الثلاثاء، 14 فبراير 2012

عنجهية المتسلط في السجون السياسية

أكاديمية الإذلال
طيش السفاهه..ونزف الكرمة
في سجن الحائر السياسي


ما أصعب إذلال الرجال ..,واستعباد الأحرار.., وما أقبح استئساد الضباع..و”إستنسار”الرخم..,
أكاديمية الإذلال..ومصنع الأحقاد.., ذالكم هو الإسم اللائق بسجن الحائر (السياسي) في الرياض, وإليكم نموذج واحدآ من النماذج.., التي تنضح بالإذلال.., وتزرع
الأحقاد في ضمائر الرجال..

اليوم الإثنين الموافق 22/2/1433هـ – الساعه التاسعه صباحآ
المكان : سجن الحائر السياسي – القسم “الجديد” – الجناح التاسع (جماعي) الغرفة رقم: 3

استيقظ الأستاذ الجامعي-الشيخ:منصور القاضي- نائب مدير مؤسسة الحرمين الخيرية سابقآ, في موعده المعتاد للخروج إلى التشميس الطبي اليومي ,..قام بطلب التحكم,لتذكيرهم بالموعد المعتاد , جاءه الرد من التحكم بالإيجاب, وان عليه الإستعداد للخروج,..فُتح الباب وإذا بعسكري المستشفى يطلب سجينآ آخر للخروج إلى أحدى العيادات, قام الأستاذ بالخروج إلى الممر,وطلب من العريف:مسلط البقمي (المسؤول عن الفرقة المستلمة) إخراجه للتشميس كما هي العادة فأجابه العريف, بأن مسؤول التشميس غير موجود.., عند ذالك ذكّرَه الأستاذ بوعده من خلال جهاز التحكم,وطالب بأن يتولى أحد العسكر إيصاله إلى التشميس,كما هي العاده عند تأخر موظف التشميس ,..وهنا أجَابه العريف(السفيه) بالنفي المطلق لوعده بالتشميس, واتهمه بالكذب غير آبهٍ بسِنه ومكانته وشيبته,فما كان من الإستاذ إلا الإصرار على موقفه,والمطالبة بحقه, وهنا ثارت ثائرة العريف (الذي قارب سِنه سن أحد ابناء الأستاذ) فلم يترك مجالآ للتفاهم, وأخبره بأنه إن لم يتحرك من مكانه فسيقوم بسحبه إلى خارج الجناح,فأجابه بأن الأمر ليس إليه, وأنه يريد التفاهم مع ضابط الجناح أو الرقيب المسؤول, وهنا بادر العريف بإستدعاء مجموعه من العسكر الشجعان الأشاوس..!!,تكالبوا على الشيخ..أسقطوه أرضآ..قاموا بسحبه غير مبالين بدِين أو خلق أو نظام!! , شق صوت الأستاذ أجواء الجناح..تعالى وعّضُه وتذكيره وتنديدة بتلك القلوب الغليظة التي لاترحم,وبتلك العقول البليدة التي لاتفهم..,ضج الجناح بصرخات الأحرار من خلف القضبان,, تنعى الدين والمروءة والرجولة..تعالت الطرقات على الأبواب تندد بالظلم,وترفض الإستبداد,..غلت دماء الأحرار في الشرايين,تمنى كل حر لو انشقت الأرض وابتلعته..ولم يشهد موطنآ يهان فيه ذو الشيبة المسلم,اختلطت في النفوس مشاعر الأسى والحزن..يؤججها الإحساس بالعجز وقلة الحيلة.., أهكذا تكافئ البلاد أبناءها..وتعامل روادها..وبناة مجدها..ومعلمي أجيالها؟!! هذا الرجل الذي قضى عمره في جامعات البلاد يربي الأجيال وينشر العلم والمعرفه..هذا الرجل الذي قضى عمره متنقلآ بين دول العالم يلتمس أحوال المسلمين,فيحمل الكل ويغيث الملهوف ويطعم الجائع ويكسو العاري,ويعلم الجاهل..يرفع بذالك ذكر بلاد الحرمين وينشر الصيت الحسن لأهلها في كل مكان,..ثم يكون جزاؤه الحبس دون أي حقوق..ويمكن أراذل الناس وسفهاؤهم من التطاول عليه..وعلى أمثاله,بالأهانة والتنكيل..!!,..استمر طرق الأبواب الذي يمثل جهد المقل لنصرة المظلوم,..مرت الدقائق ثقيلة,وإذا بالعريف-السفيه- يفتح نافذة الغرفة رقم 3 والتي خرج منها الأستاذ,ويأمرهم بكل صفاقة بأيقاف طرق الأبواب,الأمر الذي دعى أفراد الغرفة للرد عليه واخباره بأنه سيلقى الجزاء الرادع كما هي السنه الكونية في كل معتد ظالم,..وبعد قرابة نصف ساعه حضر رقيب الجناح ومعه العريف-السفيه- يهدد ويتوعد بإرسال أحد أفراد الغرفة وهو الشاب:محمد الحربي إلى “الزنازين” -الحبس الإنفرادي- لكونه قام مع أصحابه بالرد عليه في مجيئه الأول..هكذا!!, لم يكتف هؤلاء الظلمة بجرمهم الأول بالإعتداء على الأستاذ,بل أضافوا إلى ذالك السعي في عقوبه من يعترض على الظلم ولو بالكلام..!!
يامن يعاتب مذبوحآ على دمه *** ونزف شريانه ما أسهل العَتَباَ
من جرب الكي لاينسى مواجعه *** ومن رأى السم لايشقى كمن شربا
..إنها صورة طاغية من صور الطغيان والإستبداد, وامتهان كرامة الإنسان وحرمانه حتى من الصراخ أثناء ذبح كرامته,..وسلب حريته..
عبدالرحمن السناني..,شاب لم يتجاوز الثانية والعشرين من عمره,هو أحد أفراد الغرفة رقم 3
مع أخوانه الثلاثة..!! هذا الشاب الذي فجع بإعتقال أخية منذ ثمانية أعوام ,ثم أعتقال والده واخويه منذ ثلاثة أعوام..,ثم اعقاله قبل عام واحد..,
معتقل بلاقضية..,جيئ به تكملة للنِصاب, دون مراعاه لضروف أهله, وحاجة والدته التي أثقلتها الأمراض والأحزان جراء أعتقال زوجها وأبنائها الواحد بعد الآخر, هذا الشاب لم تتحمل نفسه الكريمه هذا العدوان البغيض..,وتلك الإستطالة السافره على الأستاذ:منصور القاضي,..غلت الدماء الحره في شرايينه,..وأظلمت الدنيا في عينه..,وغدا بطن الأرض خير له من ظهرها,..بحثت يده المرتجفه عن آداة حادة ينهي بها تلك المآسي والآلام..ويداري بها الكرامه السليبه..
أمسكت يده بتلك الآداة الحادة,..أحاطها بيده..تشبث بها في لهفه..كأنما عثر على كنز مفقود..,أو حبيب غائب..,أجرى الآداة في أجزاء جسده بدأ بارقبة ومرورآ باليد..وانتهاء بالرجل..,تناثرت الدماء الحره في جوانب الغرفه..تحكي عظم المأساة وحجم المعاناة..,تعلق به أخوانه وأصحابه..حاولوا منعه..تمكنوا من ذالك بعد عناء..,أسقطوه أرضآ أخذوا يهدأونه ويذكرونه.., بعد قرابة نصف ساعه..حضر ضابط الجناح ومعه مجموعه من العسكر..وقاموا بأخذ الشاب وإخراجه إلى المستشفى..,لكن فصول المأساة لم تنتهي بعد….
خالد العمر..,شاب في الغرفة نفسها, منهك بالأمراض..فمن ارتخاء في شرايين القلب..إلى كسور في الرأس والفخذ..إلى صعوبات في الهضم بسبب ربط المعدة وانتهاء بالأمراض النفسية,..لم تتحمل نفسيته المنهكه ثقل الحدث..وتطوراته..فامتدت يده إلى حبوب العلاج..ليبتلع كمية كبيرة من الأدوية..وينهي حياة قد سئم ذلها ..وضج من آلامها.., ما أصعب الإغتراب في بلاد الأهل والأحباب.., أين أهل العدل والإنصاف..أين أهل العزة والكرامه..والنجدة والشهامه.. أيعقل أن يكون الرافضة في بلاد الحرمين خيرآ من أهل السنه في دفاعهم عن أبنائهم..وذودهم عن حقوقهم.. أما في أهل السنه والجماعه في بلاد الحرمين من يقوم قومه لله..ليقول للظالم كفى.. كفى سلبآ للحقوق..كفى استهانه بالإنسان المسلم..كفى استطاله على الخلق..!!
أما للشيخ: يوسف الأحمد من ورثة يرفعون الراية ويكملون المسيرة؟!!
خرج الشابان إلى المستشفى..وتم إسعافهما..وسلمت حياتهما بفضل الله..,وعادا إلى الغرفة.,وعاد الأستاذ..,لكن الله وحده يعلم مدى تأثير ذالك على صحتهما,وإلى أي مدى سيبلغ تأثير ذالك الموقف على نفوسهم ونفوس أصحابهم وأهليهم…,
..وأخيرآ : هل يحاسب المسؤول عن مثل هذه المواقف,ويؤخذ على يده,أم أن طيش السفاهه ونزف الكرامة سيستمر..,في ظل تفرد أدارة المباحث العامة بدور الخصم والحكم..وغياب المؤسسات الرقابية والحقوقية المستقلة, عما يحدث في دهاليز سجون المباحث العامة.. وعدم وجود أية جهة مستقلة تتولى استقبال الشكاوى,والتحقيق فيها ومعاقبة المسؤول…

 الكاتب : أحد معتقلي سجن الحائر السياسي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق