الجمعة، 16 مارس 2012

4 أجيال سعودية في معترك مع الثورة

المستقبل علمه عند الله عز وجل ... ولكن هذه مجرد تحليلات واستشرفات
كم جيل أو حزمة فكرية ... موجود الان في السعودية ؟
4 ... نعم أربعة
كيف ؟
جيل كبار السن ( الشيبان ) ... اعمارهم الان حول التسعين


هذا الجيل عرف الوجه الحقيقي للجغرفيا السعودية ...
عاصر الصحراء ولفحته بشمسها ... عاش في جبال الجنوب وتشققت اقدامه من حصاها ...
كان جوعه أكثر من شبعه ... وخوفه اكبر من امنه ... لم تعطه الارض بقدر ما كانت تأخذ منه ... تارة أبوه وتارة ولده واحيانا زوجته ...
يبني ... يرعى ... يتاجر ... يزرع ... لا يعرف غير العمل والجهد البدني
---  هذا الجيل اليوم  ---
عندما يتذكر الماضي ... وكثيرا ما يتذكر ... ويقارن ... يتيقن أنه يعيش في معجزة ... وعنده ربط عجيب بين هذه المعجزة وال سعود ... لدرجة ان أحد الشيبان يقول لشاب متحمس : مفروض إنك تصلي لبن سعود ركعتين ...

الجيل كبير السن ولكنه ما زال يعمل أو موظف ... يقتربون من الستين

طفولته وبداية الشباب فيها الكثير من الفقر وشظف العيش ... في سن الشباب سافر وتوظف وتعلم ... نسبة الامية كبيرة في هذا الجيل ولكن فيه الكثير ممن تعلم القراءة والكتابة ...
يعرف جيدا تفاصيل طفرة الملك خالد رحمة الله عليه ... نسبة كبيرة من هذا الجيل استفاد من هذه الطفرة ... بناء له بيت ... منهم من دخل التجارة وعالم الاعمال ... يعرف معنى رصيد في البنك ... يتعامل مع المال بكل حرص ...
هذا الجيل غريب ومتناقض ... في الجلسات الخاصة ... تجده يتحدث عن الاوضاع الاجتماعية ويسلط الضوء على بعض مظاهر الظلم الحاصل في المجتمع وضياع الحقوق ... وإذا قابل مسؤول في الدولة ولو كان صغيرا كال المدح والثناء بدون حساب ...
مهتم بمتابعة الاخبار ... لكنه يتأثر بالاعلام كثيرا ( الداخلي والدولي ) ... ولا يقرأ ما وراء الخبر كما يقال ...
نقد الدولة عنده محصور في ارتفاع سعر مواد البناء وأسعار البقالة
يشفق كثيرا على حسني مبارك ... ويقول أن هذا جيل لا يقدر ولا يحترم تاريخ الرجال ... لا تتحدث امامه عن التغيير والمطالبات والحقوق ...

جيل الاربعين

الطفولة بشكل عام ممتازة ... جيل لا يعرف الجوع ... هذا الجيل يعرف السعودية في مرحلة البساطة وقلة الهموم  ... عاش مع اقاربه كلهم ... رحلات عائلية كبيرة ... الجميع يجلس مع الجميع ... تعلم احترم الاخرين ... يعرف العادات والتقاليد وكان يعاقب أو يثاب عليها ... عاش معنى الحشمة في اللبس والكلام ...
درس وتعلم بعنف وأرهاب ... ولكنه أخذ الشهادة ... جيل عاش فترة توفر الوظائف
بسبب التربية الكلاسيكية والارهاب في المدارس ... تجد هذا الجيل يهاب الدولة ويحسب لكل رموزها الف حساب ... رموزها تبدأ من العسكري في الشارع الى ........... أخ
رواتب جيدة + قروض من البنوك + تسهيلات وأقساط ... جعلت هذا الجيل يعيش مثل البالون منتفخ وكبير ولكنه ملئ بالهواء ...
القصد من منتفخ وكبير = يمتلك اثاث في البيت فيه نوع من الفخامة وعنده سيارة جديدة  أو أكثر ... باختصار مظهر على لا شيء ...
مجروح من الاسهم ... وبعمق
هذا الجيل عنده ملاحظات قوية على الدولة ... تتعدى موضوع الاسعار والبنك العقاري ... هذا الجيل يتحدث عن التوزيع العادل لبرميل البترول ... يتحدث عن السلطة ويرى أن من حقه المشاركة فيها ...
لا يتابع الاعلام الرسمي ... إن تابع يضحك على اسلوبهم وافكارهم
لا يمكن أن يشارك في مظاهرة أو ثورة ... بل يخاف من هذه الكلمات ولا يحب يسمعها ... في داخله يريد شيء يضغط على الدولة ولكنه ليس أنا ...

جيل الشباب

مولود مع الفضائيات ... في طفولته أكثر من مره كلم جدته عن طريق جوال بابا ... يعرف أنواع الطعام والشراب المحلي والدولي ... صدر تعميم ( من حسن حظه ) من وزارة المعارف بمنع الضرب وهو في الابتدائية ... يلعب بالتقنية ويتحدى عن طريق البليستشن الجيوش ويقاتل ... اكثر من مرة يلعب دور حرامي السيارات ... يهرب ... يفحط ... يستخدم المسدس ...
هذا الجيل اليوم ... إما في اخر ايام دراسته الجامعية ... أو يدور في الشوارع تحت مسمى عاطل ... صحيح عنده بلاك بيري ولكنه هديه ... الموظف منهم ورطان في الاقساط ... وورطان في طموح ورغبات اكبر بكثير من واقعه وقدرته ... البنوك تعرف طموحاتهم ورغباتهم فتستغلهم بكل خبث ... بالاقساط والفيزا ... فتغرقهم اكثر واكثر
جيل ... طفشان ... متمرد ... عنده فخر بكسر النظام والعادات والتقاليد ... لا يوجد أي توازن بين عقله وعاطفته خصوصا الحماس ... بكل بساطة يمكن أن يتظاهر ويثور ويُكسر ...
هل تذكرون عندما كان طفلا ... يستمع لوالده وهو ينتقد مع اصدقائه الدولة ويتحدث عن الملاحظات الاجتماعية ...
هو الان تراكمات من الاعلام الحر وسوالف الاباء ومقاطع اليوتويب التي تهيج المشاعر ... ومازل في مرحلة الامتصاص
بعد سنين من الان سوف يفتخر عليه المصري والتونسي والسوري واليمني بأنهم شباب الثورة ... فيشعر مع ما يحمل من مشاعر اصلا بالنقص
عندها قد ينفجر ويثور وقد لا ...
لكنه حتما سيسلم كل ما تراكم معه من مشاعر وألم للجيل الذي يليه ...
لتستمر قصة العصر السعودي ... ياولدي

كتبها : مؤثر - الشبكة العربية

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق