقاذ الأول 5 مليار تمويل مباشر من وزارة المالية (هيئة الاستثمار) لصالح شركة تطوير خزام العقارية المسؤولة عن تطوير أحياء جدة العشوائية
الجدير بالذكر أن شركة خزام العقارية مملوكة مناصفة بين دار الأركان (خالد بن سلطان) وشركة جدة للتطوير العقاري (خالد بن فيصل) لا مفر وراك وراك
اما الإنقاذ الثاني فهو محاولة الفوزبالإسكان الحكومي الذي أمر به الملك باستخدام أراضي الدفاع التي تحت تصرف خالد وبصراحة لاأدري نجح خالد أو لا
ذكر لي خبير في سوق الأسهم يعرف دار الأركان جيدا أن محصلة ما وصل للمؤسسين ربما يتجاوز ضعف ما ذكرت لكن لم أفهم كيف ولذلك اكتفي بالاشارة لكلامه
اعتقد أنني تمكنت من خلال سرد قصة دار الأركان من إثبات ما ذكرته عن الفوضى في سوق الأسهم وقدرة الأقوياء على التلاعب فيه وسرقة أموال الناس

كتبها : مجتهد

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق